مقتضيات الضرورة.. لهذه الأسباب يعمق العراق شراكته مع روسيا رغم الضغوط الأمريكية

الثلاثاء 4 أبريل 2023 09:35 ص

لماذا يعمق العراق شراكته مع روسيا رغم الضغوط الأمريكية؟ حول إجابة هذا السؤال دار تحليل لأستاذ السياسة والعلاقات الدولية في كلية سانت أنتوني بجامعة أكسفورد، صموئيل راماني، أشار فيه إلى الاجتماع الأخير بين وزيري الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، والعراقي، فؤاد حسين.

وذكر راماني، في التحليل الذي نشره موقع منتدى الخليج الدولي وترجمه "الخليج الجديد"، أن وكالة الأنباء العراقية الحكومية أشادت بروسيا باعتبارها "شريكا وصديقا"، مشيرا إلى أن العراق امتنع، منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، عن إدانة روسيا، لكنه صوت لصالح قرارات الأمم المتحدة التي تدين ضم الأراضي الأوكرانية.

ويرى راماني أن عدم انحياز العراق قد يكون مرتبطًا برغبته في موازنة وجهات النظر الداخلية المتضاربة بشأن حرب أوكرانيا، في ظل دعم بعض الميليشيات المتحالفة مع إيران للغزو الروسي، ورفض شخصيات سياسية عراقية أخرى لدعم العدوان الروسي، على رأسها مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، الذي وصف الحرب في أوكرانيا بأنها "غير مجدية على الإطلاق".

فيما نأى رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، بنفسه عن الغزو الروسي ودعم وقفا لإطلاق النار بوساطة تركيا.

ويعكس قانون الموازنة في العراق الرغبة في التخفيف من حالة انعدام الأمن الغذائي الناجمة عن حرب أوكرانيا، حيث يسعى لضمان توافر القمح الأوكراني والروسي لتحقيق هدف الإمداد السنوي، الذي يتراوح بين 4.5 و5 ملايين طن سنويا.  

 ولذا يأمل العراق أن يمنعه موقفه غير المنحاز ضد روسيا من الوقوع فريسة لتسييس الصادرات الزراعية، حسبما يرى راماني.

كما تعتبر الاستثمارات الروسية في قطاع الطاقة العراقي من الاعتبارات الرئيسية لبغداد، حيث يتعاون البلدان لضمان مستقبل الاستثمار الروسي في أصول الطاقة الأساسية الثلاثة، لوك أويل في غرب القرنة -2 ، وغازبروم في بدرة، وروسنفت في كردستان العراق، والتي تبلغ قيمتها معا نحو 10 مليارات دولار.

في البداية، كانت روسيا متفائلة بشأن استدامة استثمارها في قطاع الطاقة العراقي بعد فرض العقوبات الغربية على صناعة الهيدروكربونات، لكن مبادرة العراق لعزل اقتصاده عن العقوبات الغربية أدت إلى صعوبات في الدفع وتعليق التجارة الثنائية، ما أثار تساؤلات حول ديمومة الاستثمارات الروسية في العراق.

 وفي حين أن تعاون العراق في مجال الطاقة مع روسيا صمد أمام العقوبات الغربية، إلا أن التعاون الأمني بينهما ضعف بشكل كبير، حيث وتوقفت مفاوضات العراق قبل حرب أوكرانيا مع روسيا بشأن شراء طائرات سوخوي 300 و400 و57.

ومع ذلك، يظل المنتدى العراقي الرئيسي للتعاون الأمني مع روسيا هو مركز تبادل المعلومات والتنسيق، التابع للجنة الرباعية بشأن سوريا.

وقد شارك مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، في اجتماع المركز بعد ساعات من الغزو الروسي لأوكرانيا.

ورغم نهج العراق الحذر تجاه حرب أوكرانيا وعلاقاته مع روسيا، إلا أنه لم يتردد في المشاركة في منتديات تهدف إلى إنهاء الحرب، مثل مجموعة الاتصال التابعة لجامعة الدول العربية، وإدانة روسيا في الأمم المتحدة.

وخلال السنة الأولى من حرب أوكرانيا، عكس العراق نهج الدول العربية الأخرى، مثل مصر والأردن، عبر إدانة روسيا بشكل دوري في الأمم المتحدة مع الاستمرار في التواصل مع موسكو بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك.

ولذا يرجح راماني أن يواصل العراق التعامل مع روسيا بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، مع موازنة الآراء الداخلية والتخفيف من تأثير حرب أوكرانيا على الاقتصاد، وأن تستمر الصداقة طويلة الأمد بين البلدين، حتى مع استمرار سياسة حافة الهاوية الروسية بشأن صفقة الحبوب في البحر الأسود تهدد الأمن الغذائي قصير الأجل لبغداد.

فسياسة العراق بشأن روسيا تعكس عمله المتوازن للتخفيف من الآثار الاقتصادية لحرب أوكرانيا وضمان الأمن الغذائي بالدرجة الأولى.

ويخلص التحليل إلى أن روح نصف قرن من معاهدة الصداقة السوفيتية العراقية، التي أبرمت في أبريل/نيسان 1972، لا تزال قائمة بين روسيا والعراق، وهي روح لن تمحوها سنة واحدة من الحرب في أوكرانيا.

المصدر | منتدى الخليج الدولي - ترجمة وتحرير: الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العراق روسيا سيرغي لافروف صموئيل راماني أوكرانيا الأمن الغذائي

روسيا تتلقى أسلحة مهرّبة من العراق بمساعدة إيران