استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أمريكا وعقدة غزو العراق في ذكراه العشرين

الأحد 9 أبريل 2023 04:16 ص

أمريكا وعقدة غزو العراق في الذكرى العشرين

تغيرات عميقة أحدثها غزو العراق على الساحة الأمريكية داخلياً وخارجياً وتفاعلات ذلك على سمعتها الخارجية.

الواقع العراقي الذي خلفه الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق مما خلق حالة يصعب على صانع القرار الأمريكي أن يتفاخر بها.

حرب أوكرانيا قد تكون فرصة لإشغال روسيا ومنح أمريكا والغرب فرصة لالتقاط أنفاسهم، سعياً لملاحقة الصين وروسيا في ملفات وساحات دولية عدة.

العقدة العراقية أعمق تأثيراً في المجتمع الأمريكي من عقدة فيتنام رغم أن ضحايا الأخيرة أكثر بـ12 ضعفاً من ضحايا العقدة العراقية لكن تأثيرات الأخيرة أكبر وأعمق وأوسع!

* * *

توقفت بعض الصحف الأمريكية طويلاً وعميقاً عند الذكرى السنوية العشرين التي مرت قبل أيام على غزو العراق عام 2003، وبدأ كبار الكتاب الأمريكيين يتحدثون عن التغيرات العميقة التي أحدثتها هذه الحرب على الساحة الأمريكية، داخلياً وخارجياً، وتفاعلات ذلك على سمعتها الخارجية.

ورأت صحيفة نيويورك تايمز أن العقدة العراقية ستكون أكثر عمقاً وتأثيراً في المجتمع الأمريكي من عقدة فيتنام رغم أن ضحايا الأخيرة كانت أكثر بـ 12 ضعفاً من ضحايا العقدة العراقية، لكن تأثيرات الحرب العراقية أكبر وأعمق وأوسع.

ودللت على ذلك بانهيار منظومة المحافظين الجدد، حيث لم تتمكن من الحلول محلهم أي منظومة جديدة، وهو ما مكن اليسار الأمريكي والشعبويين من أمثال ترامب من ملء الفراغ الذي يدفع ثمنه الشعب والمجتمع الأمريكي حتى اليوم، وهو الأمر الذي سيتواصل ربما لفترة مستقبلية طويلة.

الجانب الآخر الذي ركزت عليه الصحف الغربية وهو الواقع العراقي الذي خلفه الاحتلال الأمريكي للعراق مما خلق حالة يصعب على صانع القرار الأمريكي أن يتفاخر بها، ولذا نرى خصمه الروسي يستدل دائماً بما اقترفته القوات الأمريكية في العراق، ليبرر بها أعماله إن كانت في سوريا أو في أوكرانيا.

وقد أتت الحرب الأمريكية في أفغانستان والتي استمرت لعقدين، لتؤدي إلى مزيد من تآكل السمعة الأمريكية، ولاسيما الساعات الأخيرة للانسحاب المذل، بينما يرى البعض أن النموذج الذي تركته القوات الأمريكية في أفغانستان، من تسليم الأرض والمقرات وغيرها، أظهر مدنية نسبية أكثر من الواقع الذي خلفته بعد رحيلها من العراق، ولعل هذا ما يخفف وطأة الانسحاب من أفغانستان بخلاف العراق.

فمؤيدو الحرب الأمريكية في أفغانستان لا يزالون على نفس العقيدة والرأي في دعم وتأييد الحرب هناك، بخلاف الحرب العراقية، التي كانت مبرراتها منتفية تماماً مقارنة بمبررات الحرب على أفغانستان، لكون أحداث 11/9 خرجت منها.

لكن مع هذا تبقى تداعيات الحرب الأفغانية، النفسية والمالية ضخمة جداً فعلى الصعيد المالي كانت كلفتها بما يوازي ثلاثة تريليونات دولار، وهناك الكلف المالية الضخمة غير المرئية لعقود ربما، ممثلة بكلفة معالجة الجنود المصابين بعقد نفسية وعقد الحروب، وهو ما أطلق عليها عقدة أفغانستان النفسية، والتي قد تكلف الجيش الأمريكي ميزانية ضخمة بشكل سنوي.

لكن الأهم من هذا كله، هو تأثيره على الساحة الدولية، حين نرى انشغال أمريكا والقوى الغربية في الساحة العراقية عن صعود الصين وروسيا، وتحالفهما مع بعضهما بشكل أقوى من السابق، وهو الأمر الذي تجلى في الحرب السورية حيث برز التنسيق الصيني ـ الروسي، والآن يبرز بشكل أقوى في التنسيق بينهما على ساحة أوكرانيا.

وكل ذلك على حساب الاستراتيجية والتموضع الأمريكي في المنطقة، الأمر الذي سيضعف النموذج الأمريكي وسط حلفائه بعد تخليه لسنوات طويلة عن ساحات كثيرة لصالح التعاون الصيني الروسي، وهو الذي يترجم بشكل يومي من انحياز بعض الدول التي كانت محسوبة على الحلف الغربي لصالح المحور الجديد في ملفات وساحات معينة.

بعض صناع الرأي والساسة الأمريكيين يرون لتعويض أمريكا عن هذا التراجع الذي حصل خلال السنوات الماضية، ودفعاً للثمن الكبير الذي ستدفعه في السنوات المقبلة، لابد من إشغال روسيا في أوكرانيا على طريقة ما فعلته أمريكا في الاتحاد السوفييتي يوم احتل أفغانستان أواخر السبعينيات.

ولذا فإن حرب أوكرانيا بالنسبة إليهم قد تكون فرصة لإشغال روسيا أولاً، وثانياً لمنح أمريكا والغرب فرصة لالتقاط أنفاسهم، سعياً لملاحقة الصين وروسيا اللتين سبقتاهم في ملفات وساحات دولية عدة.

*د. أحمد موفق زيدان كاتب صحفي وإعلامي سوري

المصدر | الشرق

  كلمات مفتاحية

أمريكا العراق الغرب v روسيا الصين غزو العراق العقدة العراقية عقدة فيتنام حرب أوكرانيا