مستقبل المقاومة المسلحة في الضفة الغربية

مظاهر المقاومة المسلحة والعمل الفدائي اتسع نطاقها في الضفة الغربية على مدى العامين الفائتين.

المقاومة المسلحة مؤهلة لشق طريقها بقوة في المرحلة المقبلة ولعب دور مهم في هندسة واقع الضفة الغربية ومستقبلها.

المقاومة المسلحة الفلسطينية اكتسبت زخما سياسيا وشعبيا وعسكريا وإقليميا مقابل عجز وفشل وتشتت المؤسسة الامنية الاسرائيلية.

هجمات الاحتلال على المقاومة وَسَّعت الحاضنة الاجتماعية والمواجهة الاخيرة في القدس والمسجد الأقصى قدمت زخما جديدا للمقاومة المسلحة بالضفة الغربية.

سلطة رام الله تواجه استحقاق الشرعية والتقادم البيولوجي بشكوك حول مستقبلها وهندستها التي اربكتها تحولات الكيان الصهيوني وانشغالات أمريكية وأوروبية وعربية.

* * *

رغم تكثيف الاحتلال لنشاطه الاستخباري والعملياتي في الضفة الغربية عبر الاعتقالات والاغتيالات والاقتحامات، فإن مظاهر المقاومة المسلحة والعمل الفدائي اتسع نطاقها في الضفة الغربية على مدى العامين الفائتين.

الهجمات التي شنها الاحتلال على المقاومة وَسَّعت الحاضنة الاجتماعية؛ الا ان المواجهة الاخيرة في القدس ومسجدها الاقصى قدمت زخما جديدا للمقاومة المسلحة في الضفة الغربية جعلت منها خيارا فلسطينيا.

خياربات ينافس سلطة رام الله التي تواجه استحقاق الشرعية والتقادم البيولوجي بمزيد من الشكوك حول مستقبلها وهندستها التي اربكتها التحولات في الكيان المحتل والانشغالات الامريكية والاوروبية والعربية.

المقاومة المسلحة تتكرس مكانتها في الضفة الغربية كحقيقة واقعة ومسار صاعد بمظلة اقليمية بدت واضحة في خطاب الامين العام لحزب الله حسن نصر الله يوم امس الجمعة خلال مناسبة يوم القدس من الجمعة الاخيرة لرمضان.

وفي خطاب يحيى السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة الذي اكد مركزية ملف القدس، ودعم وإسناد المقاومة في الضفة الغربية؛ فالمواجهة والتصعيد في الضفة الغربية بات سببا اضافيا لإمكانية إشعال مواجهة شمال فلسطين وجنوبها.

الخطابات لم تكن الحقائق الوحيدة الظاهرة، فالكيان الصهيوني يؤكد حصول المقاومة في الضفة الغربية على دعم واسناد من القطاع ومن الحدود الشمالية الامر الذي اربك إستراتيجيته في القدس، وخلق هاجسًا جديدًا للمؤسسة الامنية وقياداتها لا زال المستوى السياسي وعلى رأسهم سموتريتش وبن غفير بعيدين عن إدراكه.

فأزمة المؤسسة العسكرية في تحديد أهدافها ورسم ملامح استراتيجيتها المستقبلية اتضح بإصدار بن غفير وزير الأمن القومي الأوامر للشرطة باقتحام الاقصى في خطوة استفزازية تجعل من المؤسسة العسكرية مشتتة وعاجزة عن تحديد اهداف محددة للمرحلة المقبلة خصوصا اذا ما تم تشكيل مليشيا الحرس الوطني الذي بدا بن غفير وسموتريتش مشاورات مع جنرال في الجيش بدون إذن من القيادة العليا فيه.

الحقائق كافة تؤكد ان المقاومة الفلسطينية المسلحة اكتسبت زخما سياسيا وشعبيا وعسكريا واقليميا مقابل حالة من العجز والفشل والتشتت لدى المؤسسة الامنية الاسرائيلية؛ ما يؤهل هذه المقاومة لشق طريقها بقوة في المرحلة المقبلة ولعب دور مهم في هندسة واقع الضفة الغربية ومستقبلها.

*حازم عياد كاتب وباحث سياسي