حميدتي يحارب "التطرف الإسلامي"!!
موضة "محاربة التطرف والإرهاب الإسلامي" لا زالت تجد صدى عند البعض، ولا زال يأمل منها أن تحسن موقفه ضد خصمه أو عدوه.
توجس وقلق مصري من تحالفات قائد الدعم السريع المناوئة لمصر خصوصا مع إثيوبيا، وما جرى في قاعدة "مروي" يدل على ذلك.
لحسن الحظ هناك شبه إجماع، سواء داخل السودان وخارجه، أن ما يحصل هناك من اشتباكات هو مجرد صراع على السلطة ليس أكثر.
استخدام فزاعة التطرف والإرهاب دمّر آمال ملايين العرب بالحرية والعدالة والكرامة والعيش الكريم وأدى لاستبداد وظلم أشد مما قبل الربيع العربي.
البرهان الذي يصفه حميدتي بـ"الإسلامي المتطرف" هو حليف السيسي، لا بل إن قوات الدعم السريع وجهت إهانة بالغة لجيش مصر الذي تعتبر قيادته نفسها عدو الإسلاميين.
* * *
في تغريدة له على حسابه على "تويتر"، كتب قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" أنه يحارب "الإسلاميين الراديكاليين الذين يأملون في إبقاء السودان معزولا في الظلام، وبعيدًا عن الديمقراطية"! ووصف قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بـ"الإسلامي المتطرف"!
جاءت تغريدة حميدتي باللغة الانجليزية في دلالة لا تخطئها عين بأنها رسالة للخارج وللغرب والولايات المتحدة على وجه الخصوص، وربما للكيان الصهيوني كذلك، ذلك أنه في السودان لا يوجد من يأخذ ذلك الكلام على محمل الجد، ولا حتى خصوم الإسلاميين أنفسهم.
للأسف فإن موضة "محاربة التطرف والإرهاب الإسلامي" لا زالت تجد صدى عند البعض، ولا زال يأمل منها أن تحسن موقفه ضد خصمه أو عدوه.
الطريف في الموضوع أن البرهان الذي يصفه حميدتي بـ"الإسلامي المتطرف" هو حليف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لا بل إن قوات الدعم السريع عملت على توجيه إهانة بالغة للجيش المصري الذي تعتبر قيادته نفسها العدو اللدود للإسلاميين.
وهناك تقارير عدة عن توجس وقلق مصري من تحالفات قائد الدعم السريع المناوئة لمصر خصوصا مع إثيوبيا، وما جرى في قاعدة "مروي" يدل على ذلك.
لحسن الحظ فهناك شبه إجماع، سواء داخل السودان أم خارجه، أن ما يحصل هناك هو مجرد صراع على السلطة ليس أكثر.
لذلك فإن طرفي النزاع لن يتوانيا عن كيل جميع الاتهامات لبعضهما البعض، ولن يتوانيا عن استخدام "فزاعات" أو أي أدوات أو تحالفات حتى لو كان الكيان الصهيوني، لحسم الصراع بينهما.
نرجو أن يكون استخدام فزاعة التطرف والإرهاب قد فقد مفعوله، وهو الخطاب الذي أدى إلى تدمير أحلام ملايين الشباب العربي بالحرية والعدالة والكرامة والعيش الكريم، وأدى لولادة استبداد وظلم أشد من الذي كان قبل فترة الربيع العربي، وللمفارقة، دون أن يكون هناك أي إنجاز على صعيد حل المشاكل التي تعاني منها الشعوب العربية، بل تفاقمت أكثر من السابق.
*عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني