تحذير إسرائيلي: نتنياهو يقوض علاقتنا الخاصة مع واشنطن

الاثنين 27 مارس 2023 10:34 ص

تقوض سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني ومنظومة القضاء العلاقة الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة، التي تمثل عنصرا حاسما في الأمن القومي الإسرائيلي.

بتلك العبارات أطلق الباحثان إلداد شافيت وتشاك فريليتش، في تحليل نشره "معهد الأمن القومي" الإسرائيلي وترجمه "الخليج الجديد"، تحذيرا من سياسات الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو.

والمحادثة الهاتفية الأخيرة التي أجراها الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نتنياهو في 19 مارس/ آذار الجاري، ونقل فيها قلق الولايات المتحدة بشأن خطة الإصلاح القضائي في إسرائيل، هي "علامة أخرى على عدم الرضا الأمريكي عن سياسات تل أبيب الراهنة"، بحسب شافيت وفريليتش.

وترغب حكومة نتنياهو، التي توصف بأنها "الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل"، في تمرير مشاريع قوانين لـ"إصلاح القضاء" تقول المعارضة إنها تمثل "بداية النهاية للديمقراطية"، فيما يردّد نتنياهو أنها تهدف إلى "إعادة التوازن بين السلطات (التنفيذية والتشريعية والقضائية) الذي انتُهك خلال العقدين الأخيرين".

وتلك الخطة، التي يناقشها الكنيست (البرلمان) منذ فترة، تتضمن تعديلات تحدّ من سلطات المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية)، وتمنح الحكومة سيطرة على تعيين القضاة، ولذلك تعتبرها المعارضة "انقلابا قضائيا".

وقال الباحثان إنه "حتى لو كان لإسرائيل الحق في حماية ما تعتبره حيويا لأمنها القومي، فإن أهمية الولايات المتحدة لهذا الأمن تتطلب أن تعطي تل أبيب الأولوية للعلاقات مع واشنطن، وخاصة الحفاظ على العلاقات الجيدة بين قادة البلدين".

وأضافا: "من المحتمل ألا تتردد إدارة بايدن في توجيه انتقادات إذا اعتقدت أن إسرائيل تتصرف بشكل ينتهك القيم الأمريكية الأساسية والمصالح المشتركة، ويمكن أن يتراوح رد واشنطن بين الإدانة العلنية والتآكل العملي للدعم السياسي والاقتصادي والأمني الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل".

الساحة الفلسطنية

وخلال الاتصال الهاتفي، كرر بايدن مطالبته بأن تعمل إسرائيل والسلطة الفلسطينية معا لزيادة التعاون الأمني وتجنب أي خطوات قد تقوض آفاق حل الدولتين (فلسطينة وإسرائيلية)، بحسب بيان للبيت الأبيض.

ودعوة بايدن، وفقا لشافيت وفريليتش، تُضاف إلى تصريحات عديدة صدرت عن كبار المسؤولين الأمريكيين في الأشهر القليلة الماضية، "مما يعكس قلق الإدارة المتزايد بشأن التطورات على الجبهة الفلسطينية واحتمال التدهور على الأرض".

وأوضحا أنه "من شأن مثل هذا الوضع (احتمال التصعيد) أن يُلزم واشنطن بتشتيت الموارد الدبلوماسية في وقت تعتقد أنه ينبغي تركيز اهتمامها في مكان آخر، لا سيما المنافسة مع الصين والحرب (الروسية) في أوكرانيا".

وأضافا أن "إدارة بايدن تمارس ضغوطا مكثفة على إسرائيل والفلسطينيين بدافع القلق من أن الفترة القادمة، بما فيها شهر رمضان (الحالي)، قد تشهد اشتعال الأوضاع".

أزمة القضاء

بايدن أكد أيضا، خلال اتصاله بنتنياهو، أن "القيم الديمقراطية كانت دائما، ويجب أن تظل، سمة مميزة للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ويجب متابعة التغييرات الأساسية (في النظام الإسرائيلي) بأوسع قاعدة ممكنة من الدعم الشعبي".

و"هذا هو التعليق الأكثر أهمية حتى الآن من بايدن حول هذه القضية، مما يعكس قلقا حقيقيا من أن الإجراءات التشريعية التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية يمكن أن تُضر بالقيم التي كانت دائما الأساس الرئيسي للعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل"، بحسب شافيت وفريليتش.

وأفادا بأنه "كقاعدة عامة، امتنع رؤساء الولايات المتحدة عن التدخل في الشؤون الداخلية لإسرائيل، لذلك فإن قرار بايدن بإثارة القضية في محادثة هاتفية مع نتنياهو يؤكد العمق غير العادي للقلق بين القيادة الأمريكية العليا بشأن تداعيات التشريع".

أوقات الخلاف

شافيت وفريليتش شدد على أن "محادثة بايدن ونتنياهو لا تترك مجالا للشك في أنه على الرغم من الأساس المتين الذي تقوم عليه العلاقات الإسرائيلية الأمريكية والصداقة العميقة لبايدن ودعمه لإسرائيل، فإن الإدارة لم تعد تخفي استياءها وقلقها بشأن سياسات حكومة نتنياهو".

وتابعا: "أحد المؤشرات الواضحة على ذلك هو أن بايدن يواصل الامتناع عن دعوة نتنياهو لزيارة البيت الأبيض، والمؤشر الثاني هو استعداء الخارجية الأمريكية للسفير الإسرائيلي لدى واشنطن".

وحذرا من "وجود قلق حقيقي من تقويض الأساس المتين الذي تقوم عليه العلاقات بين البلدين، وهو ما سمح لهما بالحفاظ على تلك الصداقة حتى في أوقات الخلاف".

و"يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تأخذ في الاعتبار أن الاعتقاد الأمريكي (داخل الإدارة والكونجرس) بأن القيم المشتركة قد تضررت وأن إسرائيل تتصرف ضد المصالح المباشرة للولايات المتحدة، يمكن أن يقوض العلاقات الخاصة بين البلدين"، وفقا لشافيت وفريليتش.

المصدر | إلداد شافيت وتشاك فريليتش / معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل الولايات المتحدة العلاقات بايدن نتنياهو فلسطين القضاء

صحيفة عبرية ترصد مقاربات الاهتمام الإعلامي العربي بمظاهرات إسرائيل