أعلن حزب "الرفاه الجديد" الذي يترأسه فاتح نجل رئيس الوزراء التركي السابق نجم الدين أربكان، انضمامه إلى التحالف الحاكم في تركيا.

جاء ذلك بعد أيام من إعلان فاتح أربكان عن ترشحه للرئاسة في الانتخابات، وعدم الاصطفاف مع أي تحالف في البلاد.

وقام وفد مكون من أحزاب "تحالف الجمهور" المكون من "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية" و"الاتحاد الكبير" و"الرفاه الجديد"، بالوصول إلى اللجنة العليا للانتخابات من أجل تسليم "بروتوكول التحالف".

ونقلت وسائل إعلام تركية أن البروتوكول المقدم من التحالف الجمهوري يحمل توقيع زعيم حزب "الرفاه من جديد" فاتح أربكان، فيما لم يحمل اسم حزب "هدى بارتي" الكردي الإسلامي، الذي أعلن سابقاً دعم التحالف.

وسبق أن أعلن "الكردي الإسلامي" أنه سيدخل الانتخابات البرلمانية ضمن قوائم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، وسيدعم التحالف الجمهوري.

وقال رئيس حزب "الرفاه الجديد" فاتح أربكان، في تصريح صحفي من أنقرة: "التقيت الرئيس رجب طيب أردوغان واتفقنا، وسيتحرك التحالف الجمهوري كتلة واحدة من أجل تحقيق الأهداف والمشاريع التي تخدم مصلحة تركيا".

وأضاف أربكان الابن: "ستكون هناك زيارة للرئيس أردوغان الأسبوع المقبل إلى مقر حزب (الرفاه الجديد)، ومن هنا أعلن انتهاء مرحلة ترشيحي للانتخابات الرئاسية، وأشكر كل من وقع من أجلي، وبذل جهدا في هذه المرحلة".

وسبق أن شهد حزب "الرفاه الجديد" استقالات بسبب رفضه السابق للانضمام إلى "تحالف الجمهور"، كان أبرزها استقالة عبدالحميد كايهان عثمان أوغلو حفيد السلطان العثماني عبدالحميد الثاني، الذي أعلن عن دعمه وعائلته للرئيس أردوغان في الانتخابات المقبلة.

وأضاف أربكان الابن، أن الكتلة المتجمعة في مواجهة "تحالف الجمهور"، لن تعود بالنفع على بلادنا بسبب التجارب والخطابات التي مررنا بها في الماضي.

تابع قائلا: "قررنا المشاركة في الانتخابات البرلمانية في جميع المناطق بشعارنا الخاص تحت سقف تحالف الجمهور".

وفاتح أربكان هو سياسي تركي، ونجل أربكان، وأسس حزب "الرفاه الجديد" في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بعد انشقاقه عن حزب "السعادة".

وكان أحد البارزين في حزب السعادة الذي أسسه والده، وطمح لقيادته لكن خلافات نشبت بينه وبين الشخصيات التقليدية بالحزب ساهمت بالإعلان عن انفصاله وتأسيس حزب جديد.

من جانب آخر، نقلت وسائل إعلام أن سبب عدم دخول حزب "هدى بارتي" للتحالف الحاكم هو اعتراضات الجناح القومي الممثل بحزب الحركة القومية، قبل التوصل إلى صيغة الترشح ضمن قوائم حزب "العدالة والتنمية".

وكان زعيم حزب "هدى بارتي" الكردي الإسلامي زكريا يابجي أوغلو، قد أعلن في تصريح سابق، أن الحزب سيدخل الانتخابات المقبلة ضمن قوائم حزب "العدالة والتنمية"، وسيدعم أردوغان مرشح التحالف الحاكم.

وبذلك، بات التحالف الجمهوري الحاكم مؤلفاً من 4 أحزاب، هي حزب "العدالة والتنمية" الحاكم منذ 21 عاماً، وحزب "الحركة القومية" اليميني المحافظ، وحزب "الوحدة الكبرى"، وحزب "الرفاه الجديد" الإسلامي.

وتوضحت الخريطة الانتخابية في تركيا بشكل كبير مع حسم أكبر الأحزاب الرئيسية مواقفها من التحالفات في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي تجري في 14 مايو/ أيار المقبل.

وبذلك تقترب الساحة التركية من استحقاق الانتخابات رويداً رويداً، في ظلّ ربيع ساخن ينتظر البلاد، على اعتبار أنها انتخابات مصيرية لأردوغان، وحاسمة بالنسبة للمعارضة التي شكّلت أكبر تحالف لها حتى الآن.

وأظهر مسح أجرته شركة "Optimar"، ما بين 13- 18 أذار/ مارس على 1916 شخص، تقدم أردوغان على مرشح "تحالف الأمة" كمال كليتشدار أوغلو.

ويشير الاستطلاع إلى حصول أردوغان على 47.4%، أما منافسه كليتشدار أوغلو فقد حصل على نسبة 45.3%، فيما سجل زعيم حزب البلد محرم إنجه 6.5%، وسنان أوغان مرشح "تحالف أتا" حصل على نسبة 0.7%.

وتوضح البيانات أن انتقال الانتخابات الرئاسية إلى الجولة الثانية ما بين أعلى مرشحين، هو الاحتمال الأكبر بسبب منافسة محرم إنجه على الرئاسة.

وأظهر المسح، أن حزب العدالة والتنمية حصل على 38.4%، وحلفائه، "الحركة القومية" 7.7%، و"الرفاه الجديد"  1%، و"الاتحاد الكبير" 0.9%، و"هدى بار" 1%.

فيما حصل "الشعب الجمهوري" على 25.9%، وحزب الجيد على 7.7%، فيما حصل حزب الشعوب الديمقراطي على 9.5%، و"ديفا" على 0.3%، و"السعادة" على 0.3%، و"المستقبل" على 0.3% من الأصوات المستطلعة.

وأظهر الاستطلاع حصول حزب "البلد" 6.2%، و"النصر" على 0.3%، وحزب الوطن على 0.1%.