"أسد بلا رأس وذيل وأذنين".. هذه مواصفات زعيم المعارضة التركية

الثلاثاء 21 مارس 2023 05:14 م

سلّط موقع "السياسة اليوم" (politics today) المعني بالشؤون التحليلية، الضوء على المعارضة التركية وزعيمها رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، معتبرا أنه لا يجمعهم سوى الإطاحة بالرئيس الحالي للبلاد رجب طيب أردوغان.

ووفق الموقع، فإن المعارضة تريد إلغاء أي تغييرات أجرها أردوغان - الموجود في السلطة منذ أكثر من عقدين، وفاز بالرئاسة مرتين بتلقيه أكثر من 50% في الجولة الأولى - على الحكم التركي والنظام السياسي.

وشبّه الموقع، في تحليل مطول، حال زعيم المعارضة التركية بقصة رجل من قزوين (مدينة شمالي غرب طهران) قرر رسم وشم أسد على ظهره، وعندما شعر بلسعة الإبرة المخصصة لذلك قال لراسم الوشم: "ماذا تظن نفسك فاعلا.. لا تؤذيني".

فكان رد راسم الوشم بأنه فقط يحاول رسم ذيل الأسد، فأبلغ الرجل على الفور بأنه لا يريد رسم ذيل الأسد إذا كان ذلك يشعره بالألم، "فقط ركز على باقي الرسمة".

غضب الرجل تكرر عندما حاول راسم الوشم رسم أذن الأسد وحتى رأسه، وعندما انتهى بدون رسم الأجزاء التي أغضبت الرجل؛ كانت المحصلة وشم لأسد بلا رأس أو ذيل أو أذنين.

وكان رد الرجل غاضبا أيضا من الرسام؛ إذ قال متعجبا: "كيف يمكن أن يكون هناك أسد بلا ذيل أو رأس أو أذنين؟ من رأى مثل هذا الأسد من قبل؟".

ما علاقة المعارضة؟

ووفق التحليل، فإن هذه القصة تنطبق تماما على حال زعيم المعارضة التركية، مشيرا إلى أن الملاحظة ربما لم يفكر فيها أي مراقب سياسي من قبل.

وأشار التحليل إلى أنه في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، أصدر ستة من قادة المعارضة، بقيادة كليجدار أوغلو، الإعلان التالي: "حان وقت الديمقراطية".

والأحزاب الستة هي حزب الشعب الجمهوري، وحزب الجيد، وحزب السعادة (تمل كرم الله أوغلو)، وحزب الديمقراطية والتقدم (علي باباجان)، وحزب المستقبل (أحمد داود أوغلو)، والحزب الديمقراطي (غول تكين أويصال).

وبحسب حزمة التعديل الدستوري المقترحة، والمكونة من 156 صفحة، كان الموقعون على استعداد للإشراف على انتقال تركيا من النظام الرئاسي إلى النظام البرلماني. في واقع الأمر، طالبوا بنظام برلماني "معزز"، وليس مجرد نظام حكم آخر.

وأضاف زعماء المعارضة أن الرئيس المستقبلي سينتخب من قبل الشعب لولاية واحدة مدتها 7 سنوات؛ لممارسة سلطات رمزية فقط، كما سيتم إنهاء عضوية الرئيس المنتخب في أي حزب سياسي.

أحزاب هامشية

وذكر التحليل أن هناك أربعة أحزاب ضعيفة في تحالف المعارضة ولا تتمتع بشعبية كبيرة، وبالرغم من ذلك يلعبون دورا مهما للغاية؛ لأن حزب الشعب الجمهوري لم يفز في انتخابات شعبية واحدة إلا في ظل نظام الحزب الواحد، عندما يدلي المواطنون بأصواتهم علنًا ويتم فرز الأصوات سراً.

وبالمثل، فإن احتمال فوز حزب الشعب الجمهوري بسباق رئاسي شعبي هو "صفر".

هذا هو السبب في أن قادة المعارضة الأربعة، بدءًا من تمل كرم الله أوغلو، زعيم حزب السعادة، يمثلون التقاليد السياسية التي دعت في الماضي إلى قضايا مهمة للمجتمع التركي، والتي منعت تقليديًا حزب الشعب الجمهوري من الوصول إلى السلطة.

ولهذا السبب أيضًا، تعمل الأحزاب الهامشية على إضفاء الشرعية على كتلة المعارضة التي يقودها حزب الشعب الجمهوري في أعين الجماهير.

بطريقة ما، يتم إخبار الناخبين أن هذه الحركات ستمنع أي محاولة من قبل حزب المعارضة الرئيسي لإعادة تبني برنامجه السياسي الذي يعود إلى قرن من الزمان.

ولكن ماذا سيكون تأثير الأحزاب الأربعة إذا تحالف أحزاب المعارضة الستة في الانتخابات الرئاسية؟، الإجابة قالها داود أوغلو الذي يرأس حاليًا حزب المستقبل.

وقال داود أوغلو إن جميع قادة الأحزاب الستة، سيكونون متساوين في عملية صنع القرار، فلن يتفوق أحد على الآخر أو يتقدم بخطوة على البقية، سيكون لقادة الحزب نفس سلطة التوقيع مثل الرئيس فيما يتعلق بجميع القرارات الاستراتيجية.

بعبارة أخرى، فإن زعيم حزب سياسي فاز بنسبة 30% من الأصوات وآخر حصل على 0.5% فقط سيمارس نفس القدر من التأثير على القرارات مثل الرئيس المنتخب شعبياً، الذي يجب أن يفوز بأكثر من 50% من الأصوات.

وقد أصيب بعض أعضاء حزب الشعب الجمهوري والشخصيات الإعلامية المؤيدة له بالصدمة لسماع تعليقات داود أوغلو، الذي يشكو من أن هذه ليست ديمقراطية.

مع ذلك، أسكت رئيس حزب الشعب الجمهوري، كليجدار أوغلو، جميع المنتقدين: "إنه (داوود أوغلو) على حق. فلن يتم التمييز بين حزب سياسي يفوز بنسبة 1% وآخر يحصل على 25% من الأصوات. سيكونون جميعًا متساوين على الطاولة وسيتم تعيين رؤسائهم كنواب للرئيس".

وأضاف التحليل أن الانتقال إلى النظام البرلماني المعزز يتطلب 360 مقعدًا برلمانيًا، وإذا لم تستطع كتلة المعارضة المطالبة بالعديد من المقاعد، فسيتعين عليها العمل في ظل النظام الحالي. وحتى لو كان لديهم مقاعد كافية، فلن يتم الانتقال في أقل من عامين.

بعبارة أخرى، سيكون كليجدار أوغلو هو الشخص الوحيد الذي يتخذ القرارات، ويكون له مقعد مضمون إذا فاز في السباق الرئاسي كمرشح مشترك على الطاولة. في الواقع، لا يهم إذا قرر حزب واحد أو أكثر الانسحاب من كتلة المعارضة بعد تشكيل الحكومة أيضًا.

وخلص التحليل إلى أنه على عكس رجل قزوين، يبدو أن كليجدار أوغلو أقنع الأشخاص أعضاء التحالف أن الأسد بدون رأس أو ذيل أو أذنين يمكن أن يتم إيجاده بالفعل، يحتاج فقط إلى إقناع تركيا والعالم.

المصدر | السياسية اليوم - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا الانتخابات التركية المعارضةالتركية كليجدار أوغلو