"انتصار لإيران".. بلومبرج: السعودية تريد إعادة دمج الأسد قبل القمة العربية بالرياض في مايو

الخميس 6 أبريل 2023 08:27 ص

قالت وكالة "بلومبرج" إن السعودية تولت صدارة جهود عربية لإعادة تأهيل رئيس النظام السوري بشار الأسد ودمجه مجددا في الدائرة الداخلية العربية، وتريد إنهاء الأمر قبل عقد القمة العربية في الرياض، منتصف الشهر المقبل، فيما يمثل انتصارا جديدا لإيران وتحديا للولايات المتحدة، وتقوده رغبة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في تصدر المشهد السياسي بالمنطقة.

وأوضحت الوكالة، في تقرير كتبه سام داغر وفيونا ماكدونالد وزينب فتاح، وترجمه "الخليج الجديد"، أن الجهود السعودية "يمكن أن تمتد إلى أقصى حد أو قد تفشل، أو يمكن للزعماء العرب أن يتوصلوا إلى خطة مؤقتة الشهر المقبل"، وفقاً لـ3 مصادر سعودية مطلعة ومصدر مقرّب من الإمارات.

ونقلت الوكالة عن مصادر أخرى قولها إن الولايات المتحدة تدرك هذه التحركات، وقد حذّرت منها لكنها لا تستطيع فعل الكثير لوقفها.

رغبة في التصدر

وأشار التقرير إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يتوق إلى تصوير المملكة كزعيم سياسي واقتصادي بلا منازع في العالم العربي.

واستشهدت "بلومبرج" بما ذكرته صحيفة "عكاظ" السعودية المقربة من الديوان الملكي، والتي قالت إنه بعد استعادة العلاقات مع إيران بشكل مفاجئ الشهر الماضي، تريد الرياض الآن أن تكون في طليعة المبادرات الهادفة إلى تهدئة مناطق الصراع الإقليمية مثل سوريا.

وعلى الرغم من أن جامعة الدول العربية التي تبلغ من العمر 80 عاماً تقريباً لا تتمتع بثقل كبير نسبياً فيما يتعلق بصنع السياسات العالمية، لكن هذه الخطوة ستكون ذات أهمية رمزية، بحسب التقرير.

وترى "بلومبرج" أن نجاح المصالحة مع بشار الأسد سيمثل ضربة لنفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ويقوّي الانقسام بين المنطقة والحكومات الغربية، كما سيمثل فوزا مهما لإيران، التي دعمت نظام الأسد بالمقاتلين والأسلحة والمال ودافعت عن عائلته التي تحالفت معها منذ إنشاء الجمهورية الإسلامية في عام 1979.

أما روسيا الحليف العسكري الرئيسي الآخر للأسد خلال حربه على السوريين، فقد شجعت التحركات السعودية تجاه سوريا، حيث يتطلع الرئيس فلاديمير بوتين إلى تعزيز دعمه الدولي خلال غزوه أوكرانيا.

قطر والكويت تعارضان

وقالت المصادر إن قطر والكويت لا تزالان  تعارضان عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية، لكن من المشكوك فيه أن تقاوم هاتان الدولتان التيار لفترة طويلة.

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال، في شهادة أمام الكونجرس الشهر الماضي إن وزارته حذّرت حلفاء الولايات المتحدة من التطبيع مع الأسد.

اجتماع الأردن السري

وأشار تقرير  "بلومبرج" إلى أن الأردن استضاف اجتماعا متعلقا بسوريا، الشهر الماضي، حضرته السعودية من بين دول أخرى، وخلاله اقترحت الولايات المتحدة ودول أوروبية تقديم الأسد لتنازلات سياسية مثل إطلاق سراح المعتقلين وكبح جماح الشرطة السرية سيئة السمعة كشرط مسبق لأي تعامل وتطبيع معه، بحسب مصدرين اطلعا على الاجتماع.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إن المحادثات الدبلوماسية كانت خاصة، لكنه أضاف أن أي مشاركة مع سوريا يجب أن تفيد الشعب السوري "وليس نظام الأسد".

وحذر العديد من كبار المسؤولين الأمريكيين السابقين الذين خدموا في الشرق الأوسط الرئيس جو بايدن وبلينكن في خطاب الأسبوع الماضي من أن عدم اتخاذ المزيد من القوة في منع التطبيع العربي مع الأسد هو "قُصر نظر ويضر بأي أمل في الأمن والاستقرار الإقليميين".

((3))

وينقل التقرير عن كريم سجادبور، كبير الباحثين في مؤسسة "كارنيجي"، قوله إن الهدف النهائي لإيران هو انسحاب الولايات المتحدة، ليس فقط من سوريا ولكن من الشرق الأوسط بأكمله، وقال إن التطبيع مع السعودية، الحليف الرئيسي لأمريكا تقليديًا في المنطقة، "يعزز وجهة نظر طهران بأننا دخلنا عسكريًا ودبلوماسيًا في منطقة الشرق الأوسط ما بعد أمريكا".

المصدر | سام داغر وفيونا ماكدونالد وزينب فتاح | بلومبرج - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات السعودية السورية بشار الأسد دمج الأسد النظام السوري إيران العلاقات السعودية الإيرانية العلاقات السعودية الأمريكية

تحالفات جديدة في الشرق الأوسط.. خصوم الأمس أصدقاء اليوم

لن تقدم جديدا.. القمة العربية في جدة تواجه انتقادات حضور الأسد