هواجس زيلنسكي ورهانات نتنياهو

حذر زيلنسكي من تبدل موازين القوى بالولايات المتحدة لصالح اليمين الامريكي الجمهوري الاقل تعاطفا مع أوكرانيا.

المفارقة أن مخاوف زيلنسكي وكوابيسه هي ذاتها رهانات نتنياهو بتغيير يطيح بالديموقراطيين ويدعم جناحه اليميني بالأراضي المحتلة.

يتبنى ترامب حل أزمة أوكرانيا بالتفاوض مع روسيا ويحظى بقبول قطاع واسع من الناخبين الأمريكيين ما سيجعل منه أحد أبرز عناوين حملات انتخابات 2024 الرئاسية.

انتخابات 2024 الرئاسية الامريكية ستكون محطة خطيرة بتاريخ أمريكا ومكانتها العالمية ويتوقع ان تعمق الانقسام بأمريكا وتؤثر على مكانتها الدولية اقتصاديا وسياسيا.

* * *

أبدى الرئيس الاوكراني قلقا واضحا من احتمال حدوث تبدل في الموقف الامريكي تجاه دعم بلاده في الحرب؛ محذرا من تبدل موازين القوى في الولايات المتحدة لصالح اليمين الامريكي الجمهوري الاقل تعاطفا مع اوكرانيا.

هواجس زيلنسكي حقيقة؛ فالخطاب الذي يتبناه الرئيس السابق دونالد ترامب الداعي لحل أزمة أوكرانيا عبر التفاوض مع روسيا يحظى بقبول لدى قطاع واسع من الناخبين الامريكيين ما سيجعل منه أحد أبرز عناوين الحملات الانتخابية للرئاسة العام 2024.

فالعديد من اعضاء الحزب الجمهوري الامريكي في مجلس النواب والشيوخ لا يبدون القدر ذاته من الحماسة لدعم اوكرانيا عسكريا وهي رؤية يشارك فيها عدد من النواب الديموقراطيين نظراءهم في الحزب الجمهوري.

زيلنسكي في مقابلته مع وكالة أسوشيتد برس عبر عن مخاوف قارة أوروبا بأكملها التي تخشى ان تبقى وحيدة بمواجهة روسيا حال تغير النهج الامريكي.

وهي تصريحات تمثل لسان حال قادة الدول الاوروبية، عبر عنها للمرة الاولى بوضوح على لسان زيلنسكي، عاكساً بذلك قدرا كبيرا من انعدام الثقة في الولايات المتحدة وهي رسالة اخرى يراد ايصالها لقادة الحزبين الديموقراطي والجمهوري في اميركا.

المفارقة ان مخاوف زيلنسكي وكوابيسه هي ذاتها رهانات نتنياهو بتغير يطيح بالديموقراطيين ويدعم جناحه اليميني في الاراضي المحتلة؛ مفارقة تؤكد ان انتخابات 2024 الرئاسية الامريكية ستكون محطة خطيرة في تاريخ أمريكا ومكانتها العالمية اذ يتوقع ان تعمق الانقسام داخل اميركا وان تؤثر على مكانتها الدولية اقتصاديا وسياسيا.

*حازم عياد كاتب وباحث سياسي