استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هل هي علامات صحوة أوروبية؟

الأربعاء 12 أبريل 2023 06:51 ص

هل هي علامات صحوة أوروبية؟

أطلق ماكرون دعوة غير مسبوقة لأوروبا إلى انتهاج سياسة مستقلة عن واشنطن، والنأي بنفسها عن مواجهة مع الصين!

أعاد الرئيس الفرنسي دعوته أوروبا إلى «الاستيقاظ»، مضيفاً «أولويتنا ألا نتكيّف مع أجندة الآخرين في مختلف مناطق العالم».

هل تتحول دعوات ماكرون إلى نهج استراتيجي أوروبي جديد، وليست مجرد أقوال أطلقت على متن طائرة في السماء الفاصلة بين بكين وباريس؟!

اعتبر ماكرون أن ما وصفه بـ«الاستقلال الاستراتيجي» هو «معركة أوروبا»، محذراً من أن «تسارع الاحتكار الثنائي» الصيني الأمريكي يؤدي لخسارة «الوقت والوسائل».

* * *

ما الذي سمعه رئيس فرنسا، إيمانويل ماكرون، من زعماء الصين، ليطلق تصريحه غير المسبوق بدعوة أوروبا إلى انتهاج سياسة مستقلة عن واشنطن، والنأي بنفسها عن مواجهة مع الصين، وهل تراه اختار، قاصداً، أن يدلي بهذه الأقوال إلى مجلة أمريكية بالذات، هي مجلة «بوليتيكو»، على متن طائرته الرئاسية، في طريق عودته من بكين، لتكون الرسالة التي أراد إيصالها أبلغ وأشدّ وقعاً، وتصل مباشرة إلى آذان من يعنيهم الأمر في البيت الأبيض ودوائر صنع القرار في واشنطن؟

لم يكتف ماكرون بهذا التصريح، ففي مقابلة لاحقة مع صحيفة فرنسية أعاد دعوته أوروبا إلى «الاستيقاظ»، مضيفاً «أولويتنا ألا نتكيّف مع أجندة الآخرين في مختلف مناطق العالم»، بل وأكثر من ذلك، اعتبر أن ما وصفه بـ«الاستقلال الاستراتيجي» هو «معركة أوروبا»، محذراً من أن «تسارع الاحتكار الثنائي»، الصيني الأمريكي، قد يؤدي إلى خسارة «الوقت والوسائل».

هذه الدعوة الفرنسية التي يصحّ أن نطلق عليها «الحكيمة»، قيلت مراراً على هيئة نصيحة قدمت إلى أوروبا من جهات عدة، تنشد استقرار الوضع الدولي، وتجنّب مواجهات دولية ستكون مدمرة للجميع، من دون استثناء، وستكون أوروبا، بالذات، هي أكبر الخاسرين.

ولكن هذه النصيحة لم تجد لها آذاناً صاغية، خاصة بعد أن توسع «الناتو»، ودخل إليه كل من هبّ ودب، من دول صغيرة، خاصة من شرق أوروبا، محكومة بعقدة «الشبح الروسي»، ولو كان في مواقع القرار الأوروبي عقلاء يزنون الأمور بحكمة ورويّة ما كان للنزاع في أوكرانيا أن يتوسع ويتفاقم، بل كان بالإمكان تجنب اندلاعه لو جرى احترام اتفاقات مينسك من قبل واشنطن والعواصم الأوروبية، وصنائعهم في كييف.

أضاع الأوربيون فرصة سانحة للاستقلال بقرارهم عن واشنطن، حين اختار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، النأي ببلاده عن الدعم المطلق لما يوصف بـ«أمن أوروبا»، والتركيز على وضع الداخل الأمريكي، وعزز هذا النهج بتقارب مع موسكو لتفادي المواجهة.

لكن صيحات الفزع تصاعدت يومها في العواصم الأوربية، التي احتفى زعماؤها بعودة الديمقراطيين إلى البيت الأبيض، ومعه نهج المجابهة مع موسكو ليصل إلى اندلاع حرب أوكرانيا التي أضرت بأوروبا، وباقتصاد أوروبا، بالذات، فيما أمريكا بمنأى من مخاطرها، وهي التي تواصل تسعيرها.

العبرة في الأفعال لا في الأقوال، لذا علينا الانتظار ما إذا كانت دعوات ماكرون ستتحول إلى نهج استراتيجي أوروبي جديد، وليست مجرد أقوال أطلقت على متن طائرة في السماء الفاصلة بين بكين وباريس.

*د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

فرنسا الصين أوروبا أمريكا ترامب ماكرون صحوة أوروبية الاستقلال الاستراتيجي معركة أوروبا الاحتكار الثنائي