"إنه أفضل أصدقائي": 10 سنوات من تعزيز العلاقات بين بوتين وشي

الثلاثاء 21 مارس 2023 09:07 م

سلّطت زيارة الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى موسكو، هذا الأسبوع، الضوء على علاقته القوية مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين. والتقى الزعيمان أكثر من 40 مرة في السنوات الأخيرة، وأصبحا مألوفين بشكل متزايد، ويشيران إلى بعضهما البعض الآن باسم "الأصدقاء الأعزاء".

يشير تقرير صحيفة "الجارديان" بأنه تم وصف "شي" من قبل زعماء العالم الآخرين سابقا بأنه "صديق عظيم"؛ بما في ذلك الزيمبابوي روبرت موغابي والأمريكي دونالد ترامب، لكنه لم يرد دائمًا بالمثل على الإطراء كما فعل مع بوتين.

يتناول التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أبرز المحطات في علاقات روسيا والصين على مدى 10 سنوات.

ما بين 2013 - 2020

2013

كانت أول زيارة خارجية لشي كرئيس في عام 2013 إلى موسكو، حيث أخبر بوتين أنه يعتقد أن شخصياتهم متشابهة، وأنهم "يعاملون بعضهم البعض دائمًا بروح منفتحة".

وقال الرئيس الروسي إن البلدين "شريكان طبيعيان وحليفان طبيعيان"، والمصطلح الأخير لا تستخدمه روسيا عادة فيما يتعلق بالصين.

2014

ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، وهو عمل أثار إدانة دولية وقرارًا للأمم المتحدة يدعم السيادة الأوكرانية، وفرض العديد من العقوبات ضد روسيا.

في المقابل، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إن بلاده لديها "فهم كامل" للتحديات التي تواجهها روسيا، ودعمت "نهج موسكو لتسويتها" لقضية أوكرانيا.

2015

اتفق البلدان على مبيعات الأسلحة والاتفاقيات الأخرى، ووقعتا "اتفاقية عدم اعتداء" تضمنت تعهدًا بعدم شن هجمات إلكترونية ضد بعضهما البعض. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، التقى شي وبوتين في فرنسا.

2019

حصلت العلاقات الصينية الروسية على ترقية رسمية مع الإعلان عن "شراكة استراتيجية شاملة" من 5 نقاط على أساس التفاهم المتبادل و"التعاون المربح للجانبين".

كما عزز الزعيمان علاقاتهما الشخصية، وحصلا على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة ولاية سان بطرسبرج وجامعة تسينغهوا.

وقال شي لوسائل الإعلام الروسية: "الرئيس بوتين هو الزميل الأجنبي الذي تعاملت معه على نطاق واسع. إنه أفضل أصدقائي، وأنا أقدر صداقتنا كثيرًا".

ويضيف التقرير أنه في زيارة لموسكو استمرت 3 أيام، اصطحب الرئيس الروسي شي برحلة بحرية في نهر نيفا إلى سان بطرسبرج، حيث ولد بوتين عام 1952.

وأوضح شي أن "الرحلة كانت شرفًا. لقد ولّدت الأرض الخصبة هنا عددًا من العظماء. إنه فخر لروسيا وشعبها".

2022

شهر فبراير/شباط

على هامش دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، في أول لقاء مباشر بين شي وجهاً لوجه مع رئيس دولة منذ بدء وباء كورونا، وقّع هو وبوتين على ما أصبح يعرف باسم شراكة "غير محدودة".

وفي إشارة إلى صعود العلاقات الثنائية، أعلن شي وبوتين أنه "لا توجد مجالات محظورة للتعاون".

بعد أسابيع، غزت روسيا أوكرانيا، وقالت التقارير في ذلك الوقت إن المخابرات الغربية أشارت إلى أن شي كان على علم بالأمر، لكنه طلب من بوتين الانتظار حتى نهاية الألعاب الشتوية.

وأشارت تقارير أخرى إلى أن روسيا طلبت مساعدة عسكرية أو أسلحة من الصين. حتى يومنا هذا، تؤكد الأخيرة أنها لم تكن على علم بخطط بوتين.

كان الغزو بمثابة نقطة محرجة في العلاقة بين شي وبوتين، حيث كان العالم يدور حول أن الصين سعت للوقوف إلى جانب صديقتها دون الوقوع في مرمى نيران العقوبات وغيرها من الإجراءات الانتقامية.

