نيويورك تايمز: شركة كوشنر حصلت على استثمارات بمئات الملايين من دول خليجية 

الجمعة 31 مارس 2023 05:39 م

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن حصول شركة أفينيتي بارتنرز التي يملكها جاريد كوشنر ، على مئات الملايين من الدولارات على سبيل الاستثمار؛ ما يعكس العلاقات الوثيقة بين صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السابق والعواصم الخليجية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن صناديق الاستثمار في الإمارات وقطر  استثمروا مئات الملايين من الدولارات مع شركة الأسهم التي تتخذ من ميامي مقرا لها، فيما انضمت إليهم السعودية في وقت لاحق.

ورأت الصحيفة أن ضخ الأموال من الإمارات وقطر  يعكس الجهود المستمرة التي يبذلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومساعدوه وحلفاؤه للاستفادة من العلاقات الوثيقة التي بنوها مع العالم العربي خلال فترة رئاسته ورغبة قادة في المنطقة في البقاء على علاقة جيدة مع السيد كوشنر حيث يسعى والد زوجته إلى الرئاسة مرة أخرى.

ولفتت الصحيفة أن الإمارات استثمرت أكثر من 200 مليون دولار ، كما استثمرت قطر مبلغا مماثلا، موضحة أن الاستثمارات الإماراتية  جاءت من خلال صندوق ثروة سيادي، لكن هوية المستثمر القطري غير واضحة. 

تردد واستباق 

ووفق الصحيفة فإن يتمتع كبار المسؤولين الإماراتيين يتمتعون بعلاقة وثيقة مع كوشنر ، مشيرة إلي أن تلك العلاقات تشكلت  خلال إدارة ترامب، كما استفادت عائلة كوشنر سابقًا من الأموال القطرية.

ولفتت إلي أن شركة مرتبطة بقطر ساعدت في إنقاذ برج كوشنر المثقل بالديون في وسط مانهاتن ، 666 فيفث أفينيو ، خلال رئاسة ترامب.

وذكرت مصادر مطلعة على النقاشات الداخلية الحكومتين الخليجيتين، أنه على الرغم من تلك العلاقات الوثيقة، كان المسؤولون الإماراتيون والقطريون مترددين في البداية في الاستثمار في شركة كوشنر ، على الأقل جزئيًا بسبب المخاطر السياسية التي ينطوي عليها الأمر  

وفي نفس الوقت كان المسؤولون القطريون يخشون أنهم سيواجهون معاملة غير مواتية إذا رفضوا دعوة السيد كوشنر للاستثمار وعاد السيد ترامب إلى السلطة.

ولفتت الصحيفة أن حجم الاستثمارات التي تلقاها مشروع كوشنر من دول الخليج بلغت حدود 2.5 مليار دولار ، وتم بعد فترة قصيرة نسبيًا من مغادرته البيت الأبيض، لذا واجه انتقادات من الديمقراطيين وغيرهم.

الاستثمارات التي تم الكشف عنها مؤخرًا ليست كبيرة بشكل خاص من الدول الغنية بالطاقة التي تدير صناديق ثرواتها السيادية أصولًا بمئات المليارات من الدولارات.

وبحسب الصحيفة فإن لكل من الإمارات وقطر تاريخ من التحوط فيما يتعلق بالرهانات على السياسة الأمريكية.

يبدو أن الاستثمارات هي أحدث مؤشر على رغبتهم في الحفاظ على علاقات دافئة مع مسؤولين بارزين من إدارة ترامب- خاصة إذا كان ترامب سيصبح رئيسًا مرة أخرى- حتى أثناء عملهم مع إدارة بايدن.

لكن الاستثمارات لا تعكس فقط نظرة على المستقبل في الولايات المتحدة، بل تعكس أيضًا اعترافًا بعلاقتهم مع كوشنر، الذي غادر البيت الأبيض بشبكة واسعة من الاتصالات، وعملوا معه عن كثب.

تحقيقات

بصفته أحد كبار مستشاري البيت الأبيض لترامب خلال توليه الرئاسة الأمريكية، كان كوشنر مشاركًا نشطًا في الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط وساعد في تنظيم اتفاقية إقليمية، اتفاقيات التطبيع (إبراهيم)، التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية على رأسها الإمارات في عام 2020.

خلال الأيام الأخيرة من رئاسة ترامب، لعب دورًا في المناقشات التي ساعدت في رفع الحصار الاقتصادي والدبلوماسي عن قطر من قبل جيرانها.

قال جون آر بولتون ، الذي عمل مستشارًا للأمن القومي للسيد ترامب ، إنه لم يسمع أبدًا  كوشنر يتحدث مباشرة عن الفرص التي يمكن أن تجلبها له اتصالاته في الشرق الأوسط بعد ترك الحكومة.

وتابع: "لكن من المؤكد أن الطريقة التي تعامل بها مع الأمر عند مغادرته البيت الأبيض كانت منهجية وفعالة للغاية".

ووفق الصحيفة فإن كوشنر ليس المسؤول الوحيد السابق في إدارة ترامب الذي استفاد من العلاقات في الشرق الأوسط منذ انتهاء ولاية السيد ترامب. فهناك أيضا  وزير الخزانة السابق  ستيفن منوشين، يدير أيضًا شركة استثمارية بدعم من صناديق الثروة السيادية في الخليج.

والخميس، ظهر منوشين وكوشنر في مؤتمر استثماري في ميامي بيتش برعاية منظمة غير ربحية بقيادة محافظ صندوق الاستثمارات العامة في السعودية، ياسر الرميان.

وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب منذ تركه منصبه، سعى مثل صهره، إلى إبرام صفقات في الشرق الأوسط. أعلن عن واحدة مع شركة عقارية سعودية، تعتزم بناء فندق وفيلات وملعب جولف يحمل علامة ترامب التجارية كجزء من مشروع عقاري بقيمة 4 مليارات دولار في عمان تدعمه الحكومة العمانية.

ولكن في حالة كوشنر، أثار المستثمرون في المنطقة تساؤلات حول افتقاره للخبرة الاستثمارية، وانتقد الديمقراطيون السرعة التي حصل بها على التزامات مالية من البلدان التي كان يتعامل معها مؤخرًا بصفته الرسمية. 

وضمن كوشنر استثمارًا قيمته ملياري دولار من السعوديين بعد شهور فقط من مغادرته البيت الأبيض.

وفي هذا الصدد، قالت لجنة بمجلس النواب الأمريكي العام الماضي إنها تحقق في استثمار الحكومة السعودية ملياري دولار مع شركة كوشنر.

وقالت النائبة الديمقراطية كارولين مالوني، التي تقود لجنة مجلس النواب للرقابة والإصلاح، حينها إن "اللجنة تحقق أيضا فيما إذا كانت المصالح المالية الشخصية لكوشنر قد أثرت بشكل غير صحيح على السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط في ظل إدارة ترامب".


 

المصدر | نيويورك تايمز -ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

جاريد كوشنر استثمارات خليجية الإمارات قطر

وول ستريت جورنال: كوشنر يحاول استثمار مليارات السعودية والإمارات في إسرائيل.. هل ينجح؟

كوشنر والسعودية مجددا.. كيف تجاهل بن سلمان مخاوف مستشاريه ومنح صهر ترامب ملياري دولار؟