استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

معضلة حياد دول الخليج.. بين أمريكا والصين!

الثلاثاء 4 أبريل 2023 09:19 ص

معضلة حياد دول الخليج.. بين أمريكا والصين!

تصنف العقيدة الروسية الجديدة أمريكا والغرب مصدر تهديد وجودي والعدو الأول لروسيا في ظل استقطابات الحرب الروسية على أوكرانيا.

تشهد العلاقات الأمريكية الصينية تصعيداً بسبب تفاقم حدة الخلافات بين أكبر قوتين اقتصاديتين بالعالم ما يطرح سؤالا عن قدرة دول الخليج على الحياد؟!

ما مصلحة دول الخليج التي تعلم محدودية دور الصين الذي لن يتعدى الطاقة والتبادل التجاري والاستثمارات والتعويل على الصين وتمكينها من لعب دور يتجاوز التبادل التجاري؟

لا تملك الصين ولا روسيا الإمكانيات والقدرات والقواعد العسكرية والقوات المسلحة والأسطول البحري والقرار السياسي لتعويض انكفاء أمريكا لملء الفراغ الاستراتيجي بالخليج والشرق الأوسط.

* * *

توثق الصين تحالفها الذي يقترب من التحالف الاستراتيجي مع روسيا لتشكلا نظاما عالميا متعدد الأقطاب مناوئا ومتحديا لهيمنة الولايات المتحدة والغرب. لكنها بعد أكثر من عام على حرب روسيا على أوكرانيا، لم تتجاوز الخطوط الحمراء بتزويد روسيا بأسلحة تحتاجها في حربها المتعثرة على أوكرانيا، حتى لا تستفز أمريكا والغرب وعقوباتهم، فيما تشهد العلاقات الأمريكية الصينية تصعيداً بسبب تفاقم حدة الخلافات بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم. ما يطرح سؤالا عن قدرة دولنا الخليجية على البقاء على الحياد؟!

تعمق التقارب الصيني الروسي بعد زيارة الرئيس الصيني شي لموسكو وإعلان بوتين عقيدة روسيا الجديدة. لترسيخ الشراكة وتشكيل نظام عالمي جديد ولقاء شي مع الرئيس بوتين بعد أيام من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال الرئيس بوتين لارتكابه جرائم حرب في أوكرانيا.

وأكد إعلان الرئيس بوتين قبل أيام نسخة محدثة لعقيدة السياسة الخارجية الروسية لإرساء نظام عالمي جديد يشكل أرضية وأساسا للعلاقات الدولية، تصنف العقيدة الروسية الجديدة أمريكا والغرب مصدر تهديد وجودي والعدو الأول لروسيا في ظل استقطابات الحرب الروسية على أوكرانيا.

تطوير علاقات استراتيجية مع حلفاء روسيا وعلى رأسها الصين والهند ودول جنوب شرق آسيا والعالم الإسلامي وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. وعلى استخدام القوة العسكرية ضد أي اعتداء على روسيا وحلفائها. واتهام الولايات المتحدة وحلفائها بشن «حرب هجينة» ضد روسيا. ونددت أمريكا ودول أوروبية في مجلس الأمن «بتصعيد الرئيس بوتين المتهور» بنقل أسلحة نووية تكتيكية لروسيا البيضاء.

وفي الوقت الذي تتعمق فيه العلاقات الروسية-الصينية، نشهد تصعيدا ومواجهات مفتوحة ومتصاعدة بين أمريكا والصين على جميع الأصعدة السياسة-التجارية-الاقتصادية والتكنولوجية وحتى في مجال الذكاء الاصطناعي.

أبرزها كانت انتقادات الصين القوية لأمريكا بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة بلوسي لتايوان الصيف الماضي. وزيارة رئيسة تايوان نيويورك (ترانزيت) في طريقها لأمريكا اللاتينية. واحتمال اجتماعها مع رئيس مجلس النواب الأمريكي في عودتها إلى تايوان.

كما تصعّد الصين عسكرياً ضد الولايات المتحدة الأمريكية بمواجهات في بحر الصين الجنوبي وتبعد البحرية الصينية مدمرات أمريكية وتتحرش وترهب تايوان بشكل مستفز.

وشهدنا مؤخراً استجواب لجنة الطاقة والتجارة في الكونغرس الأمريكي المدير التنفيذي لتطبيق تيك توك المملوك لشركة صينية، ويتجاوز عدد مستخدمي التطبيق 150 مليون مشترك في أمريكا. وكانت وُجهت اتهامات بتمكين «تيك توك» مشاركة بيانات مستخدمي التطبيق مع الحكومة الصينية!

