أكد الجيش السوداني أن رئيس البلاد المعزول عمر البشير محتجز، مع آخرين، بأحد المستشفيات تحت حراسة الشرطة القضائية قبل بدء المعارك المسلحة مع قوات "الدعم السريع"، منتصف الشهر الجاري.

وكان محامي البشير أعلن، في وقت سابق، مساء الثلاثاء، أنه خرج من سجن كوبر، شمالي الخرطوم، والذي كان يحتجز بداخله مع عدد من قيادات نظامه، منذ الإطاحة به؛ بسبب تداعيات الاشتباكات، وأنه "في مكان آمن".

وقالت القيادة العامة للجيش، في بيان، إن "جزءا من متهمي 30 يونيو من العسكريين كانوا محتجزين بمستشفى علياء التابع للقوات المسلحة نسبة لظروفهم الصحية وحسب توصيات الجهات الطبية بسجن كوبر قبل اندلاع التمرد، ولا يزالون بالمستشفى تحت حراسة ومسؤولية الشرطة القضائية".

ووفقا للبيان، فهؤلاء المتهمين هم: "عمر حسن أحمد البشير، بكري حسن صالح، عبدالرحيم محمد حسين، أحمد الطيب الخنجر، ويوسف عبدالفتاح".

وأفادت القيادة بأنها تصدر هذه التوضيحات "سدا للذرائع ومنعا للتضليل الكبير الذي ظلت تروج له بعض الأبواق الإعلامية للمتمردين للتشويش على الناس".

وأضاف البيان: "موقف القوات المسلحة سيظل واضحا بشأن هذا الأمر، وهو الرفض القاطع لأي محاولات يائسة لربط ما يجري بالسجون بأي مزايدة على موقفها الوطني الذي تعكف على القيام به الآن في التصدي لمليشيا الغدر والخيانة، ربيبة العهد البائد وأولياء نعمة قائدها بشهادة كل أهل السودان".

وفي وقت سابق، صباح الأربعاء، قال الجيش السوداني، في بيان، إنه غير معني بأي بيانات تصدر من أي جماعة أو أفراد خرجوا من السجون، بما فيها بيان أحمد هارون، آخر رئيس مكلف لحزب البشير (المؤتمر الوطني) عند عزله في أبريل/ نيسان 2019، وأنه لا علاقة له بحزبه السياسي.

وذكر مكتب المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة في بيان: "مسغربون لإشارة أحمد هارون في بيانه للقوات المسلحة، فلا علاقة لنا به ولا بحزبه السياسي".

وكان هارون قد أكد دعمه، وقيادات الإنقاذ الذين خرجوا من سجن كوبر، للجيش ضد قوات "الدعم السريع"، ودعا أفراد الأخيرة للانخراط في صفوف القوات المسلحة.

بدورها، كانت قوات "الدعم السريع" قد اتهمت، على لسان يوسف عزت، مستشار قائدها، الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش بتهريب البشير وأركان نظامه من السجن.

وشدد على أن قوات "الدعم السريع" ليس لديها أي سيطرة على السجون في السودان، وأن الأمر هو مسؤولية الشرطة والجيش.

والثلاثاء، قال هارون في تسجيل صوتي متداول نشرته وسائل إعلام سودانية، إنهم خرجوا من سجن كوبر، بعد استحالة المكوث فيه بسبب انقطاع تام للكهرباء والماء وانعدام للطعام والخبز، وأنهم سيحمون أنفسهم، وجاهزون للعودة إلى السجن متى استقرت الأوضاع وتمكنت السلطات القضائية من ممارسة سلطاتها.