تنويع العلاقات العسكرية.. مخاطرة قد تجلب عقوبات أمريكية وأوروبية للسيسي

الأربعاء 19 أبريل 2023 12:13 م

اعتبر موقع "وورلد فيو"، التابع لمركز "ستراتفور" للدراسات الأمنية والاستراتيجية الأمريكي، أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يُعرِّض بلاده لعقوبات أمريكية وأوروبية محتملة بمحاولته تنويع علاقاته العسكرية مع منافسين استراتيجيين لواشطن، ولاسيما روسيا.

ولفت "وورلد فيو"، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، إلى وثائق استخباراتية أمريكية مزعومة ومسربة أفادت بأن السيسي خطط سرا لتزويد روسيا بـ40 ألف صاروخ في ظل حربها منذ أكثر من عام ضد جارتها أوكرانيا المدعومة من الغرب، بقيادة الولايات المتحدة.

وبعد أن اكتشفت واشنطن خطة السيسي أجبرته بدلا من ذلك على إرسال طلقات مدفعية إلى أوكرانيا، بحسب "وورلد فيو"، الذي اعتبر أن "مصر تجد نفسها في عملية توازن صعبة".

ونفت القاهرة صحة محاولتها تسليح موسكو، فيما اكتفى مسؤولون أمريكيون بالقول إن هذه الخطة لم يتم تنفيذها.

"وورلد فيو" تابع أن "القاهرة تحاول تقليص الاعتماد على الولايات المتحدة بتنويع شراكاتها الخارجية، دون تعريض نفسها لعقوبات ربما تشمل مليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية التي يعتمد عليها الاقتصاد المصري بشدة.. وتظهر عملية نقل الأسلحة الملغاة كيف أن هذا التوازن يزداد صعوبة".

علاقات متنوعة

"كانت مصر قوة جيوسياسية في العالم العربي والشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط وأفريقيا، لكن التحديات الاقتصادية والأمنية التي واجهتها في القرنين العشرين والحادي والعشرين جعلتها تعتمد جزئيا على قوى خارجية أقوى للمساعدة والدعم الأمني"، وفقا لـ"وورلد فيو".

وأضاف أنه "في العقود الأخيرة، عملت الولايات المتحدة بصفتها الراعي الأساسي لمصر، حيث تقدم لها سنويا نحو 1.3 مليار دولار من المساعدات. لكن على مر السنين، أقامت القاهرة أيضا علاقات قوية مع روسيا، ومؤخرا الصين، وهما أكبر منافسين استراتيجيين للولايات المتحدة".

وتابع أن "هذا التوازن مكّن مصر من الحفاظ على استقلاليتها الاستراتيجية بمنعها من الاعتماد بشكل كبير على أي شريك أجنبي واحد، كما مكّنها من تعظيم الفوائد الاقتصادية التي يمكن أن تتمتع بها عبر المساعدات والاستثمار والتعاون التجاري من مجموعة واسعة من الشركاء الأقوياء".

واستطرد: "بالمقارنة مع الولايات المتحدة، تمنح روسيا مصر إمكانية الوصول إلى الاستثمار والدعم مع عدم التركيز على حقوق الإنسان وشروط الحكم، كما أن موسكو مصدر رئيسي لصادرات القمح والطاقة".

توازن خطِر

ولكن كما يتضح من خطة السيسي المجهَضة لتزويد موسكو بالأسلحة، بحسب "وورلد فيو"، أصبح عمل التوازن التقليدي لمصر بين الولايات المتحدة وروسيا "محفوفا بالمخاطر وسط عزلة موسكو الدولية المتزايدة بعد غزوها لأوكرانيا والعقوبات الغربية ضد الكرملين وأنصاره".

وزاد أنه "بالإضافة إلى توطيد علاقاته السياسية مع روسيا، فإن نقل الأسلحة الذي اقترحه السيسي كان يهدف على الأرجح إلى تعزيز قطاع الدفاع المصري، وكان يعتقد أنه حتى لو جرى اكتشاف خطته فإن الولايات المتحدة لن تقطع المساعدات عن مصر".

وأرجع ذلك إلى أن "مصر توفر الاستقرار في الشرق الأوسط بالحفاظ على أطول اتفاقية سلام مع إسرائيل (منذ 1979) مقارنة بأي دولة إقليمية أخرى، والبقاء على الحياد في معظم النزاعات الإقليمية، كما تتعاون مع الجيش الأمريكي في مهام مكافحة الإرهاب".

خيانة مصرية

وفي السنوات الأخيرة، وفقا لـ"وورلد فيو"، "لم تمنع الولايات المتحدة سوى دفعات صغيرة من المساعدات الاقتصادية لمصر بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، لكن رغبة القاهرة في الحفاظ على العلاقات مع روسيا تعرضها لمخاطر أكبر في وقت غير مستقر للاقتصاد المصري".

وأردف أنه "في واشنطن يُنظر إلى اقتراح السيسي لتصنيع الصواريخ وإرسالها إلى القوات الروسية على أنه خيانة لمصالح الأمن القومي للولايات المتحدة".

واعتبر أن هذا التطور "يخاطر بتكثيف ضغوط الكونجرس الحالية لقطع المساعدات عن مصر، خاصة في أعقاب تحركات القاهرة الأخيرة لشراء أسلحة روسية، بينما تأتي معظم الترسانة العسكرية لمصر من الولايات المتحدة ومصادر غربية أخرى، بينها فرنسا".

ورجح أن "رغبة القاهرة المستمرة في تنويع مورديها العسكريين وعلاقاتها الخارجية على نطاق أوسع ستستمر في تعريض مصر لعقوبات محتملة من الولايات المتحدة وحلفائها، حيث يمكن للدول الأوروبية أيضا أن تنظر إلى الكشف عن خطة السيسي المجهَضة لمنح روسيا الصواريخ كمبرر كافٍ للتدقيق في مساعداتها الاقتصادية لمصر".

المصدر | وورلد فيو - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر روسيا تسليح الولايات المتحدة مساعدات اقتصاد