يسعى نادي يوركشاير كاونتي للكريكيت الإنجليزي إلى جلب تمويل من مستثمري الشرق الأوسط، حيث تعمل دول الخليج على زيادة حصصها واهتمامها بالأندية الرياضية البريطانية.

وقالت الشركة الاستشارية للنادي "جرانت ثورنتون" لوكالة "رويترز"، يوم الأربعاء: "جزء كبير من تجمع المستثمرين المستهدف يوجد في الإمارات والهند مع أسماء إضافية من باكستان والسعودية وقطر".

وأضافت الشركة أنه تتم مراجعة الاستثمارات من المكاتب العائلية والأسهم الخاصة وصناديق الثروة السيادية كمصادر محتملة لإعادة التمويل.

واحتل نادي يوركشاير عناوين الصحف مؤخرًا بعدما قال اللاعب السابق عظيم رفيق، أنه كان هدفًا للعنصرية من زملائه في الفريق، لكن لجنة الانضباط في لعبة الكريكيت برأت هؤلاء اللاعبين الأسبوع الماضي بعد اكتشاف تناقضات في الأدلة المقدمة.

وبحسب بيان النادي، فإن مستثمري الشرق الأوسط يعملون على زيادة تواجدهم في الامتيازات الرياضية البريطانية.

فعلى مستوى كرة القدم، هناك عدد قليل من الفرق من الدوري الإنجليزي الممتاز لديها ملاك من الشرق الأوسط أو مصالح استثمارية؛ على سبيل المثال، اشترى نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نادي مانشستر سيتي من خلال مجموعة أبوظبي المتحدة في عام 2008.

وفي عام 2021، اشترى صندوق الاستثمارات العامة السعودي 80% في نيوكاسل يونايتد.

وبالآونة الأخيرة، ظهر الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني باعتباره المرشح الأفضل لشراء مانشستر يونايتد.

وعلى مستوى الرعاية، تم وضع الأسماء التجارية لشركتي طيران الإمارات والاتحاد الإماراتيتين على قمصان كرة القدم لكل من أرسنال ومانشستر سيتي، اللتين أطلقتا اسمهما على ملاعبهما كجزء من رعايتهما.

بالإضافة إلى الاستثمار، منحت استضافة الأحداث الرياضية دول الشرق الأوسط القوة الناعمة والتنويع الاقتصادي بعيدًا عن الطاقة والنفط.

وقال نيل جويس، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لمجموعة "CLV Group"، إن غالبية استثمارات الشرق الأوسط ستذهب إلى لعبة الكريكيت القصيرة، وهي نسخة من الرياضة تضم ستة لاعبين فقط بدلاً من 11.

وأوضح أن هذا يرجع إلى "طبيعة الامتياز وجاذبية الجمهور الأوسع عبر جماهير الكريكيت التقليدية والجديدة".

وذكر أستاذ الرياضة والاقتصاد الجيوسياسي سايمون تشادويك: "لا شك في وجود تعايش بين الخليج والكريكيت الإنجليزي، والذي ربما يرجع إلى حد كبير إلى الجالية الكبيرة في جنوب آسيا الذين يعيشون في أماكن مثل قطر".

في الواقع، تتم مشاهدة لعبة الكريكيت ولعبها بانتظام في الخليج، والتي أصبحت وجهة للبطولات الدولية. تعد دبي الآن موطنًا لمجلس الكريكيت الدولي، وقد لعبت باكستان مباريات تجريبية في المنطقة.

وأضاف تشادويك: "في المقابل، تظل إنجلترا واحدة من بيوت الكريكيت، وإن كانت تواجه بعض التحديات ولكن الأشكال الأقصر والمصغرة تجتذب حشودًا كبيرة، وصفقات رعاية مربحة، وعقود تلفزيونية كبيرة، هذا يشير إلى أن هناك أوقاتًا ممتعة في لعبة الكريكيت، إذا توفر التمويل والإدارة".

يعتقد الخبراء أن الاهتمام المتزايد من الشرق الأوسط بالفرق الرياضية البريطانية سيستمر، على الرغم من وجود منافسة من المستثمرين من دول أخرى.

وتتوقع جويس أن ترى المزيد من الجهود لتحقيق الدخل من قاعدة المعجبين العالمية للكريكيت وقال: "ضاعفت شركات الأسهم الخاصة الأمريكية جهودها في هذه المجالات. ومن منظور استثماري فقط، سنندهش إذا لم تحذو الاستثمارات في الشرق الأوسط حذوها".