من زيدان وراموس إلى الصالح وكهربا.. إهانات الملاعب ظاهرة عالمية بلا رادع

الخميس 20 أبريل 2023 01:19 م

يوسف عامر - الخليج الجديد

أثار لاعب وسط ريال مدريد فيديريكو فالفيردي ضجة كبيرة بسبب سخرية لاعب فياريال أليكس بايينا من عائلته وابنه، حسبما ذكر لاعب الملكي، ما سلط الضوء على تكرار مشاهد السباب في الملاعب، بما فيها تلك الأوروبية.

ورغم نفي بايينا الإساءة لكن فالفيردي انتظر لاعب الغواصات الصفراء بعد انتهاء مباراة الفريقين، الأسبوع الماضي، ولكمه على وجهه.

وتمثل الواقعة حلقة في سلسة طويلة من إساءات وإهانات الملاعب، التي تبدو لوائح وقرارات لجان المسابقات الدولية ليست بالحزم الكافي تجاهها حتى الآن.

زيدان وماتيرازي

الواقعة الأشهر في الملاعب العالمية والأكثر تخليدًا كان بطلها المخضرم الفرنسي زين الدين زيدان، حين قام بضرب الإيطالي ماركو ماتيرازي، خلال نهائي كأس العالم 2006، ليتلقى بطاقة حمراء كانت إحدى عوامل خسارة الديوك لكأس العالم.

اللقطة التي خلدها فنان جزائري بتمثال تم عرضه في العاصمة الفرنسية، كشف غموضها المدافع الإيطالي المعتزل، قائلًا: "أي شخص يعيش في الولايات المتحدة ويتابع دوري كرة السلة للمحترفين سيفهم ما كنت أحاول فعله مع زيدان، حاولت استفزازه ببعض الكلمات التي أغضبته".

وأضاف: "زيدان قال لي سأعطيك قميصي بعد انتهاء المباراة حتى لا أقترب منه خلال المباراة، لكني قلت له: أنا أفضل الحصول على أختك".

بيكهام وكوستا وبيكيه

وفي إسبانيا، ارتكب النجم الإنجليزي ديفيد بيكهام خطأ فادحًا خلال مسيرته مع ريال مدريد، حيث قام بسب أحد الحكام المساعدين بوالدته واصفًا إياها بالعاهرة.

بيكهام خرج بعدها للاعتذار، مؤكدًا أنه قال الكلمة باللغة الإسبانية ولم يكن يعلم المعنى الدقيق لها.

الواقعة الثانية في إسبانيا جاءت مشابهة، حيث شهدت مواجهة برشلونة وأتلتيكو مدريد عام 2019 قيام دييجو كوستا بسب والدة الحكم، وإزاء ذلك، تلقى البطاقة الحمراء في الدقيقة 28 من عمر المباراة.

وكان مدافع برشلونة المعتزل، جيرارد بيكيه، ثالث المرتكبين للوقائع الشائنة بالدوري الإسباني حين تعرض للطرد أمام بيلباو بكأس السوبر الإسباني عام 2015 بسبب سبه لوالدة الحكم المساعد.

واعترض بيكيه على قرارات الحكم المساعد التي تسببت في حصوله على إنذار ليبدأ بعدها في توجيه إهانات صريحة لوالدة الحكم.

شغب راموس

وفي فرنسا، انتقل أشهر لاعبي الشغب والعنف في الملاعب، الإسباني راموس، بذات السلوكيات التي اعتادها في الدوري الإسباني إلى باريس، وفي أكتوبر/تشرين الأول 2022 مارس شغبه خلال مباراة باريس سان جيرمان ضد نادي ستاد رين بالدوري الفرنسي.

ولما احتسب الحكم، بيير جيلوست، خطأ لصالح ستاد رين، اعترض راموس على القرار وحصل على بطاقة صفراء ليندفع غاضبًا نحو الحكم ويسبّه ويحصل على البطاقة الحمراء رقم 28 في مسيرته.

سباب الجماهير

غير أن وقائع السباب والتجاوز الأخلاقي لا تقتصر على اللاعبين، بل يكون بعضهم ضحية لها، وهو ما جرى مع لاعب طرابزون التركي، فلوكان سين، الذي غادر أرض الملعب لإحدى مبارياته فريقه عام 2013 وهو يبكي.

