كاتب إسرائيلي: نتنياهو جعل نفسه شخصا غير مرغوب فيه عند الولايات المتحدة

الاثنين 3 أبريل 2023 12:12 م

من غير المرجح أن تؤدي المكالمة الهاتفية بين وزير الخارجية الأمريكي بلينكن ونظيره الإسرائيلي إيلي كوهين إلى إصلاح الخلاف المتزايد باستمرار بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وحكومة بنيامين نتنياهو، خاصة أن الأخير جعل نفسه شخصًا غير مرغوب فيه عند الولايات المتحدة.

هكذا يتحدث المحلل المختص بالشؤون الإسرائيلية بن كاسبيت، في مقال بموقع "المونتور"، حين قال إن الحكومة الإسرائيلية باتت منبوذة بين عشية وضحاها تقريباً، بعدما كانت دولة ذات نفوذ أسطوري تقريباً في واشنطن، ولطالما كانت تتودد إليها الأنظمة الأقل شعبية التي تسعى للدخول إلى البيت الأبيض.

نتنياهو نفسه، حسب الكاتب، في طريقه إلى الانضمام لقائمة البيت الأبيض "الهامشية"، مضيفا: "بهذه الوتيرة، قد يفوز بمكان لنفسه بجوار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

وتحدثت أوساط دبلوماسية، عن "تسريبات وصلت إلى حد وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن، للمحيطين به بأنها  أيام عاصفة مرت على دولة الاحتلال خلال الاحتجاجات على التغييرات القانونية، مؤكدا أننا قلقون للغاية مما يحصل فيها، ولا يمكنهم المضي في هذا الطريق، وأنه لا ينوي دعوة نتنياهو للبيت الأبيض في المستقبل القريب".

وقوبلت عودة نتنياهو إلى السلطة بعد انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني على رأس ائتلاف قومي متشدد بفزع في الداخل والخارج.

ورداً على ذلك، تبنت إدارة بايدن قاعدة بسيطة، وأنها "لن تضيع الوقت في التعامل مع القوميين الراديكاليين في السلطة، مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وستحاسب نتنياهو على أفعالهم وسياساتهم".

لكن مع استمرار حكومة نتنياهو في اندفاعها التشريعي لإضعاف النظام القضائي، نصح الأمريكيون بايدن بأن يوقف زحف الطاغوت. وفي جلسة خاصة، وجه السفير الأمريكي توم نايدس تحذيرات صارخة.

كما استاءت الإدارة الأمريكية في نهاية الأسبوع الماضي، بعدما أقال نتنياهو وزير الدفاع يوآف جالانت، الذي تعتبره الإدارة الأمريكية جزيرة عقلانية في الساحة السياسية الإسرائيلية الراديكالية المضطربة بشكل متزايد، والتي تقع في قبضة بن غفير وسموتريتش، الرجل الذي دعا مؤخراً لمحو قرية حوارة الفلسطينية في الضفة الغربية.

وتردد صدى إقالة جالانت في البنتاجون ومجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية، وبلغت ذروتها في عرض بايدن الصريح للاشمئزاز من نتنياهو.

وعندما سئل هذا الأسبوع عما إذا كان سيدعو نتنياهو إلى البيت الأبيض الآن بعد أن وافق على التفاوض مع المعارضة بشأن تحركاته المثيرة للجدل، رد بايدن بإيجاز: "ليس على المدى القريب".

ويوضح الكاتب أن الإدارة الأمريكية فقدت صبرها مع نتنياهو وحلفائه الذين ادعى بعضهم أن بإمكان إسرائيل أن تتدبر أمرها بشكل جيد بدون حليفتها الولايات المتحدة.

أحد هؤلاء الحلفاء ليس سوى نجل رئيس الوزراء يائير نتنياهو، الذي يقال إن له تأثيراً حاسماً على والده ومجموعة من النواب المتشددين ووزراء الحكومة.

ويستخدم يائير نتنياهو موقع "تويتر" وبرنامجاً حوارياً يبثه على محطة إذاعية يمينية متطرفة لنشر نظريات المؤامرة، وتشويه سمعة أي شخص يعتبره تهديداً لسيطرة والده على السلطة.

ويُقال إن عدداً متزايداً من القرارات السخيفة مستوحاة من نتنياهو جونيور، وكان يدعي أن إدارة بايدن، وتحديداً وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الخارجية الأمريكية، تحاول الإطاحة برئيس وزراء إسرائيل المنتخب حسب الأصول.

ورفعت لافتة في تجمع مؤيد لنتنياهو في تل أبيب هذا الأسبوع كتب عليها: "اللعنة على بايدن".

وأصدر البيت الأبيض بياناً استرضائياً نوعاً ما في 29 مارس/آذار الماضي للتخفيف من تعليقات بايدن القاسية، لكن من الواضح أن الإدارة الأمريكية غاضبة من الخراب والأضرار التي يلحقها نتنياهو بإسرائيل والشرق الأوسط.

ويعلق على ذلك بن كاسبيت بالقول: "إذا كانوا بحاجة إلى مزيد من الأدلة، فعليهم فقط سماع أن نتنياهو وعد بن غفير بإنشاء حرس وطني تحت قيادته بدلاً من قيادة الشرطة، وذلك رداً على تهديد بن غفير بالانسحاب من الحكومة بعد أن علق نتنياهو الإصلاح التشريعي".

ووفق التحليل، تُحمّل إدارة بايدن رئيس وزراء إسرائيل المسؤولية عن الاضطراب الخطير الحالي.

ويختتم الكاتب مقاله بالقول: "لأول مرة منذ 75 عاماً تقريباً، لا تثق واشنطن بالزعيم الإسرائيلي"، مضيفا: "الإدارة الأمريكية ليست مقتنعة بأن نتنياهو هو صاحب القرار، وهي غير متأكدة من أنه يتخذ قرارات عقلانية، فضلاً عن عدم تأكدها من درجة سيطرته على حكومته وائتلافه".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

نتنياهو بايدن إسرائيل أمريكا