جيوبوليتيكال فيوتشرز: لبنان تقترب من حرب أهلية جديدة.. وهذا هو السبب

الجمعة 7 أبريل 2023 02:08 م

رصد تقرير نشره موقع "جيوبولوتيكال فيوتشرز" ما قال إنها ملامح حرب أهلية جديدة قد تندلع في  لبنان في أية لحظة، مع تصاعد غير مسبوق للاحتقان بين اللبنانيين واللاجئين السوريين، وخاصة بين المسيحيين الموارنة، الذين بدؤوا ينظرون بجدية إلى تدفق اللاجئين من السوريين المسلمين السنة إلى المناطق اللبنانية على أنه خطر وجودي من شأنه أن يخلق اختلالات في التركيبة السكانية الحساسة أصلا بالبلاد.

عنصر آخر يتحدث عنه التقرير، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، وهو هيمنة "حزب الله" على لبنان، والتي سأم منها أيضا المسيحيين الموارنة بشكل خاص، ودعت حركات منهم، مثل الحركة الوطنية الحرة المسيحية إلى مزيد من اللامركزية ، وطالبت بالسماح للمناطق ذات الأغلبية المسيحية بإدارة نفسها بشكل مستقل.

وسط هذه الظروف ، تصاعدت التوترات بين مختلف المجموعات السكانية في لبنان، مهددة بحرب أهلية جديدة قد تجر إليها أوروبا جرا هذه المرة، كما يقول التقرير الذي كتبه الباحث في شؤون الشرق الأوسط هلال خشان.

معاداة اللاجئين

ويقول التقرير إن الحكومات اللبنانية عكست سياساتها الخاصة باللاجئين بعد تدفق الفلسطينيين الذين غالبيتهم من المسلمين في عام 1948 ، واختارت بدلاً من ذلك حماية التوازن الطائفي غير المستقر في لبنان.

وبعد اندلاع النزاع في سوريا، سرعان ما بدأ اللاجئون في الوصول إلى لبنان بأعداد كبيرة ، مما أدى إلى توترات بينهم وبين السكان المحليين. لم تحاول الحكومة في بيروت مساعدة اللاجئين وبدلاً من ذلك سعت إلى منع مساعدات الأمم المتحدة من الوصول إليهم. كما فرضت قيودا مشددة على المعابر الحدودية لمنع المزيد من السوريين من دخول لبنان.

فشلت هذه الإجراءات التقييدية في إيقاف اللاجئين ، الذين استخدموا بدلاً من ذلك المعابر غير القانونية. توجهوا إلى مناطق في البلاد شعروا فيها بالأمان ، واستقروا في أجزاء من لبنان عارضت النظام السوري (أي مناطق سنية ودروز وقوات لبنانية). في موجات التدفق اللاحقة ، لجأوا أيضًا إلى الأجزاء المسيحية من البلاد.

ويعيش العديد من اللاجئين السوريين في خيام تفتقر إلى الحد الأدنى من متطلبات السلامة والصحة العامة، ورغم ذلك يتعرضون للاعتداءات، وسط تجاهل السلطات اللبنانية، كما يقول التقرير.

ويشتكي اللبنانيون من جميع الطوائف من أن السوريين أصبحوا عبئًا ثقيلًا على بلدهم ، ويزيدون من تفاقم أزمته الاقتصادية، خصوصًا الآن أن عليهم تقاسم الموارد الشحيحة في التعليم والرعاية الطبية والمرافق.

شرارة للحرب المحتملة

لكن الموارنة أخذوا زمام المبادرة في إخراج اللاجئين السوريين من أجزاء البلاد التي يسيطرون عليها.

معظم السوريين في لبنان هم من السنة، ولذلك يخشى الموارنة من تأثير وجودهم على الديموغرافيا في لبنان، والتي تميل بشدة بالفعل ضد المسيحيين.

