وول ستريت جورنال: أمريكا تسحب مقاتلاتها الحديثة من الشرق الأوسط لمواجهة الصين وروسيا

الخميس 23 مارس 2023 01:02 م

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الولايات المتحدة سترسل طائرات هجومية قديمة من طراز "إيه-10" لتحل محل الطائرات القتالية الأكثر تطورا في الشرق الأوسط، في إطار جهودها لنقل المزيد من المقاتلات الحديثة إلى المحيط الهادي وأوروبا لردع الصين وروسيا.

ونقل التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن نشر طائرات "إيه-10" المقرر في أبريل/نيسان المقبل، يأتي ضمن خطة أوسع تتضمن أيضا الإبقاء على قوات بحرية وبرية محدودة بمنطقة الشرق الأوسط.

وقالت إن القرار يأتي مع بدء حقبة جديدة من المنافسة بين الولايات المتحدة، مع الصين وروسيا، وفي إطار سعي واشنطن، منذ سنوات طويلة، لتقليص وجودها في الشرق الأوسط لمواجهة التحديات الأكبر.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول دفاعي كبير (لم تذكر اسمه)، قوله إن القيادة المركزية الأمريكية، التي تشرف على العمليات في الشرق الأوسط، قررت أنها بحاجة إلى الاحتفاظ بسربين من الطائرات المقاتلة في المنطقة، والتي تتولى بشكل أساسي مهمة محاربة تنظيم "الدولة" في سوريا والعراق، وردع الهجمات المتكررة التي تشنها الميليشيات المدعومة من إيران.

لكن مع تركيز البنتاجون على الصين، كتهديد أكثر إلحاحا، وقلقه بشأن حرب روسيا على أوكرانيا، قرر أنه لا توجد طائرات مقاتلة كافية لمواجهة هذين الخطرين، لذلك اقترح سلاح الجو بسحب المقاتلات الحديثة من الشرق الأوسط، وإرسال طائرات A-10 المتقادمة، وفق المسؤول.

وبموجب الخطة الأمريكية الجديدة، سيتمركز سرب من طائرات "إيه-10" في الشرق الأوسط، إلى جانب سربين من طائرات "إف-15" و"إف-16". وهذا تخفيض شديد لعدد الأسراب الأمريكية الموجودة في المنطقة والبالغ عددها حوالي 12.

وأثارت الخطة الأمريكية الجديدة دهشة بعض الدوائر الدفاعية في الولايات المتحدة.

ومن المعروف أن طائرات "إيه-10" تبلغ من العمر 4 عقود، وهي ضعيفة وبطيئة في التعامل مع المقاتلات الحديثة التي تمتلكها الصين وروسيا الآن، لذلك سيتم إرسالها إلى الشرق الأوسط، حيث لا تزال مفيدة ضد مقاتلي الميليشيات المسلحة بأسلحة خفيفة، كذلك فهي قادرة على مواجهة الطائرات الإيرانية، ما يسمح للبنتاجون بسحب الطائرات الأمريكية الحديثة من الشرق الأوسط، بأريحية ودون قلق.

بالإضافة إلى ذلك، تقول الصحيفة إن الولايات المتحدة ستحتفظ بكتيبتين مضادتين للصواريخ من طراز "باتريوت" في الشرق الأوسط، وتتكون الكتيبة من 4 بطاريات، يمكن أن تحتوي كل منها على ما يصل إلى 8 صواريخ.

ستواصل الولايات المتحدة أيضا الاحتفاظ بنحو 2500 جندي في العراق وحوالي 900 جندي في سوريا لمساعدة الشركاء المحليين في محاربة مقاتلي تنظيم "الدولة".

وبشكل عام، سيبقى هناك أكثر من 30 ألف عسكري أمريكي في المنطقة.

ويقول التقرير إن بعض الضباط الأمريكيين المتقاعدين يشعرون بالقلق من أن مستويات القوة هذه غير كافية للتعامل مع مجموعة كاملة من التهديدات في الشرق الأوسط.

وكشفت الصحيفة أن بعض مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية كانوا قد اقترحوا، العام الماضي، تخفيضات أعمق في نشر القوات البحرية الأمريكية ومنظومات "باتريوت" المضادة للصواريخ في الشرق الأوسط من أجل نقل تلك القوات والتجهيزات إلى مناطق ساخنة أخرى، ومن المعروف أن أنظمة "باتريوت" الأمريكية غير متوفرة بشكل خاص في جميع أنحاء العالم.

لكن الجنرال إريك كوريلا، الذي يقود القيادة المركزية، عارض هذا الاقتراح في مذكرة سرية إلى الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، وفقًا لأشخاص مطلعين.

ودافع الكولونيل جو بوتشينو، المتحدث باسم القيادة المركزية، عن موقف القوات الأمريكية بسحب المقاتلات المتطورة من الشرق الأوسط، قائلا: "إننا ننتقل من فترة تاريخية كانت فيها القيادة المركزية مسرحًا لحربين طويلتين".

وأضاف: "ليس لدينا العدد الهائل من الطائرات والسفن والقوات وأنظمة الدفاع الجوي التي كانت لدينا في المنطقة قبل 5 سنوات فقط، وبدلاً من ذلك، يتعين علينا تنمية شراكات عميقة ودائمة يمكن أن تكون بمثابة تحوط ضد التهديدات في المنطقة، لاسيما التي تتعلق بإيران".

لكن أنتوني زيني، وهو جنرال متقاعد من مشاة البحرية الأمريكية عمل كقائد للقيادة المركزية من 1997 إلى 2000، حذر من أن مقاتلات "إيه-10" لا يمكن أن تتولى أدوارا رئيسية في المنطقة.

وأضاف: "هذا ليس شيئاً تواجه إيران به، إنها مقاتلة قديمة، لكن إذا كان لدى البنتاجون مستوى متقدم من التحذير، وخطة لإدخال القوات والمعدات الحديثة بشكل طارئ، فيمكنهم الصمود بهذه المقاتلة القديمة حتى وصول القوات".

المصدر | مايكل آر جوردون | وول ستريت جورنال - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مقاتلات أمريكية القوات الأمريكية في الشرق الأوسط روسيا الصين حرب أوكرانيا

على حساب الولايات المتحدة.. الصين مصممة على الفوز بالشرق الأوسط

واشنطن بوست تحذر: تحالف الصين وروسيا يمكنه تغيير النظام العالمي

ما دور الشرق الأوسط في أي صراع محتمل بين الولايات المتحدة والصين؟