ناشيونال إنترست: تطبيع السعودية وإسرائيل يقوض المصالح الأمريكية.. وتشجيع بايدن له خاطئ

الجمعة 24 مارس 2023 02:11 م

التقارب الذي تسعى إليه الإدارة الأمريكية حاليا بين السعودية وإسرائيل قد يكون ضد المصالح الأمريكية في المنطقة، لاسيما مع تصعيد حكومة بنيامين نتنياهو للعنف في الضفة الغربية.

ما سبق كان خلاصة تحليل نشرته مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، وترجمه "الخليج الجديد"، حول جدوى المساعي الأمريكية الحالية للوصول إلى تطبيع كامل للعلاقات بين السعودية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، لتكون تتويجا لـ"اتفاقات أبراهام"، التي تم توقيعها بين تل أبيب وعواصم عربية أخرى في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

"يبدو أن إدارة بايدن فقدت الوعي بمصالح الولايات المتحدة".. هكذا علق كاتب التحليل، بول ر. بيلار، الزميل المقيم في جامعة جورج تاون ومعهد بروكينجز، على الأمر، متسائلا عن جدوي الإصرار على إعلان التوصل إلى "علاقات كاملة" بين الرياض وتل أبيب، في ضوء كون الجانبين يقيمان بالفعل علاقات أمنية واستخباراتية حساسة.

فائدة فقط لحكومة نتنياهو

ويعتبر الكاتب أن الإصرار الأمريكي على الأمر، في الوقت الذي تصعد فيه حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية من حملتها للعنف ضد الفلسطينيين أمر مثير للحيرة، لاسيما أن السعودية ربطت بوضوح مسألة التطبيع مع إسرائيل بمدى التقدم المحرز على صعيد القضية الفلسطينية، وكان هذا الربط أحد جوانب السياسة الصارمة للملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، والتي رفض الانصياع إلى نجله ولي العهد بها.

وبالتالي، فإن ما يمكن أن يمثله إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والسعودية، في غياب تغيير جوهري في السياسة الإسرائيلية، هو باختصار فوائد حصرية لحكومة نتنياهو اليمينية، فلن يستفيد الفلسطينيون، وبالتأكيد لن تستفيد الولايات المتحدة.

ويجادل الكاتب في أن التطبيع بين إسرائيل ودول خليجية وعربية، والذي حدث في عهد ترامب، وعرف بـ"اتفاقات أبراهام"، كان ضد المصالح الأمريكية في المنطقة، فيقول إن التطبيع بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين لم يؤد إلى استمرار وتفاقم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فحسب، بل أدى أيضًا إلى استمرار التوترات وزيادة حدة خطوط الصراع في الخليج العربي.

وتعتبر إسرائيل هذه العلاقات مع دول الخليج العربية تحالفًا عسكريًا مناهضًا لإيران، ويخدم هذا الإطار، وما يرافقه من صخب إسرائيلي، هدف الحكومة الإسرائيلية المتمثل في إدامة العداء والتوتر مع إيران.

ويخدم التوتر الدائم مع إيران بدوره الأغراض الإسرائيلية المتمثلة في إلقاء اللوم على إيران في كل شيء غير مرغوب فيه في الشرق الأوسط، وإضعاف خصم محتمل للنفوذ الإقليمي، وإعاقة أي تقارب بين الولايات المتحدة وإيران ، وتحويل الانتباه الدولي عن سلوك إسرائيل.

ويرى الكاتب أن كل هذا يتعارض مع مصالح الولايات المتحدة، والتي لها مصلحة في تخفيف التوترات بمنطقة الخليج العربي وليس إدامتها أو زيادتها.

إشعال المنطقة

ويضيف أن التوترات المتصاعدة في تلك المنطقة تخاطر بتعطيل أسواق الطاقة العالمية، وتخاطر بجر الولايات المتحدة إلى صراع مسلح، وعرقلة الدبلوماسية اللازمة لكبح أو السيطرة على السلوك المدمر المحتمل من قبل دول المنطقة، بما في ذلك إيران.

وأدى التطبيع بين إسرائيل والإمارات إلى توتر مكتوم أيضا بين الأخيرة والولايات المتحدة بسب صفقة مقاتلات إف-35 المتعثرة، وهي خطوة كانت ستشجع سباق تسلح في منطقة الخليج قد يستتبع ردودا إيرانية ليست في مصلحة واشنطن، يقول الكاتب.

أما التطبيع الإسرائيلي مع المغرب، فكان ثمنه هو تخلي الولايات المتحدة عن حيادها بشأن نزاع الصحراء الغربية، وهي خطوة زادت من حدة التوترات بين المغرب والجزائر، وبين الأخيرة وواشنطن، وعقدت الجهود الدولية لحل النزاع.

والآن، بحسب الكاتب، قد يتكرر الموضوع في حالة إقامة تطبيع سعودي إسرائيلي كامل للعلاقات، فبحسب ما ورد، يتفاوض المسؤولون الأمريكيون مع الرياض حول الثمن مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، حيث يطالب السعوديون بمطالب نووية وعسكرية حساسة، قد يتعارض تلبيتها مع مصالح الولايات المتحدة والاستقرار والأمن الإقليميين.

إن إمداد السعودية بأسلحة أمريكية متطورة يمكن أن يزيد من السلوك السعودي المزعزع للاستقرار، والذي تجلي بشكل واضح في اليمن، والمطالب النووية السعودية من واشنطن مقابل التطبيع تهدد بانتشار سباق تسلح نووي بالمنطقة.

تقويض الدور الأمريكي

ويقول الكاتب إن هذا الأسلوب الأمريكي سلب الولايات المتحدة ميزة لعب دور صنع السلام البناء الذي قامت به الصين مؤخرًا في التوسط في استعادة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والمملكة العربية السعودية.

ويختم بأن التصور السائد في واشنطن بأن دفع التطبيع بين السعودية والدول العربية وإسرائيل يمكن أن يشكل تحركا نخو سلام حقيقي، هو تصور "عفا عليه الزمن"، علاوة على أن الشروط السعودية للتطبيع تمثل إصبعا من الرياض في عين جو بايدن، يضاف إلى سجلها الأخير في معاملته بازدراء.

لذلك، فإن الدفع الأمريكي من إدارة بايدن للتطبيع بين السعودية وإسرائيل ليس مناسبا أبدا للمصالح الأمريكية.

المصدر | بول ر. بيلار / ناشيونال إنترست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تطبيع السعودية التطبيع السعودي الإسرائيلي المصالح الأمريكية جو بايدن نتنياهو

عقيدة ترامب وبايدن السياسية.. ماذا فعلت بالشرق الأوسط؟

ميدل إيست آي: كابل إنترنت بحري جديد يربط إسرائيل والسعودية ودول الخليج

تحليل أمريكي: لا مصلحة من تقديم إدارة بايدن ضمانات أمنية للسعودية