استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

وتلك الأيام نداولها بين الناس

الاثنين 17 أبريل 2023 09:12 ص

وتلك الأيام نداولها بين الناس

ما يحدث في إسرائيل يؤكد أن كل نظام مهما بدا قويًا ومتماسكًا يحمل في طياته نقطة ضعف مميتة تؤدي لسقوطه.

شواهد على تغيّر مرتقب في النظام العالمي الحالي أحادي القطبية، لم تدم هيمنة الإمبراطورية البريطانية ولن تدوم لأمريكا.

في أخبار العالم وصراعاته التي لا تهدأ ما يؤكد آيات الله في كتابه العزيز، التفوق والانتصار والعزة لا تظل رهينة أمة أو عرق بذاته، بل ينتقل بين الناس.

نشهد صين أخرى تتحدى الهيمنة الأمريكية، ويؤكد زعيمها أن حقبة الصين التي تتعرض للقتل والتخويف ولت للأبد، وأن الأمة الصينية تدخل بمسار تاريخي لا رجوع فيه.

* * *

1. الدوام لله

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ثَلاثٌة لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ، الإِمَامُ العَادِلُ، وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ، وَدَعْوَةُ المَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الغَمَامِ، وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ”.

ما أحوجنا لتذكر هذا الحديث الشريف في الشهر الكريم، ونحن نتابع الظلم الواقع على أهلنا في فلسطين من قبل الاحتلال الصهيوني المغتصب للأرض والحقوق، ولعلنا نتذكرهم بالدعاء حين نفطر بأن يرفع الله عنهم الغمة وينصرهم، وأنت تدعو كن متيقنًا من الاستجابة، لا شيء دائم إلا وجه الله، وتغير الأمور سنة الحياة والأيام دول، يوم لك ويوم عليك.

انظر حولك ستجد في أخبار العالم وصراعاته التي لا تهدأ ما يؤكد ما أخبرنا الله به في كتابه العزيز، التفوق والانتصار والعزة لا تظل رهينة أمة بعينها أو عرق بذاته، بل ينتقل بين الناس ولو بعد حين.

2. أوربا تخطب ود الصين

الصين خير مثال على أن الأيام دول، قبل أقل من عقدين من الزمان، لم تكن الصين لتضع نفسها في مصاف الدول العظمى، كان المسؤولون فيها يصفون بلدهم بالنامية التي تسعى للخروج من دائرة الفقر والعوز.

اليوم نشهد صين أخرى تتحدى الهيمنة الأمريكية، ويؤكد زعيمها “شي جين بينغ” أن حقبة الصين التي تتعرض للقتل والتخويف قد ولت إلى الأبد، وأن الأمة الصينية تدخل في مسار تاريخي لا رجوع فيه.

الصين التي يمتد نفوذها التجاري شمالًا وجنوبًا شرقًا وغربًا، تصعد بتؤدة إلى مكانتها المستحقة، وتراقب دول العالم هذا الصعود بإعجاب أحيانًا وبقلق وحسد أحيانًا أخرى حسب موقعها من النظام العالمي الحالي.

الصين التي ذاقت الذل والمهانة علي يد الغرب أثناء حرب الأفيون الأولى والثانية، استقبلت عددًا من القادة الأوربيين والشخصيات النافذة في الاتحاد الأوربي خلال الشهور الأخيرة، أتوا إليها للحديث حول الأزمة الأوكرانية والعلاقات الروسية الصينية التي تؤرق الغرب، وأيضًا لبحث مستقبل العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

فلقد زار المستشار الألماني بكين في نوفمبر الماضي، وزارها رئيس الوزراء الإسباني نهاية مارس الماضي، وكان الرئيس الفرنسي في بيجين هذا الأسبوع وفي صحبته رئيسة المفوضية الأوربية، وهناك زيارة مرتقبة لمفوض الشؤون السياسية للاتحاد الأوربي من المقرر أن يجريها في وقت لاحق من الأسبوع المقبل.

