سلط إصدار رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مرسوما، بصفته حاكما لأبوظبي، يقضي بتعيين نجله، خالد، وليا لعهد الإمارة، مع إعادة تشكيل مجلسها التنفيذي برئاسة ولي العهد، الضوء على شخصية الشيخ خالد وحياته، خاصة أنه بات الأقرب لخلافة والده في منصب الرئاسة، حسبما جرت العادة التاريخية في الدولة الخليجية.

فرغم أن دستور الدولة لا ينص على طريقة معينة لاختيار ولي عهد أبوظبي، حيث يخضع الأمر لسلطة حاكم الإمارة، الذي يشغل أيضا منصب رئيس البلاد، إلا أن تسمية خالد بن محمد بن زايد ترجح بقوة خلافته لوالده وفق عادة الحكم في تاريخ الدولة منذ إنشائها عام 1971.

غموض وصعود

ولد الشيخ، خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، في 8 يناير/كانون الثاني 1982، وهو أكبر أبناء رئيس دولة الإمارات، ووالدته هي الشيخة، سلامة بنت حمدان بن محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان.

 تخرج من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، وخدم في جهاز أمن الدولة الإماراتي، إلى أن شغل منصب رئيس الجهاز بدرجة وزير في 15 فبراير/شباط من عام 2016.

وفي العام ذاته، تم تعيين الشيخ خالد في منصب نائب مستشار المجلس الأعلى للأمن الوطني بدرجة وزير أيضاً.

وأصبح الشيخ خالد عضواً بالمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي بموجب مرسوم أميري صدر بتاريخ 21 يناير/كانون الثاني 2019.

وبعد نحو 9 أشهر، وتحديدا في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2019، تم تعيين الشيخ خالد رئيساً لمكتب أبوظبي التنفيذي بموجب مرسوم أميري، وأصبح مسؤولاً عن كل ما يخص المجلس التنفيذي من موضوعات مرفوعة أو خطط أو طلبات أو تخطيط.

كما يشغل الشيخ خالد عضوية مجلس إدارة جهاز أبو ظبي للاستثمار وشركة بترول الامارات (أدنوك).

وتشي نشاطات الشيخ خالد بأنه يولي اهتماما خاصا بالشباب، وكذا بالمجالات الاقتصادية، غير أن المعلومات الخاصة بالحياة الشخصية للشيخ خالد بن محمد بن زايد، سواء زوجته أو أولاده، ليست متاحة بأي مصدر إعلامي، إذ عمل على إخفاء حياته الشخصية عن وسائل الإعلام بشكل كبير.

وبحسب المادة 46 من دستور دولة الإمارات، فإن المجلس الأعلى للاتحاد هو السلطة العليا في الدولة، ويتكون من حكام الإمارات السبع، وهي: أبوظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، ورأس الخيمة والفجيرة.

وينص الدستور على أن المجلس الأعلى الاتحادي ينتخب من بين أعضائه رئيسا للاتحاد، ونائبا للرئيس، لولاية رئاسية مدتها 5 سنوات، و"عند خلو منصب الرئيس، أو نائبه بالوفاة أو الاستقالة أو انتهاء حكم أي منهما في إمارته لسبب من الأسباب، يدعى المجلس الأعلى خلال شهر من ذلك التاريخ للاجتماع، لانتخاب خلف لشغل المنصب الشاغر للمدة المنصوص عليها في المادة (52) من هذا الدستور".

حضور متزايد

ومنذ تأسيس الدولة لم يترأس الإمارات سوى حكام من إمارة أبوظبي، عاصمة الاتحاد، بينما كان نواب الرئيس هم حكام إمارة دبي.

ولذا راجت، خلال الشهور الماضية، الكثير من التكهنات بإمكانية تعيين الشيخ خالد وليا لعهد أبوظبي، خاصة في ظل ظهوره البارز في العديد من اللقاءات السياسية الرفيعة، رغم وجود عدد من أبناء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الإمارات.

ففي مايو/أيار 2022، ظهر الشيخ خالد ممثلاً لبلاده في العديد من المناسبات، وهو ما اعتبره محللون مقدمة لتوليه ولاية عهد أبوظبي.

كما ظهر خالد بن محمد بن زايد مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، يوم 26 سبتمبر/أيلول 2022، وهو يوقع معه اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وذلك على هامش الزيارة التي أجراها لطوكيو.

وبعد يومين شارك الشيخ خالد في حفل استقبال رسمي لجمعية الصداقة اليابانية الإماراتية، تزامناً مع الاحتفال بمرور 50 عاماً على العلاقات الدبلوماسية المتينة بين البلدين.

كما ترأس وفد الإمارات المشارك في مراسم تشييع جنازة رئيس الوزراء الياباني السابق، شينزو آبي، في العاصمة طوكيو، بحضور عدد من قادة وزعماء دول العالم، ونقل تعازي رئيس الإمارات إلى الحكومة اليابانية.

وكان حضور خالد بن محمد بن زايد للجنازة حدثاً لافتاً، خاصةً أن دول الخليج العربي أرسلت زعماءها أو وزراء بارزين للمشاركة فيها، حيث شارك أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، فضلاً عن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان.

وأشرف الشيخ خالد في فبراير/شباط 2023، على عملية "الفارس الشهم"، التي أطلقتها دولة الإمارات لإغاثة المتضررين من الزلزال الذي تعرضت له تركيا وسوريا، من خلال تسيير جسر جوي لنقل فرق البحث والإنقاذ والمعدات الطبية والمساعدات اللازمة.