لكن مدير تيك توك فشل في إقناع أعضاء لجنة الكونغرس، وخاصة الأعضاء الجمهوريين بأن بيانات المشتركين في التطبيق لا يتم مشاركتها مع الحكومة الصينية! وأعلنت أمريكا أن شبكة الاتصالات هواوي وتطبيق تيك توك يشكلان تهديداً للأمن القومي الأمريكي!

تبدي الصين ثقة وجرأة في تحدي أمريكا لثقتها أن عصر الهيمنة الأمريكية في أفول! وتتحالف مع روسيا فيما أصفه «تحالف المستبدين» لتسريع أفول أمريكا وانهاء زعامتها للنظام العالمي. وترفض إدانة حرب روسيا على أوكرانيا وتعرض مبادرة وساطة لانهاء الحرب. ويرفض الرئيس الصيني لقاء الرئيس الأوكراني.

لكن الجديد كما فعلت روسيا في سوريا، هو نجاح تدخل الصين في مناطق نفوذ أمريكا، بالتوسط بين السعودية وإيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية وإنهاء سبعة أعوام من قطع العلاقات والاشتباك في حرب باردة ومواجهات مع وكلاء إيران في المنطقة بأسرها!

السؤال المهم: هل تسعى الصين لتنتقل بتحالفها مع روسيا من شريك تجاري صرف يستورد النفط والغاز من دولنا الخليجية ونستورد جميع أنواع منتجاتها، وصلت للسيارات، لتصبح الصين الشريك التجاري الأول لدول مجلس التعاون الخليجي وإيران وكذلك عبر مشروع الصين العالمي الطموح طريق الحرير والحزام والطريق الواحد الذي يربط قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية بما يصل إلى 150 دولة عبر موانئ وطرق برية وبقيمة 8 تريليونات دولار، لوسيط سياسي؟

لكن الحقيقة لا تملك الصين ولا روسيا الإمكانيات والقدرات والقواعد العسكرية والقوات المسلحة والأسطول البحري، والقرار السياسي حتى اليوم، لتعويض الانكفاء والتراجع الأمريكي لملء الفراغ الاستراتيجي في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط.

تحتفظ الولايات المتحدة، برغم انكفائها بـ35,000 عسكري من مختلف القطاعات منتشرين من الكويت إلى سلطنة عمان، وفي العراق وسوريا.

لذلك واشنطن غير قلقة من وساطة الصين بين السعودية وإيران. ولا ترى أن دور الصين في الخليج سيكون له بعد أمني وتأثير للعب دور يغير قواعد اللعبة والتركيبة الهيكلية للأمن الخليجي (Game-Changer) لعدم قدرة الصين وروسيا وحتى الهند، على لعب دور الحامي الأمني الفعلي للأمن الخليجي.

حتى مع التباين في العلاقات الخليجية الأمريكية وتراجع الثقة بالحليف الأمريكي وآخرها ما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال مؤخراً عن نقل مقاتلات أمريكية متطورة من منطقة الخليج إلى شرق آسيا لمواجهة الصين وإلى أوروبا الشرقية لمواجهة روسيا وطمأنة حلفائها.

وفي استمرار لتأكيد التحول والاستدارة الأمريكية تجاه الشرق لاحتواء الصعود الصيني والروسي كأولوية حسب وثائق الاستخبارات الأمنية الرسمية الأمريكية.

يبقى السؤال بعد عرض تلك الحقائق ما هي مصلحة دولنا الخليجية التي تعلم محدودية دور الصين الذي لن يتعدى للعقد القادم مجالات الطاقة والتبادل التجاري والاستثمارات في المناكفة والتعويل على الصين بمنحها الفرص وتمكينها من لعب دور يتجاوز التبادل التجاري؟

وأذكر أنه وقعت الصين اتفاقية ربع قرن مع إيران باستثمار الصين 400 مليار دولار في إيران مقابل شراء النفط الإيراني بأسعار تفضيلية؟ وإلى متى يمكننا لعب ورقة الصين بمواجهة أمريكا، كما كان الحال في حقبة الحرب الباردة بلعب الاتحاد السوفيتي مقابل الولايات المتحدة لانتزاع تنازلات أمريكية.

كما فعلت الكويت بإقناع أمريكا المترددة حينها، بحماية ناقلات النفط الكويتية من القصف الإيراني باستخدام ورقة السوفيات ما عجّل بنهاية الحرب العراقية الإيرانية، بعد عام!

*د. عبد الله خليفة الشايجي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت

المصدر | الشرق

  كلمات مفتاحية

الصين أمريكا روسيا دول الخليج ملء الفراغ عقيدة السياسة الخارجية الروسية

فوربس: بلدان الشرق الأوسط تصنع السلام بعيدا عن نفوذ أمريكا

شراكات تكتيكية مع الصين وروسيا.. خيار الخليج الأمثل للتوازن في النظام الدولي الجديد