التعاون العسكري بين روسيا وإيران.. هكذا حولت حرب أوكرانيا الرعاية إلى شراكة

الأربعاء 29 مارس 2023 08:26 م

سلط الباحثان، أرمان محموديان وسينا أزودي، الضوء على تطور التعاون العسكري بين روسيا وإيران، مع التركيز على مشاركة إيران الأخيرة في الحملة الروسية في أوكرانيا.

وذكر الباحثان، في مقال نشره موقع "ريسبونسبل ستيتكرافت" وترجمه "الخليج الجديد"، أن هذا التعاون مر بـ 4 مراحل متميزة، هي: إنشاء لواء القوزاق الفارسي في سبعينيات القرن التاسع عشر، ونشر القوات الروسية للقتال جنبًا إلى جنب مع الملكيين في إيران في أوائل القرن العشرين، وشراء إيران لمعدات عسكرية محدودة من الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة، وشراء إيران لأنظمة الأسلحة الرئيسية من روسيا في التسعينيات.

واعتبر المقال أن دعم إيران لروسيا في حرب أوكرانيا يعتبر علامة فارقة في تطور التعاون العسكري بينهما، إذ حول التوازن من علاقة الراعي (الروسي) بالعميل (الإيراني) إلى علاقة "تعاون متبادل".

فتوريد إيران للطائرات المسيرة، المنتجة محليًا، إلى روسيا لعب دورًا مهمًا في حرب أوكرانيا، حيث تشير التقارير إلى أن طهران تخطط أيضًا لبناء مصنع في روسيا لتصنيع تلك الطائرات لدعم المجهود الحربي لموسكو.

ورغم أن الطائرات الإيرانية المسيرة أقل تطوراً من نظيراتها الروسية أو الأمريكية الصنع، لكنها فعالة، لأنها رخيصة الثمن ويمكن إنتاجها بأعداد كبيرة، ما يسمح لروسيا بإطلاقها بأعداد هائلة لتشتيت أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية وضرب أهداف سهلة مثل محطات الطاقة والبنية التحتية الأخرى.

وتشير التقارير الغربية إلى أنه بينما أسقط الجيش الأوكراني ما بين 60 و 70% من الطائرات المسيرة المغيرة، تمكنت النسبة الباقية من الوصول إلى أهدافها داخل الأراضي الأوكرانية.

وهنا ينوه الباحثان إلى أن إيران لديها تاريخ في "الهندسة العكسية" لأنظمة الأسلحة المتقدمة، بما في ذلك الطائرات الأمريكية المسيرة، التي حصلت عليها طهران من روسيا.

فقد أوردت تقارير غربية أن موسكو أرسلت أسلحة أمريكية تم الاستيلاء عليها، بما في ذلك صواريخ جافلين المضادة للدبابات وصواريخ ستينغر، إلى إيران لإجراء هندسة عكسية عليها. ويمكن أن يوفر ذلك لإيران وروسيا، حال نجاحه، إمكانية الوصول إلى المعدات العسكرية عالية التقنية للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وإضافة لذلك، يشير المقال إلى أن روسيا مستعدة للرد بالمثل على دعم إيران لها من خلال فتح المجال لتوريد أسلحتها الأكثر تقدمًا إلى طهران، وخاصة الطائرات المقاتلة.

وإذا تم تنفيذ هكذا صفقة، فإن 24 طائرة من طراز سوخوي 35 ستكون المقاتلات الأكثر تقدمًا في سلاح إيران الجوي منذ عقود، وستعزز القدرات الدفاعية للبلاد.

ويشير المقال إلى إمكانية استمرار التعاون بين روسيا وإيران لإنشاء سلسلة إمداد ونظام تصنيع يركز فيه كل بلد إنتاجه على المعدات العسكرية التي تتمتع بميزة نسبية فيها.

وهذه "الشراكة متعددة الوظائف" تقف في على النقيض من "حلف الناتو الذي يعمل بنفس الوظيفة"، بحسب الباحثين.

ويخلص المقال إلى أن استمرارية دور إيران كشريك شبه متساوٍ يعتمد على حجم صادراتها إلى روسيا، وقد يؤدي ظهور دولة منافسة، مثل الصين، إلى انتكاسة للتعاون العسكري الروسي الإيراني.

المصدر | ريسبونسبل ستيتكرافت - ترجمة وتحرير: الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران روسيا أوكرانيا سوخوي الهندسة العكسية

إيران تقبض ثمن دعمها العسكري لروسيا في حرب أوكرانيا.. كيف؟

الجارديان: سوريا وأوكرانيا جعلتا روسيا وإيران حلفاء غير عاديين

أردوغان يتحدث عن الحاجة لسلام وشيك بين روسيا وأوكرانيا

بوليتيكو: محادثات إيرانية سرية مع الصين وروسيا للحصول على وقود صاروخي خاضع للعقوبات

عبر معارضة الهيمنة الغربية.. كيف تحاول روسيا وإيران بناء نظام أوراسي جديد؟

الأمن القومي الأمريكي: روسيا وإيران توسعان تعاونا عسكريا غير مسبوق

برلمان أوكرانيا يقر عقوبات زيلينسكي ضد إيران

هل تساعد طائرات شاهد الإيرانية في تخفيف حدة التوتر بين موسكو وطهران؟