استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

وهم التراجع الأميركي

السبت 15 أبريل 2023 09:56 ص

وهم التراجع الأميركي

هل نملك نحن العرب القدرة على سدّ الشغور الأميركي في حال صدقت توقعات هذا التراجع؟

من سيخلف القوة الأميركية في المنطقة؟ ألم تكن الولايات المتحدة بكل مساوئها قوة توازن وردع في المنطقة؟

لا تزال للعالم العربي خيارات قائمة على تجاوز الخلافات البينية وتأسيس إطار يجمع الحدّ الممكن من التنسيق لتعويض أي خلل في موازين القوى الدولية.

قد يكون التراجع الأميركي مؤشرا على اتجاه العلاقات الدولية إلى تعدد الأقطاب تستفيد منه دول صاعدة تحسن قراءة مسارات جديدة بصدد التشكل.

من المبكر الحكم على القوة الأميركية بالتراجع إذ لا تزال تحتفظ بمكونات القوة وسط انشغال روسيا بحرب أوكرانيا وسعي الصين للمحافظة على نموها الاقتصادي.

تراجع الحضور الأميركي مع التفكك العربي وتصاعد أطماع الصين وروسيا يؤدي لاستبدال قوى أكثر جشعا بقوة عقلانية وإضعاف المنطقة ودفع أنظمة لمغامرات توسعية.

* * *

تزخر المواقع والمنصات والتحاليل والقراءات السياسية بفرح غير مبرر احتفالا بتراجع الدور الأميركي في منطقة المشرق العربي وحول العالم بعد مجموع التطورات الأخيرة، بقطع النظر عن صحة هذه المعطيات فإنها توجب التوقف عندها لتأمل تبعات صحتها من عدمه وآثار ذلك على واقع شعوب المنطقة.

لنضع جانبا الجرائم الأميركية في المنطقة، وخاصة ما يتعلق بغزو العراق وموقف الشعوب العربية منها ولنراقب آثار التراجع الأميركي في منطقتنا: هل نملك نحن العرب القدرة على سدّ الشغور الأميركي في حال صدقت توقعات هذا التراجع؟

من سيخلف القوة الأميركية في المنطقة؟ ألم تكن الولايات المتحدة بكل مساوئها قوة توازن وردع في المنطقة؟

إن تراجع الحضور الأميركي في ظل التفكك العربي وتصاعد الأطماع الصينية والروسية خاصة، قد يؤدي من جهة أولى إلى تعويض قوة عقلانية بقوى أكثر جشعا وقدرة على خلق الفوضى، كما أنه قادر على إضعاف المنطقة ودفع بعض الأنظمة إلى مغامرات توسعية..

إن ظمأ الصين لمصادر الطاقة ومحاولات روسيا استعادة مجدها الإمبراطوري قد يفتح المنطقة على مزيد من الصراعات والفوضى، وقد يؤدي إلى ارتهانها الاقتصادي والتجاري في مواجهة قوى عسكرية واقتصادية عملاقة.

من جهة ثانية سيكون من المبكر الحكم على القوة الأميركية بالتراجع لأنها لا تزال تحتفظ بكل مكونات القوة وسط انشغال روسيا بحرب أوكرانيا، وسعي الصين إلى المحافظة على مسارها الاقتصادي التصاعدي بعد الأزمات الأخيرة التي عرفها العالم.

لكن لا تزال المنطقة العربية تملك خيارات قائمة على القدرة على تجاوز الخلافات البينية والتأسيس لإطار يجمع الحدّ الممكن من التنسيق لتعويض أي خلل في موازين القوى الدولية.

يمكن أن يكون التراجع الأميركي من وجهة نظر أخرى مؤشرا على اتجاه العلاقات الدولية إلى عالم متعدد الأقطاب قد تستفيد منه الدول الصاعدة التي تحسن قراءة المسارات الجديدة التي هي بصدد التشكل اليوم.

إن وضع برنامج عمل إقليمي أو حتى محلي عربيا يبدأ بنزع فتيل المناطق المشتعلة في اليمن وسوريا والعراق وليبيا والسودان والعمل على امتصاص الآثار الاجتماعية للأزمة الاقتصادية الخانقة، يمثل مقدمة ضرورية لوقف نزيف الانزلاق نحو الهاوية.

إن التعويل على الداخل وتحصين جبهته مع الحذر من تحولات الخارج هي الخطوة الأساسية التي يمكن البناء عليها عربيا من أجل تحرير الأوطان، من الارتهان لتقلبات السياسة الدولية وأطماعها الاستعمارية المتجددة.

*د. محمد هنيد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة السوربون، باريس

المصدر | الوطن

  كلمات مفتاحية

روسيا الصين أميركا التراجع الأميركي حرب أوكرانيا التفكك العربي العلاقات الدولية تعدد الأقطاب مغامرات توسعية