الجميع جاء يتحدث في السياسة، لكن الاقتصاد كان حاضرًا، فهو يلعب دورًا بالغ الأهمية في الحفاظ على الهوية والسيادة كما صرّح الرئيس الفرنسي مؤخرًا في هولندا، خاصة في هذه الفترة الصعبة التي يمر بها العالم، فالدول الأوربية تريد من الصين أن لا تنزلق في مساندة روسيا في حرب أوكرانيا.

وفي المقابل ترغب الصين أن تكون علاقتها بالاتحاد الأوربي في إطار روح الاستقلال والاحترام والمنفعة المتبادلة، وأن لا تكون قرارته مجرد صدى للمواقف الأمريكية تجاه الصين، وكان تصريح ماكرون أنه لا ينبغي أن تكون أوربا “تابعة”، وعليها تجنب الانجرار إلى أي صراع بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان، نتيجة للمحادثات والتفاهمات التي تمت مع الزعيم الصيني.

تغيّر موازين العلاقات بين أوربا والصين والمنافسة المستعرة بين الصين وأمريكا التي تبدو على قدم المساواة، كلها شواهد على تغيّر مرتقب في النظام العالمي الحالي أحادي القطبية، لم تدم هيمنة الإمبراطورية البريطانية ولن تدوم لأمريكا.

3. إسرائيل وعقب أخيل

ما يحدث في إسرائيل يؤكد أن كل نظام مهما بدا قويًا ومتماسكًا يحمل في طياته نقطة ضعف مميتة تؤدي إلى سقوطه، إسرائيل التي قدّمت نفسها للعالم على أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في محيطها، وأنها دولة علمانية يفصل فيها الدين عن الدولة، تنقلب على نفسها لتظهر الشروخ العميقة في كيان المجتمع اليهودي المتشظي.

وتبدو الفجوة واضحة بين اليهود الغربيين المعروفين باسم الأشكيناز، وهم علمانيون، واليمين الجديد الذي تمثله الحكومة الإسرائيلية اليوم، والمكون من اليهود الشرقيين المعروفين باسم السفارديم الذين ينتمون إلى الطبقات الأقل مرتبة في المجتمع الإسرائيلي، ويهود الفلاشا الإثيوبيون الذين يشعرون بالاضطهاد والتمييز.

أضف إليهم الحريديم وهم اليهود الأرثوذكس المتزمتين دينيًا، وتبلغ نسبتهم 13.6% من سكان إسرائيل، لكن نسبة النمو السكاني تبلغ بينهم 4%، بينما النسبة العامة للإسرائيليين 2.3%، وبذلك يكون المجتمع الحريدي الأسرع نموًا في إسرائيل، ويبلغ متوسط عدد المواليد بالأسرة الحريدية 10 أطفال فما فوق.

ويتبادلون الكراهية مع العلمانيين ويعيشون في مستوطنات، وحكومة بنيامين نتنياهو الجديدة شُكلت بالاعتماد على الأحزاب اليهودية الحريدية: “شاس” و”يهودية التوراة”، الأمر الذي سيمكن هذه الفئة من التأثير في هوية إسرائيل لتتحول من دولة “يهودية ديمقراطية” كما تعرّف نفسها، إلى دولة تتطلع إلى حكم إسرائيل بموجب التوراة والتلمود.

تنامي التيار الديني المتشدد دليل على الصراعات العميقة داخل المجتمع الإسرائيلي المتعدد الهويات، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى حرب أهلية وتفكك الدولة، وهو ما تنبأ به الشيخ “أحمد ياسين” -رحمه الله- في أواخر تسعينيات القرن الماضي حين قال: إسرائيل قامت على الظلم والاغتصاب، وأي كيان يقوم على ذلك مصيره الدمار، وتنبأ بنهاية إسرائيل.

لا يغرك غطرسة القوة وانتصار الظالمين المؤقت ورفعة مكانتهم، صدق الله العظيم حين قال: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}.

*مي عزام كاتبة وصحفية مصرية

المصدر | الجزيرة مباشر

  كلمات مفتاحية

فلسطين إسرائيل أمريكا الصين أوروبا الهيمنة الأمريكية النظام العالمي أحادي القطبية المجتمع الحريدي