استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هل تتخلى باريس عن الدولار الأمريكي؟

الثلاثاء 11 أبريل 2023 04:29 م

هل تتخلى باريس عن الدولار الأمريكي؟

تمثل الصين لفرنسا وأوروبا صمام أمان للتعامل مع تقلبات السياسة الأميركية.

أكد ماكرون نظريته حول "الحكم الذاتي الاستراتيجي" لأوروبا التي يفترض أن تقودها فرنسا، لتصبح "قوة عظمى ثالثة".

"الخطر الكبير الذي تواجهه أوروبا هو أنها عالقة في أزمات ليست من شأننا أو أزماتنا مما يمنعها من بناء استقلاليتها الاستراتيجية"

الصين تملك رؤية سياسية ودولية بتقديمها نفسها كوسيط دولي وبديل يمكن اللجوء اليه للتعامل مع التقلبات الدولية خصوصا الأمريكية.

ماكرون: يتوجب على أوروبا تقليل اعتمادها على الدولار خارج "الحدود الإقليمية"، وتجنب الانجرار إلى مواجهة بين الصين وأميركا بشأن تايوان.

رغم سقف أوروبا المرتفع في حرب أوكرانيا لم تلق المبادرة الصينية لإنهاء الحرب في سلة المهملات بل أبقتها بجانب اليوان للحظة فارقة قد تأتي قريبا.

تطمح فرنسا لتطوير شراكات مع الصين ضمن نظام دولي يدعم تعدد الأقطاب اقتصاديا يكون فيه اليورو الاوروبي واليوان الصيني عملات تداول عالمي مع الدولار.

* * *

بعد ان انهى شرب الشاي مع الرئيس الصيني شي جينبنغ في بكين صعد الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون طائرته عائدا الى باريس؛ ليفاجئ الصحفيين على متن الطائرة بالقول: يتوجب على أوروبا أن تقلل من اعتمادها على الدولار الأمريكي خارج "الحدود الإقليمية"، وتتجنب الانجرار إلى مواجهة بين بكين وواشنطن بشأن تايوان.

أضاف ماكرون خلال تصريحات نقلتها صحيفة "بوليتيكو" وعدد من الصحفيين الفرنسيين على متن طائرته عائدا من زيارة للصين استمرت ثلاثة أيام، ونشرت امس الأحد، "الخطر الكبير الذي تواجهه أوروبا هو أنها عالقة في أزمات ليست من شأننا أو أزماتنا مما يمنعها من بناء استقلاليتها الاستراتيجية"؛ مؤكدا نظريته حول "الحكم الذاتي الاستراتيجي" لأوروبا التي من المفترض أن تقودها فرنسا، لتصبح "قوة عظمى ثالثة"، بحسب تعبيره.

في المقابل وبمجرد مغادرة الرئيس الفرنسي بكين يوم الجمعة الفائت اطلقت الصين مناورات بحرية وجوية وبرية ضخمة حاصرت فيها جزيرة تايوان بالتزامن مع زيارة رئيسة السلطة الحاكمة في جزيرة تايوان (تساي إنغ وين) دول في اميركا الوسطى مرورا بالولايات المتحدة حيث استقبلها اعضاء الكونغرس الامريكي رغم الاعتراض الصيني على جولة "تساي انغ" المدعومة من واشنطن.

تزامنت زيارة الرئيس الفرنسي لبكين مع ارتفاع التوتر في بحر الصين الجنوبي وإطلاقه تصريحات مزعجة للولايات المتحدة مثلت الرد العملي الفرنسي على اتفاق "أوكوس" الغادر الذي ضم بريطانيا واميركا واستراليا لتزويد الاخيرة بغواصات تعمل بالطاقة النووية، واستبدالها بصفقة الغواصات مع باريس التي قدرت قيمها في ذلك الوقت بـ 50 مليار دولار.

وهي صفقة اعتبرتها فرنسا خيانة لصالحها واستهتار بمكانتها؛ فزيارة ماكرون لبكين لم تقتصر على التصريحات الإشكالية للرئيس الفرنسي، بل تضمنت مفاوضات فرنسية صينية لتزويد بكين بطائرات إيرباص لتعزيز الاسطول التجار الصيني المتوقع ان يشهد نمو كبيرا خلال السنوات القليلة المقبلة بمعدل سنوي متوسط يبلغ 5.3% خلال العقدين المقبلين، متجاوزًا المتوسط العالمي البالغ 3.6%.

وأن يؤدي ذلك إلى طلب الصين 8420 طائرة من الآن وحتى عام 2041، أي أكثر من 20% من مبيعات الطائرات العالمية المتوقعة في المستقبل، وهي صفقة ضخمة ستطيح بمنافستها شركة بيونغ الامريكية في حال أنجزت لصالح شركة إيرباص.

جولة ماكرون لم تقتصر على مناقشة صفقة الطائرات التجارية اذ ضم الوفد الفرنسي اكثر من 60 من مدراء الشركات الفرنسية في مختلف القطاعات كالطاقة النووية والنظيفة والنقل البحري وعدد من القطاعات الحيوية.

وتطمح باريس لتطوير شراكات من خلالها مع الصين ضمن نظام دولي يدعم تعدد الأقطاب الاقتصادية، يكون فيه اليورو الاوروبي واليوان الصيني عملات تداول عالمي الى جانب الدولار.

وهو الأمر الذي ستعمد صفقات للطائرات الضخمة والملاحة البحرية والمفاعلات النووية الفرنسية الصنع الطريق نحوه بجعلها عملة التداول والتبادل التجراي بين البلدين.

العالم يتغير وباريس تحاول ان تواكب التغير فما حدث في اتفاق أوكوس، حيث تم الغدر بباريس والإطاحة بصفقتها للغواصات مع استراليا من الممكن ان يتكرر في أوكرانيا في حال مجيء ادارة امريكية جديدة في العام 2024 بتخلي واشنطن عن اوكرانيا ضاربة بعرض الحائط المصالح الاوروبية تاركة اوروبا تتخبط في المستنقع الاوكراني وحيدة بدون حليف حقيقي.

ختامًا..

الصين بالنسبة لفرنسا وسائر قارة أوروبا بمثابة صمام امام يمكن اللجوء اليه للتعامل مع تقلبات السياسة الامريكية؛ فالصين تملك رؤية سياسية ودولية بتقديمها نفسها كوسيط دولي وبديل يمكن اللجوء اليه للتعامل مع التقلبات الدولية خصوصا الامريكية.

فأوروبا ورغم سقفها المرتفع في اوكرانيا لم تلق المبادرة الصينية لإنهاء الحرب في اوكرانيا في سلة المهملات بل أبقتها الى جانب اليوان للحظة فارقة قد تأتي قريبا.

*حازم عياد كاتب وباحث سياسي

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

فرنسا الصين أوروبا أميركا الدولار اليوان ماكرون اتفاق أوكوس طائرات إيرباص

رغم محاولات تقويضه.. الدولار لا يزال ملكا على اقتصاد العالم