"عرين الأسود" ستفشل "خطة فنزل" لضرب المقاومة

لماذا تحصل "عرين الأسود" على دعم ومساندة واحترام الشعب الفلسطيني والعربي؟!

قالت "عرين الأسود" للمحتل: "الدم بالدم والرأس بالرأس وسنرى وهذه الأيام بيننا سجال يوم لك وعشرة لنا بإذن الله".

نأمل أن لا تنجر السلطة إلى تطبيق "خطة فنزل" لأن تبنيها يعني استباحة الدم الفلسطيني وتحويل المعركة مع الاحتلال إلى معركة بين أبناء شعب فلسطين.

مقاتلون لم يعاصروا الانتفاضة الأولى ولا الثانية يقومون بدور كان يجب أن تقوم به السلطة الفلسطينية أي محاربة الاحتلال وحماية الشعب من زعران وبلطجية المستوطنات.

* * *

ما رشح من معلومات عن تعهد السلطة الفلسطينية بتبني الخطة الأمنية للجنرال الأمريكي مايكل فنزل لمحاربة "الإرهاب"، في ظل تصاعد عمليات المقاومة بشكل لافت في الضفة الغربية المحتلة، يؤكد أن الأجهزة الأمنية في سلطة رام الله على استعداد كامل لإشعال حرب أهلية فلسطينية فلسطينية من أجل الاحتفاظ بالمكتسبات التي يمنحها الاحتلال لرموز النسيق الأمني وهي عبارة عن فتات وبقايا موائده.

ووفقا لما تسرب فإن السلطة ستدرب 5 آلاف عنصر أمن من أجهزتها بمساعدة أمريكية لتطبيق الخطة التي ستبدأ بانتشار في شمالي الضفة الغربية لـ"محاربة الجماعات الإرهابية المسلحة ونزع سلاحها، وهدفهم الرئيس مجموعة عرين الأسود في نابلس"، بحسب ما نشرته وسائل إعلام صهيونية.

وتهدف جميع التفاهمات التي تم التوصل إليها بين الفلسطينيين والاحتلال ومصر والأردن والولايات المتحدة في الاجتماعات الأمنية الأخيرة في العقبة وشرم الشيخ إلى الإجهاز على "عرين الأسود" التي تأسست بعد معركة "سيف القدس" عام 2021، وهي مجموعة مستقلة ولا تنتمي إلى أي تنظيم.

ومعظم أعضاء المجموعة من حركة فتح، وانضم إليهم مقاتلون من حماس والجهاد الإسلامي، لكن تبدو أجندتها مستقلة، وتهدف لإشعال المقاومة ضد الاحتلال في الضفة الغربية، وباتت صور شهدائها معلقة في كل مكان في فلسطين.

لماذا تحصل "عرين الأسود" على دعم ومساندة واحترام الشعب الفلسطيني والعربي؟! الإجابة لا تحتاج إلى بذل جهد كبير في العثور عليها، فهؤلاء المقاتلين الذين لم يعاصروا الانتفاضة الأولى ولا الثانية، يقومون بالدور الذي كان يجب أن تقوم به السلطة الفلسطينية وهو حماية الشعب الفلسطيني من زعران وبلطجية المستوطنات ومحاربة الاحتلال.

هم وضعوا على عاتقهم التصدي للمستوطنين المنفلتين المصابين بالعُصاب، وعدم السماح للاحتلال بتنفيذ جرائمه دون أن يعاقب ويدفع الثمن.

وكثيرا ما تعهدت عرين الأسود "بمحاسبة من خطط ومن تآمر ومن أعطى أي معلومة أدت لإيذاء شهيد سواء كانت سببا باستشهاده أو أي أذى وقع عليه في حياته" بحسب أدبيات الجماعة.

نأمل أن لا تنجر السلطة إلى تطبيق "خطة فنزل" لأن تبني هذه الخطة يعني استباحة الدم الفلسطيني، وتحويل المعركة مع الاحتلال إلى معركة بين أبناء الشعب الفلسطيني.

ونكرر ما قالته "عرين الأسود" للمحتل "الدم بالدم والرأس بالرأس وسنرى وهذه الأيام بيننا سجال يوم لك وعشرة لنا بإذن الله".

*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن