استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

سيمور هيرش مرة أخرى

الأربعاء 19 أبريل 2023 02:10 م

سيمور هيرش مرة أخرى

الهدف من تفجير خطوط أنابيب نوردستريم حرمان روسيا من مصدر دخل مهم، ووضع نهاية لاعتماد أوروبا على روسيا فى مصادر الطاقة.

تحقيق هيرش يتناول الفاعل وراء تفجير خطوط أنابيب نوردستروم لتصدير الغاز االروسى لأوروبا. وهو يشير بأصبع الاتهام للولايات المتحدة ومعها النرويج.

تحقيقات صحفية تزعم أنها «تفند تقارير سابقة» أي تقرير هيرش دون ذكر اسمه ولا مضمون تقريره فلا يزال التعتيم على كتابات هيرش ساريًا حتى إشعار آخر!

السلطات الألمانية والدنماركية والسويدية فور وقوع التفجير أرسلت فرقًا لموقع التفجير لانتشال لغم واحد لم ينفجر لكنهم وصلوا بعد أن انتشلته السفن الأمريكية فعلا!

* * *

لاتزال أصداء التحقيق الصحفى الذى أجراه سيمور هيرش بخصوص تفجير خطوط أنابيب نوردستروم تشغل حيزًا مهمًا فى الإعلام العالمى، وإن كانت ليست الأصداء التى يتصورها القارئ.

وتحقيق هيرش، الذى كتبت عنه فى هذا المكان حين نشره، يتناول الفاعل وراء تفجير خطوط أنابيب نوردستروم لتصدير الغاز الطبيعى الروسى لأوروبا. وهو يشير بأصبع الاتهام للولايات المتحدة ومعها النرويج.

والهدف هو حرمان روسيا من مصدر دخل مهم، ووضع نهاية لاعتماد أوروبا على روسيا فى مصادر الطاقة. أما هيرش فهو من هو فى مجال الصحافة الاستقصائية. فهو الذى فجّر فضيحة التعذيب الوحشى الذى كانت تمارسه القوات الأمريكية بسجن أبوغريب العراقى. وذلك مجرد واحد فقط من عشرات التحقيقات التى ثبت دقتها طوال تاريخه المهنى.

والمعتاد بالنسبة لتحقيقات هيرش هو استقبالها من جانب السلطات، خصوصًا الأمريكية، بالنفى القاطع أو التجاهل أو كليهما حتى يثبت بما لا يدع مجالا للشك دقة ما توصل له.

لكن الإعلام العالمى كان عادة ما يأخذ تحقيقات هيرش على محمل الجد. غير أن الأمر اختلف هذه المرة. فقد قُوبل تحقيق هيرش بدرجة عالية من الكسل المهنى والتجاهل اللذين يدعوان فى ذاتهما للتأمل.

فتلك الصحف كانت، قبل تحقيق سيمور هيرش، تردد، دون تقصٍّ، المقولة الرسمية للعواصم الغربية بأن روسيا وراء التفجير، دون أن تسأل نفسها عن الدافع. فما الذى يجعل روسيا تحرم نفسها وهى تخوض حربًا من مصدر دخل مهم؟

لكن ما هى إلا أسابيع قليلة حتى فوجئنا بمقال بـ«نيويورك تايمز» تزامن مع مقال نُشر بصحيفة ألمانية ولهما المحتوى ذاته، وفقًا لمقال جديد لهيرش. والمقالان يقولان وفق مصادر استخباراتية، كلٌّ فى بلده، أن المسؤول عن التفجير ستة أشخاص يحملون جوازات سفر مزورة استأجروا يختًا بولنديًا.

وقال المقالان إن الأشخاص الستة «مخربون مؤيدون لأوكرانيا» لكن لا علاقة لهم بالحكومة الأوكرانية، وهم الذين فجروا خط الأنابيب.

وما قاله سيمور هيرش من أن تلك القصة هدفها صرف الانتباه بعيدًا عما جاء فى تحقيقه يبدو منطقيًا. فهى، فى تقديرى، حدوتة تشبه أفلام باتمان الذى يملك قدرات خارقة. فكيف لأولئك الأشخاص الستة وحدهم أن يقوموا بعملية بهذا الحجم، ومن خلال يخت صغير؟!

اللافت أيضًا كان الهمة التى أظهرتها الصحف الغربية فى البحث والاستقصاء بخصوص تلك القصة، لا ما توصل له هيرش. وما هى إلا أيام واختفى فيلم الأشخاص الستة من الإعلام.

وفى مقاله الذى فنّد فيه القصة، قال هيرش إن الصحفى الألمانى الذى نشر المقال بالصحيفة الألمانية قال له بنفسه إن السلطات الألمانية والدنماركية والسويدية فور وقوع التفجير أرسلت فرقًا لموقع التفجير لانتشال لغم واحد لم ينفجر ولكنهم وصلوا بعد أن انتشلته السفن الأمريكية فعلا! وهى معلومة ترفع مصداقية تقرير هيرش.

لكن الصحفى الألمانى لم يتقصَّ الأمر. المفارقة الأكثر دلالة كانت أن «غارديان» نشرت، بعد مقال هيرش الثانى، تقريرًا قالت فيه إن مسؤولا أمنيًا ألمانيًا تساءل عما إذا كان مثل هؤلاء الستة قادرين فعلا على القيام بعملية «على هذه الدرجة العالية من التعقيد». ثم انتهى الأمر عند ذلك الحد.

اللافت فى كل التحقيقات الصحفية التى تلت حكاية الأشخاص الستة هى أنها تذكر أن القصة «تفند تقارير سابقة». والمقصود طبعًا تقرير هيرش، دون أن تقول شيئًا عن مضمون تقريره، ولا حتى تذكر هيرش بالاسم. هذا، ولايزال التعتيم على كتابات هيرش حول الموضوع ساريًا، حتى إشعار آخر!

*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية، باحثة في الشأن الأمريكي

المصدر | المصري اليوم

  كلمات مفتاحية

أمريكا روسيا أوروبا تعتيم تفجير سيمور هيرش الصحافة الاستقصائية التحقيقات الصحفية حكاية الأشخاص الستة خطوط أنابيب نوردستروم