سلط الباحث بمؤسسة "أوبزرفر ريسيرش" البحثية، سوراديب باج، الضوء على تداعيات استبعاد روسيا من النظام المالي العالمي، مشيرا إلى أن موسكو اضطرت إلى اتخاذ بعض التكيفات الاستراتيجية، بينها استخدام اليوان كعملة بديلة في التجارة الخارجية.
وذكر باج، في تحليل نشره موقع "أوراسيا ريفيو" وترجمه "الخليج الجديد"، أن هذا التطور عزز تحالف الصين مع روسيا، وأصبح اليوان يلعب دورًا أكثر بروزًا، حتى تجاوز الدولار الأمريكي في حجم التداول بروسيا، وذلك بعد عام من اندلاع الحرب في أوكرانيا.
وأضاف أن فبراير/شباط الماضي شهد لحظة فارقة، حيث ارتفع حجم التداول الشهري لليوان بروسيا ليتجاوز الدولار لأول مرة، واستمر هذا الزخم في مارس/آذار، إذ اتسعت الفجوة بين العملتين، ما يظهر النفوذ المتزايد لليوان.
ويصف باج هذا التطور بأنه "إنجاز مذهل"، خاصةً أن حجم التداول الخاص باليوان في السوق الروسية كان ضئيلًا جدًا في السابق، معتبرا أن "رياح التغيير هبت على النظام المالي الروسي".
وتؤكد هذه الخطوة على الأهمية المتزايدة للعملات البديلة في التجارة العالمية حيث تسعى الدول لتقليل تأثير العقوبات وحماية مصالحها الاقتصادية، حسبما يرى باج.
التغييرات الهيكلية
ولم تكن وزارة المالية الروسية معزولة عن رياح التغيير تلك، ففي وقت سابق من هذا العام، قامت بالتحول من الدولار إلى اليوان لعملياتها السوقية، وذهبت خطوة أخرى بوضع هيكل جديد لصندوق الثروة الوطني، حيث خصصت 60% من أصوله لليوان.
وانضم بنك روسيا إلى التوجه ذاته، حيث دعا المواطنين والشركات إلى النظر في نقل أصولهم إلى الروبل أو عملات أخرى "صديقة"، بما سيساعد على التخفيف من مخاطر حجب أموالهم أو تجميدها، بفعل العقوبات الغربية.
ومع مرور العالم بتحول جيوسياسي ثوري، يبدو أن روسيا تبحث عن طرق لتأمين مستقبلها الاقتصادي.
لكن باج يشير، في الوقت ذاته، إلى ان الدولار لا يزال مسيطرا على السوق الروسية حتى مع جميع التغييرات التي تجري، إذ لا يزال العملة الأكثر استخدامًا على نطاق واسع، رغم تراجعه أمام اليوان "فقط في بعض الأحيان".
ويؤكد هذا على السيطرة المستمرة للدولار، الذي لعب دورًا كبيرًا في المنظر المالي الروسي لسنوات عديدة، حسبما يرى باج، غير أن صعود اليوان يطرح في الوقت ذاته تساؤلا حول المدى الذي يمكن أن يستمر فيه الدولار ملكا للعملات.
