أعلنت واشنطن نجاحها في إجلاء جميع دبلوماسييها من السودان بمساعدة من السعودية وجيبوتي وإثيوبيا، في وقت نفت فيه التنسيق مع قوات الدعم السريع في عملية الإجلاء.

وقال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في بيان: "بتوجيه من الرئيس (جو بايدن) أجرى الجيش الأمريكي عملية ناجحة لإجلاء موظفي الحكومة الأمريكية بأمان من السودان".

وأوضح أن "هذا الإجراء الذي قادته القيادة الأمريكية في أفريقيا، والذي تم تنفيذه بالتنسيق الوثيق مع وزارة الخارجية الأمريكية، يوضح دعم وزارة الدفاع للموظفين الدبلوماسيين في بلادنا".

وأضاف أوستن: "أنا فخور بأفراد الخدمة المتميزين الذين نفذوا ودعموا هذه العملية بدقة واحترافية فائقة. كما نشكر حلفاءنا وشركاءنا، بما في ذلك جيبوتي وإثيوبيا والسعودية، الذين لعبوا دورًا حاسمًا في نجاح هذه العملية".

من جهته، قال الرئيس جو بايدن في بيان: "نفذ الجيش الأمريكي اليوم، بناء على أوامر مني، عملية لإخراج أفراد الحكومة الأمريكية من الخرطوم".

وأضاف: "أنا فخور بالالتزام الاستثنائي لموظفي سفارتنا، الذين أدوا واجباتهم بشجاعة واحتراف وجسدوا صداقة أمريكا وتواصلها مع شعب السودان. وأنا ممتن للمهارة الفريدة التي أظهرها أفراد الجيش الذين نجحوا في نقل الموظفين الحكوميين وعائلاتهم إلى بر الأمان".

وأثنى بايدن على جيبوتي وإثيوبيا والمملكة العربية السعودية، "والتي كانت مساعدتها حاسمة لنجاح عمليتنا".

وتابع قائلا: "أتلقى تقارير منتظمة من فريقي حول عملهم المستمر من أجل تقديم المساعدة للأمريكيين في السودان، إلى أقصى حد ممكن. نحن نعمل أيضا بشكل وثيق مع حلفائنا وشركائنا في هذا الجهد".

وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن "العنف المأساوي في السودان بالفعل أودى بحياة مئات المدنيين الأبرياء. معتبرا أنه عنف صادم وغير مقبول ويجب أن يتوقف فورا".

واستطرد: "يجب على الأطراف المتحاربة تنفيذ وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، واحترام إرادة شعب السودان. نحن نعلق العمليات مؤقتا في سفارة الولايات المتحدة في السودان، ولكن التزامنا تجاه الشعب السوداني وتجاه تحقيق المستقبل الذي يصبون إليه لا ينتهي".

تعليق عمليات السفارة بالخرطوم

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن الولايات المتحدة علقت بصفة مؤقتة العمليات في سفارتها بالخرطوم، وأجْلت جميع الموظفين الأمريكيين وعائلاتهم بأمان في ظل استمرار القتال في السودان.

وقال بلينكن في بيان: "سنواصل مساعدة الأمريكيين في السودان بالتخطيط لسلامتهم وإطلاع المواطنين الأمريكيين في المنطقة على أحدث تطورات الوضع هناك".

ودعا الوزير الأمريكي، طرفي الصراع في السودان، إلى "تمديد هدنة العيد وتوسيع نطاقها على نحو عاجل من أجل وقف دائم للأعمال القتالية".

لا تواصل مع الدعم السريع

في نفس السياق، نفت الولايات المتحدة أن تكون عملية إجلاء دبلوماسييها في السودان تمت بدعم وتنسيق من قبل قوات الدعم السريع.

وأكد وكيل وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الإدارة، جون باس، في مؤتمر صحفي لوزارتي الخارجية والدفاع  الأمريكيتين قبل منتصف، ليل السبت الأحد، أن تعليق العمل في السفارة الأمريكية سيكون مؤقتا.

ونفى أن تكون عملية إجلاء موظفي السفارة الأمريكية قد تمت بالتنسيق وبدعم من قبل قوات الدعم السريع.

وشدد باس على أن قوات الدعم السريع تعاونت من خلال عدم إطلاق النار على القوات الأمريكية خلال العملية، مؤكدا أن الإدارة الأمريكية لا تخطط لإجلاء المواطنين الأمريكيين من السودان.

وكشف باس عن إخراج بعض الدبلوماسيين من دول أخرى كانوا قد لجأوا إلى السفارة الأمريكية خلال المعارك التي عاشها السودان خلال الأسبوع المنصرم.

وأشار إلى أن عدد الذين تم إجلاؤهم لم يتعدَ 100 شخص، مضيفا أن مواطنا أمريكيا واحدا سقط قتيلا جراء القتال.

واستؤنف القتال في العاصمة الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد هدنة مؤقتة شهدت توقف المعارك مؤقتا، الجمعة، في أول أيام عيد الفطر.

وخلف القتال في السودان، المستمر منذ 15 أبريل/ نيسان، مئات القتلى وآلاف الجرحى، بينما يعاني السودانيون من نقص في الكهرباء والغذاء.