تنافس تركي سعودي على البلقان.. من يمتلك الأفضلية؟

الأحد 26 مارس 2023 11:45 ص

ألقى تقرير نشره موقع "إنترناشيونال بوليسي دايجست" الضوء على التنافس السعودي التركي على منطقة البلقان، ذات التعدد العرقي والديني، وأيضا تمثل ملعبا خلفيا لممارسة النفوذ بين أنقرة والرياض، الأولى باعتبارها وريثة الإمبراطورية العثمانية التي حكمت هذه البقعة، والثانية كخادم ومقر للحرمين الشريفين.

وقال التقرير، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن القوى الإقليمية تنظر إلى البلقان على أنها جبهة جديدة لممارسة النفوذ، ومن هذا المنطلق بدأت تركيا والسعودية في تكثيف تواجدها التنافسي في تلك المنطقة.

تركيا

في بلغاريا، على سبيل المثال، لا يزال التراث العثماني هو السائد بين الأقلية المسلمة.

وبرزت "ديانت"، أو رئاسة الشؤون الدينية التركية، كمؤسسة للقوة الناعمة المصممة لرعاية المذهب السني.

وتمول "ديانت" بناء المساجد، وتشجع دورات اللغة التركية، وتوفر التدريب للقادة الدينيين المحليين.

علاوة على ذلك، ركزت أنقرة أيضًا على إحياء التراث الثقافي والديني المشترك من خلال الحفاظ على الآثار العثمانية.

وظهرت مؤسسات مثل "وكالة التعاون والتنسيق التركية"، و"المنح التركية"، و"معهد يونس إمري" لتتميز في هذا الإطار.

السعودية

مولت المملكة بناء المساجد ورعت الأوقاف الدينية في البلقان ودعمت المؤسسات الدينية، وإن كان سكان المنطقة لا يتعايشون بسهولة مع المذهب الوهابي الذي تتبناه السعودية.

ويقول التقرير إنه "بينما تسعى الرياض إلى الاستفادة من احتياطياتها النفطية للترويج للوهابية، فإن دوافع محمد بن سلمان تتجاوز العامل الإسلامي".

وفي حين أن الفساد والبطالة والفقر قد تثبط الاستثمار، فإن السعوديين ليسوا غرباء عن مثل هذه القضايا، وفق التقرير.

كان الأمن الغذائي أولوية رئيسية للسعوديين، وتمثل منطقة البلقان وسيلة لتأمين الإنتاج الزراعي مع تعزيز بعض النفوذ والاعتماد الاقتصادي في الوقت نفسه.

وشهدت الاستثمارات في القطاع الزراعي نموًا مطردًا، ومع سعي المملكة لتنويع اقتصادها، تحاول الشركات السعودية إنشاء وجود اقتصادي قوي في قطاعات الأسلحة والضيافة والعقارات.

وبرزت "مجموعة الشدي" السعودية كلاعب بارز في هذا الصدد، كواحدة من أكبر شركات الاستثمار والتطوير في المملكة، حيث قامت باستثمارات استراتيجية لضمان التبعية الاقتصادية.

موقع تركيا الجغرافي

ومع ذلك، لم يتخلف الأتراك في هذا الصدد أيضًا، حيث غالبًا ما تركز الاستثمارات التركية على صناعات مماثلة، إلا أن قرب أنقرة الجغرافي والاقتصادي من البلقان أدى إلى نتائج مثمرة أكثر.

وعلى سبيل المثال، من المقرر أن يخضع مطار بريشتينا في كوسوفو، الذي تملكه وتديره شركة "Limak Holding" التركية العملاقة، لإعادة تطوير واسعة النطاق.

وفي الوقت نفسه، ساعدت "ليماك" في خصخصة "شركة كوسوفو للطاقة والبريد والاتصالات السلكية واللاسلكية".

هناك أيضا ما لا تملكه الرياض، وهو حلف "الناتو"، وبصفتها عضوًا فيه، تتمتع أنقرة بميزة فريدة للاستفادة من مكانتها الجيوسياسية تجاه البلقان لدعم تعيين المرشحين المحتملين.

ويقول التقرير إن التنوع العرقي والديني في البلقان أسهم بلا شك في ضعفها، فالمنطقة شديدة التأثر بالطموحات الجيوسياسية لمجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة، حيث تتقاطع مصالحهم غالبًا.

وبالإضافة إلى الروس والصينيين، يبحث السعوديون والأتراك، وبدرجة أقل دول الخليج والإيرانيون، عن مناطق جديدة لتحقيق مصالحهم الوطنية.

المصدر | إنترناشيونال بوليسي دايجست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات التركية السعودية البلقان نفوذ تركيا نفوذ السعودية