موقع: بشار الأسد تحول إلى رمز لاختلال علاقات دول الخليج بالغرب

الأحد 26 مارس 2023 01:43 م

اعتبر تحليل نشره موقع "المونيتور"، أن رئيس النظام السوري بشار الأسد، تحول – في مفارقة  كبيرة – إلى رمز لسياسة عربية وخليجية حالية تحاول صياغة أسلوب مستقل نسبيا عن شركائها الغربيين، وعنصرا لإبراز طموحات دول خليجية في أن تصبح مراكز قوى عالمية.

وقال التحليل، الذي كتبه السياسي والباحث المخضرم جيل كيبييل، وترجمه "الخليج الجديد"، إن بشار الأسد فرشت له السجادة الحمراء في زيارته الرسمية الثانية إلى الإمارات في 19 مارس/آذار الحاري، بعد أسبوع من زيارته لسلطنة عمان؛ مما يظهر أن عزلته على المسرح العربي قد تنتهي.

ويعتبر كيبييل أن حالة الأسد ليست سوى عرض لتغيير أعمق بكثير في الشرق الأوسط.

فالأجندة الغربية، التي جعلت الديكتاتور السوري منبوذا بسبب اتهامات الإبادة الجماعية ضد شعبه، يتم تنحيتها الآن، مع التغيير الكبير في المنطقة، الناجم عن اختلال العلاقة بين قوى إقليمية، وخاصة السعودية والإمارات، وحلفاؤها الغربيون التقليديون.

دعم بوتين

ويقول الكاتب إن دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبشار الأسد أعطى الأول نفوذا هائلا في منطقة مهمة من الشرق الأوسط، وقد عزز الأول هذا النفوذ بانضمامه إلى تكتل "أوبك+"، حيث يوازن تضامن موسكو مع الرياض وأبوظبي الأمور لإبقاء أسعار النفط مرتفعة.

وقد أسهمت اختلالات العلاقة بين دول الخليج والولايات المتحدة في الأمر، حيث أدى الانسحاب المفاجئ لإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة إلى تقريب إيران أكثر من أي وقت مضى من العتبة العسكرية النووية، كما أن الهجمات الإسرائيلية على المنشآت الإيرانية لم تمنع العملية النووية بشكل كبير.

علاوة على ذلك، يتعرض "إنجاز ترامب العظيم" في المنطقة، المتمثل في "اتفاقيات أبراهام" للتطبيع بين دول عربية وتل أبيب، للخطر من قبل تحالف اليمين المتطرف بالسلطة في إسرائيل.

إن إحراج الشركاء العرب من الاتفاقات يقوض حجر الزاوية في عمليات حفظ السلام الإقليمية التي توسطت فيها الولايات المتحدة، حيث أصبحت سياسة إسرائيل المناهضة للفلسطينيين مصدر إزعاج كبير للجمهور العربي.

وبعد أن فتحت السعودية أجواءها أمام الرحلات الجوية التجارية الإسرائيلية وأعطت موافقتها على توقيع البحرين على اتفاق التطبيع مع تل أبيب، توقف الآن أي تقارب آخر مع الدولة اليهودية، كما تتراجع الإمارات عن علاقاتها مع إسرائيل.

ويعد استقبال بشار الأسد، المدعوم من إيران وروسيا، طريقة جيدة لأبوظبي لعرض هذا التحول في سياساتها تجاه تل أبيب وواشنطن، يقول الكاتب.

وبالنسبة للإمارات أيضا، فإن ضخ أموال المساعدات في سوريا التي دمرها الزلزال هو تذكير لنظام الأسد بأن إيران، التي تعاني من ضائقة مالية، لا يمكنها فعل الكثير في هذا الصدد، وبالتالي، فإن إعادة دمشق إلى الحظيرة العربية وسيلة لإضعاف "سياسة الهلال الشيعي" الإيرانية التي تمتد من طهران إلى بيروت مروراً ببغداد والعاصمة السورية.

تركيا والمعارضة

ويرى الباحث أن نظام الأسد يستفيد من المشكلات الداخلية لتركيا، والتي تعد الداعم الأبرز للمعارضة السورية، حيث يقف رئيس البلاد رجب طيب أردوغان أمام مشهد انتخابي صعب خلال شهرين من الآن، ولا يريد أن يخاطر بأي تحرك عسكري في سوريا بينما أجهزة دولته، بما فيها الجيش، منهمكة في إغاثة متضرري الزلزال، في جنوب شرقي تركيا، وهي المنطقة التي كانت تعد معقلا  انتخابيا له.

ويستعد بوتين "لإجبار" أردوغان على الاجتماع مع عدوه اللدود، بشار الأسد، بوقت قريب في الكرملين، مقابل إمدادات النفط الروسية المخفضة للاقتصاد التركي المنهك، يشير الكاتب.

المصدر | جيل كيبييل / المونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بشار الأسد دول الخليج التقارب الإماراتي السوري تطبيع العلاقات مع الأسد

مسؤولون أمريكيون سابقون يحثون إدارة بايدن على "مقاومة التطبيع" مع نظام الأسد