استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ما بعد المركزية الغربية

السبت 8 أبريل 2023 06:51 ص

ما بعد المركزية الغربية

اتفقت البرازيل والصين مؤخرا على استخدام عملتيهما المحليتين في التبادل التجاري فيما بينهما، بدلاً من الدولار.

يشهد العالم تحولات بدأت مقدماتها منذ زمن ويأخذ، في الراهن، صوراً جديدة، تزحزح الاعتقاد الذي ساد طويلاً حول اقتران العولمة بالأمركة.

لا يمكن تنميط التطور بالعالم وفق النمط الغربي كأنه معيار يحكم على درجة تطور البلدان أو نموذج يجب أن يحتذى لبلوغ النهضة والتقدّم.

خطوة جديدة نحو التخلي عن الدولار والخبر مهم، ليس لأن الصين ثاني أقوى اقتصاد في العالم فقط، وإنما أيضاً لأن البرازيل صاحبة أكبر اقتصاد بأمريكا اللاتينية.

* * *

ألم يحِن وقت إعادة النظر في مفهوم العولمة، التي جرى النظر إليها بوصفها عملية لا عودة عنها، فهي متغلغلة لا في ثنايا الاقتصاد وحده، وإنما أيضاً في الثقافة، وفي الكثير من أوجه المعيشة، وتتمظهر في تجليات وصور مختلفة؟

لا نملك إجابة، أو حتى ما يشبهها، أو يقترب منها عن هذا السؤال الذي نراه مهماً وجديراً بالمناقشة من قبل المختصين وأهل الثقافة والفكر، على خلفية ما يشهده العالم حالياً من تحولات، بدأت مقدماتها منذ أكثر من عقد، على الأقل، وليس المراد القول إن تدويل الاقتصاد والتجارة قد كفّ عن العمل والدوران، وإنما الإشارة إلى أنه يأخذ، في الراهن، صوراً جديدة، تزحزح الاعتقاد الذي ساد طويلاً حول اقتران العولمة بالأمركة.

قبل أيام، عدت إلى كتاب ضخم جداً يقع في المئات من الصفحات، هو عبارة عن ترجمة أصدرها المشروع القومي للترجمة في مصر لمؤلفه الباحث الأمريكي بيتر غران، يستوقفنا بدءاً من عنوانه: «ما بعد المركزية الأوروبية»، وصدرت هذه الترجمة عام 1998، فيما صدر الكتاب بلغته الأم، الانجليزية، قبل ذلك بعامين، أي في وقت لم تكن الصين والهند، وسواهما، قد بلغتا ما بلغته اليوم من قوّة اقتصادية، حتى لو كانت المؤشرات على ذلك ظاهرة منذ ذلك الحين.

في هذا الكتاب، يعارض المؤلف تنميط التطور في العالم في النمط الأوروبي، كأن هذا النمط هو المعيار الذي به يحكم على درجة، أو مستوى تطور البلدان، أو كأنه النموذج الذي يجب أن يحتذى لبلوغ المنشود من النهضة والتقدّم، ساعياً للوقوف أمام الخصائص المختلفة لتطوّر كل بلد، وتناول، ضمن ما تناول، إنْ بالإشارة أو بالتحليل، بعض البلدان العربية، كالعراق، خاصة، وإلى حد ما، مصر.

يبدو منطقياً، لو وسّعنا زاوية النظر ليجري الحديث عن المركزية الغربية عامة، لا الأوروبية وحدها، لتشمل أمريكا لكونها القوة الأكبر في المنظومة الرأسمالية العالمية، ما يجعلنا نخال القول المناسب هو: «ما بعد المركزية الغربية» التي تحدث عنها الكاتب قبل قرابة عشرين عاماً، ونحن اليوم في لجة تحولات الـ«ما بعد» هذه.

ولا بأس من ذكر خبر طازج جداً يفيد بأن البرازيل والصين اتفقتا على استخدام عملتيهما المحليتين في التبادل التجاري فيما بينهما، بدلاً من الدولار،

في خطوة جديدة نحو التخلي عنه، والخبر مهم، ليس لأن الصين ثاني أقوى اقتصاد في العالم فقط، وإنما أيضاً لأن البرازيل صاحبة أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية.

*د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

العولمة الأمركة أمريكا الغرب الصين البرازيل الدولار المركزية الغربية المركزية الأوروبية الرأسمالية العالمية