مارس/آذار

رفض شي وكبار المسؤولين الصينيين إدانة الغزو، وعلى مدار العام، أظهروا دعمًا متزايدًا لموقف روسيا، مع تقديم الصين في الوقت نفسها كصانع سلام محايد.

وفي مارس/آذار، وجد تقرير أن العلاقات الوثيقة بين وسائل الإعلام الحكومية للبلدين، إلى جانب الرقابة الحكومية الصارمة على المعلومات، كانت تسمح للدعاية الروسية بالانتشار بسرعة في جميع أنحاء الصين؛ مما أدى إلى "انزعاج" من أوكرانيا في نظر بعض المواطنين الصينيين وتعزيز المشاعر المؤيدة لروسيا.

أبريل/نيسان

حث كبار المسؤولين الأمريكيين الصين على استخدام نفوذها وإقناع روسيا بإنهاء غزوها لأوكرانيا. اعترضت بكين رافضة "الضغط أو الإكراه" من قبل أطراف مثل الولايات المتحدة، وألقت باللوم على الأخيرة وحلف شمال الأطلسي، متهمة الكتلة بـ "عقلية الحرب الباردة".

مايو/أيار

يضيف التقرير بأن شي أبلغ بوتين في اتصال هاتفي أن روسيا تحظى بدعم الصين في مسائل السيادة والأمن.

يونيو/حزيران

التقى شي وبوتين مرة أخرى، هذه المرة في قمة قادة "بريكس"، وانتقد كلاهما العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب وحلفاء آخرون ضد روسيا.

سبتمبر/أيلول

التقى شي وبوتين مرة أخرى بقمة إقليمية في أوزبكستان، اختارها شي في أول رحلة دولية له منذ الوباء. في التعليقات التي اعتبرها بعض المحللين على أنها علامة على وجود بعض الخلاف بينهما، قال بوتين إنه يتفهم "الأسئلة والمخاوف" التي أثارها شي بشأن أوكرانيا.

وكان اجتماع زعماء آسيا الوسطى والقادة الإقليميين في سمرقند بمثابة اختبار للصداقة "اللامحدودة"، حيث أن آسيا الوسطى هي منطقة تتنافس فيها روسيا والصين أكثر من التعاون، وهو ما أطلق عليه المحللون "التنافس الهادئ".

أكتوبر/تشرين الأول

حاول مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي في أكتوبر/تشرين الأول إدانة ضم بوتين للأراضي الأوكرانية، لكنه فشل عندما رفضته موسكو (العضو الدائم)، ولم تدعم الصين روسيا لكنها امتنعت عن التصويت.

2023

 فبراير/شباط

تم تمرير قرار للأمم المتحدة يدعو روسيا إلى إنهاء الأعمال العدائية في أوكرانيا وسحب قواتها، مع امتناع الصين مرة أخرى عن التصويت.

وأصدرت الصين خطة سلام من 12 نقطة، رفضها الغرب، ودعت فيها إلى وقف إطلاق النار وإنهاء العقوبات، واقترحت أن بكين وشركاتها يمكن أن تساعد في إعادة الإعمار بعد الحرب.

ووضعت الخطة دون التشاور مع أوكرانيا. ولم تنتقد روسيا أو تدعو إلى أي انسحاب للقوات، لكنها أصدرت بيانًا واضحًا حول تجنب الأسلحة النووية والهجمات على المدنيين، وهما مصدرا قلق تم توجيههما في الغالب إلى الجانب الروسي.

مارس/آذار

رحب شي بحليف رئيسي لبوتين في بكين، وهو الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، وأشار المحللون إلى أن الترحيب الحار لرئيس دولة يتمتع "بوضع منبوذ دوليًا" وساعد بشكل مباشر في غزو بوتين، وتجاهل توسلات نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي؛ قوّض ادعاء بكين بأنها صانع سلام محايد.

في 20 مارس/آذار، بدأ شي زيارة إلى موسكو، بعد أيام من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق بوتين للاشتباه بارتكابه جرائم حرب.

استقبل الاثنان بعضهما البعض كأصدقاء قدامى، وفي اجتماع غير رسمي قال شي إن الصين مستعدة مع روسيا "للحفاظ على النظام العالمي على أساس القانون الدولي".

المصدر | الجارديان – ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بوتين شي روسيا الصين أوكرانيا غزو أوكرانيا

زيارة شي لروسيا.. عالم متعدد الأقطاب ودعم صيني لبوتين (محصلة)