واعترضت جماهير طرابزون على مستوى لاعبها بإهانة والدته التي فقدت حياتها قبل هذه المباراة بوقت قصير، ليرفض اللاعب استئناف المباراة ويغادر الملعب بعد 42 دقيقة.

وحاول زملاء فولكان والجهاز الفني إعادته للملعب لكنهم فشلوا أمام إصرار اللاعب التركي على موقفه، وقامت الشرطة باعتقال 3 مشجعين على هامش هذا الحادث.

حادثة مشابهة وقعت في يناير/كانون الثاني 2022، لكن في إيطاليا، إذ شهد دوري الدرجة الثانية الإيطالي انفجار اللاعب سبميجيوريني باكيا خلال مباراة فريقه، فيتشنزا، أمام ليتشي، بسبب قيام لاعب منافس بسب والدته.

اللاعب شعر بتأثر شديد بعد سماع سباب والدته المتوفية وحصل على دعم جماهيري كبير واضطر نادي ليتشي لتقديم الاعتذار على ما بدر من لاعبه.

وتبدو مسيرة النجم الإيطالي، نيكولو زانيولو، مع روما على المحك بسبب طلبه الرحيل بشكل مستمر منذ فترة الانتقالات الشتوية الماضية، ما جعل جماهير الذئاب توجه السباب تجاه اللاعب ووالدته بشكل مستمر.

وردًا على الشتائم التي طالتها هي وابنها، قالت فرانشيسكا كوستا، والدة زانيولو، عبر حسابها على إنستجرام: "كل هذه الكراهية تبدو مفرطة بعض الشيء بالنسبة لي".

الملاعب العربية

وتكررت حوادث مشابهة عربيا، إذ أعلن الاتحاد السوري لكرة القدم إيقاف أحمد الصالح، لاعب نادي الجيش، مدى الحياة بسبب ركله حكما وسبّه أثناء خروجه مطرودًا من الملعب.

الصالح لم يكتف بذلك، بل عاود الهجوم على الحكم عقب مباراة فريقه مع الوثبة وسبّه ما استوجب عقوبة قاسية بالإيقاف للأبد مع تغريمه 500 ألف ليرة، وعدم قبول استئنافه.

الواقعة الثانية شهدها السوبر المصري عام 2020 حين اعتدى لاعب الأهلي محمود كهربا، على لاعبي الزمالك طارق حامد وعبدالله جمعة، وعقب المباراة توجه نحو الجماهير وقام بسبّهم. وعاقب الاتحاد المصري لكرة القدم اللاعب آنذاك بالإيقاف حتى نهاية الموسم.

ويشير لاعب النادي الأهلي ومنتخب مصر السابق، هاني رمزي، إلى أن بعض اللاعبين لا يتحكمون في أنفسهم أمام استفزاز الجماهير أو زملائهم، وهو أمر مرفوض أخلاقيًا بالطبع، مؤكدا أن وجود رادع من العقوبات هو ما يضمن انضباط اللاعبين، سواء في أوروبا، أو في الملاعب العربية.

وأكد رمزي لـ"الخليج الجديد" أن اللاعب إذا علم بما سيلحق به من عقوبات قد تصل لشطبه من اللعبة من المستحيل أن يقدم على سبّ زميله، لكن العقوبات التي تتخذها اتحادات الكرة تجاه اللاعبين متفاوتة، فبعض اللاعبين قد يتم إيقافهم لمباراتين فيما يتعرض آخرون للإيقاف لمدة طويلة مع التغريم.

وشدد رمزي على أن هدف الرياضة هو السمو بالأخلاق وخلق التنافس الشريف وهو أبعد ما يكون عن مواقف السب والإهانة في الملاعب.

وفي السياق، يؤكد المدرب والخبير الكروي السوري، محمد قويض، أن أخلاق اللاعبين تغيرت كثيرًا، قائلا: "صرنا نشاهد هذه الأفعال المخزية في الملاعب بعدما كانت نادرة".

وأضاف قويض، في حديثه لـ "الخليج الجديد"، إلى أن مسؤولي كرة القدم أمامهم تحد كبير يتمثل في محاربة الهتافات العنصرية في المدرجات وشغب اللاعبين أنفسهم داخل الملاعب.

وشدد قويض على أن نظام العقوبات ضرورة لفرض الردع والحزم في الملاعب وخارجها، لأن "من أمن العقاب أساء الأدب"، حسب قوله.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

هاني رمزي زين الدين زيدان راموس كهربا فيديريكو فالفيردي