خوفهم مماثل لما أعرب عنه المسيحيون اللبنانيون من مخاوف تجاه الفلسطينيين.

وحتى الأحزاب المسيحية المناهضة للأسد تستخدم الخطاب المعادي للاجئين لكسب جمهورها.

وينظر العديد من المسيحيين إلى اللاجئين السوريين على أنهم خطر حقيقي ، محذرين من قنبلة موقوتة جاهزة للانفجار.

وفي ظل هذه الأجواء، يلفت الكاتب إلى دعوة معارض سوري اللاجئين السوريين في لبنان إلى تسليح أنفسهم لحماية مقراتهم وبيوتهم وأرواحهم، وهو ما يهدد بشبح اندلاع الحرب الأهلية.

ووفقًا لإحصاءات لبنان، التي أجرت تعدادًا رسميًا العام الماضي، شكل المسيحيون 32% على الأكثر من إجمالي عدد سكان البلاد البالغ 4.6 مليون.

وأظهر الإحصاء الوحيد في لبنان الذي أجراه الفرنسيون أن المسيحيين، بمن فيهم المغتربون، كانوا يمثلون 55% من السكان عام 1932.

وفي الوقت نفسه، وصل مليونا لاجئ سوري إلى لبنان منذ عام 2011 و 350 ألف لاجئ فلسطيني منذ عام 1948، بعد النكبة.

 الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين والفلسطينيين هم من المسلمين السنة، الأمر الذي أدى إلى زعزعة استقرار النظام السياسي في لبنان، الذي يقوم على أساس التوازن الطائفي.

الهاجس الاقتصادي

وبغض النظر عن انتماءهم الطائفي، استخدم العديد من اللبنانيين السوريين كبش فداء للانهيار الاقتصادي لبلدهم، على الرغم من علمهم بأن سوء الإدارة الحكومية والفساد تسببا في انهيار القطاع المصرفي ، مما أدى إلى خسارة الكثيرين لمدخراتهم.

ويقول الكاتب إن السياسيون اللبنانيون يتجاهلون عمداً حقيقة أن الكثير من أموال لبنان تأتي من الدول والمنظمات المانحة التي تقدم المساعدة للسوريين، وأن هذه الأموال تحفز الاقتصاد الراكد وتمنع الانهيار التام.

لكن عندما يرى اللبنانيون أن اللاجئين السوريين يتلقون مساعدات خارجية، فإن ذلك يثير الغيرة بين السكان المحليين.

وينبه التقرير إلى أن بعض البلديات المسيحية في  لبنان بدأت في إجلاء اللاجئين المسلمين من مناطقهم قسرا، بينما أبقوا على اللاجئين المسيحيين السوريين أو العراقيين، وسط تجاهل أيضا من الحكومة اللبنانية، ما يهدد بتفجر نزاع طائفي.

ويقول الكاتب إن السياسيون اللبنانيون لا يستطيعون محاسبة "حزب الله" على دوره في الحرب السورية التي تسببت في موجة ضخمة من اللاجئين، فوجهوا غضبهم إلى ضحاياه من هؤلاء اللاجئين.

ويختتم التقرير بالتأكيد على  التحذير من تصاعد تطلعات المسيحيين في لبنان لإقرار نظام لامركزي يسمح لهم باتخاذ قرارات تؤثر على حياتهم، وانعكاسات ذلك المحتملة على ميزان القوى والطوائف في البلاد، ما قد يعيد إلى الأذهان مشاهد الحرب الأهلية اللبنانية في 1975، لكن هذه المرة قد تتدخل أوروبا لدعم المسيحيين، ما قد يذهب بالأوضاع إلى مناطق شديدة الوعورة.

المصدر | هلال خشان / جيوبولوتيكال فيوتشرز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الحرب الأهلية اللبنانية لبنان أزمة لبنان اللاجئين السوريين المسيحيين في لبنان الموارنة حزب الله