الانتخابات التركية.. مجتمع الـ5% قد يحسم التصويت وألمانيا رمانة الميزان

الجمعة 28 أبريل 2023 06:09 ص

سلط موقع "ميدل إيست آي" الضوء على بدء مئات الآلاف من الأتراك الذين يعيشون في الخارج الإدلاء بأصواتهم في البلدان التي يعيشون فيها، وفي المراكز الحدودية التركية، الخميس، قبل 17 يومًا من إجراء الانتخابات التركية محليا، مشيرا إلى أن 3.4 مليون ناخب تركي مسجل يعيشون خارج البلاد، يمثلون أكثر من 5% من إجمالي الناخبين.

وأورد الموقع البريطاني، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أنه رغم أن إقبال الناخبين في الخارج يتراوح باستمرار حول 50% فقط (مقارنة بحوالي 85% في تركيا)، فإن هذه الأصوات مهمة، وقد تحسم سباق المنافسة، إذ تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومنافسه الرئيسي، كمال كليتشدار أوغلو، متقاربان للغاية.

فمتوسط 7 استطلاعات للرأي، أجريت في أبريل/نيسان الجاري، يشير إلى أن كليتشدار أوغلو قد يحصل على 50.3% في جولة الإعادة بينما يتمتع أردوغان بحوالي 49.7%.

وستجرى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا في 14 مايو/أيار المقبل، مع تحديد موعد جولة الإعادة المتوقعة للرئاسة بعد أسبوعين إذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من نصف الأصوات في المرة الأولى.

المهاجرون المحافظون

وفي السياق، قال أولاس تول، مدير الأبحاث في مركز دراسات التأثير الاجتماعي "تيم"، إن الأصوات القادمة من الخارج قد ترجح كفة الميزان لصالح أردوغان، إذ يؤيده بقوة في أوروبا غالبية المهاجرين الأتراك، الذين هم في الغالب من المحافظين، مشيرا إلى أن الرئيس التركي الحالي حصل على ما يقرب من 60% من أصوات الخارج في اقتراع 2018.

ويعيش نصف الناخبين الأتراك في الخارج بألمانيا، حيث يصعب الوصول إلى مراكز الاقتراع بسبب أعدادها المحدودة، ولذا فإن أي مرشح يمكنه جلب الناخبين إلى تلك اللجان يفوز بمعظم الأصوات.

ورغم عديد المطالبات، رفضت السلطات الألمانية مضاعفة عدد مراكز الاقتراع في البلاد، حسبما قال عاكف كاجاتاي كيليتش، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي، لشبكة "سي إن إن ترك".

قالت السفارة الألمانية في أنقرة إن ألمانيا سمحت بـ16 مركز اقتراع في البعثات الدبلوماسية لتركيا، بزيادة 3 مراكز مقارنة بالسنوات السابقة، بينما طلبت أنقرة تخصيص 26 مركز اقتراع لزيادة إقبال الناخبين.

((1))

ويرى تول أن أصوات الخارج قد تؤثر على نتائج الانتخابات الرئاسية بنسبة 0.5%، موضحا: "إذا ظل معدل الإقبال على حاله وتلقى أردوغان نفس المستوى من الدعم الذي حصل عليه في عام 2018 - حوالي 60% - فسيكون التأثير من 0.4 إلى 0.5%"

ويضيف: "على سبيل المثال، إذا حصل على 47% من الأصوات في تركيا، فيمكنك إضافة 0.5% إلى الحصيلة النهائية التي ستكون 47.5% بالنسبة له".

لكن الانتخابات لا تقتصر على الرئاسة فقط، فالسباق البرلماني أيضا على أشده، وسيتم توزيع إجمالي الأصوات القادمة من الخارج على جميع المحافظات الـ81 في تركيا وفقًا لإجمالي أصوات كل حزب وبناءً على عدد السكان في كل دائرة انتخابية.

وإزاء ذلك، يقول تول إن أصوات الخارج للأحزاب التي لا تقدم مرشحين في بعض المحافظات ستذهب هباء وستعمل بشكل غير مباشر لصالح حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان.

وقال أيدين إينيس سيدانلي أوغلو، المرشح البرلماني عن حزب الجيد المعارض في مدينة مرسين، وهو مواطن تركي ألماني، إن أصوات الخارج مهمة للغاية في الانتخابات البرلمانية التي تشهد منافسة شديدة في بعض المحافظات، مشيرا إلى أن حزب "العدالة والتنمية" قد يفوز أو يخسر استنادا إلى أصوات الناخبين المقيمين في أوروبا.

وأوضح: "خسرت بعض الأحزاب في الماضي 3 أو 4 مقاعد لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات الماضية [بسبب أصوات من الخارج] (..) أتوقع أن يتغير ذلك في هذه الانتخابات".

ورغم أن فرص احتفاظ التحالف الشعبي، بقيادة أردوغان، بالسيطرة على البرلمان أعلى من منافسه، تحالف الأمة، لكن الاستطلاعات تشير إلى أن فوزه المحتمل سيكون "بأغلبية ضئيلة للغاية".

ولذا فمن المهم لكلا الجانبين كسب أكبر عدد ممكن من النواب، عبر الاستفادة من أصوات الخارج.

توقعات متباينة

ويتمتع مصطفى ينير أوغلو، وهو مواطن تركي ألماني، ومرشح برلماني في إسطنبول عن حزب الشعب الجمهوري بزعامة كمال كليتشدار أوغلو، بسنوات من الخبرة في السعي للحصول على أصوات الخارج، ويتوقع أن تتسبب حصة أردوغان بالتصويت في إسقاطه بالانتخابات.

وأوضح: "أعتقد أن العديد من مؤيدي أردوغان السابقين سيغيرون رأيهم بشأنه بسبب الصعوبات الاقتصادية في تركيا (..) يشعر العديد من الناخبين بالمشكلة من خلال أقاربهم الذين يعيشون في تركيا".

ويقول ينير أوغلو إن قرار أردوغان برفع رسوم الإعفاء من الخدمة العسكرية للمواطنين المقيمين في الخارج من 1000 يورو إلى 5563 يورو في السنوات الأخيرة أثار غضب بعض الناخبين، حتى إنه دفع البعض إلى التنصل من جنسيتهم التركية.

ويعتقد المرشح أيضًا أن عديد المؤيدين للمعارضة الذين قاطعوا التصويت في الانتخابات السابقة سيصوتون هذه المرة ضد أردوغان، مرجحا ألا يتمكن أردوغان من الحصول على أصوات بنسبة تفوق الـ50% هذه المرة.

وفي إطار الاهتمام بأصوات الخارج، أصدر كليتشدار أوغلو، الخميس، بيانًا يعد بإجراء تغييرات قانونية وتنظيمية لصالح المغتربين الأتراك، مثل السماح لهم بدفع معاشات تقاعدية أفضل إذا كان مقرهم في أوروبا أو تمديد الاستخدام المؤقت للسيارات أو الهواتف التي اشتروها في الخارج في تركيا.

لكن أوغوز أوكونكو، وهو تركي ألماني آخر مرشح للبرلمان من حزب "العدالة والتنمية" في إسطنبول، يرى أن وعود كليتشدار أوغلو ليست جديدة، وأشار إلى أن "العديد من الأحزاب لديها نفس التعهدات الانتخابية"، مستبعدا أن تحصل "المعارضة على المزيد من الأصوات من أوروبا".

ويرجح أوكونكو أن يميل معظم الناخبين إلى التصويت لصالح أردوغان "لتجنب تبديد الإنجازات التي حققها حزب العدالة والتنمية على مدى عقدين من الحكم"، حسب قوله.

وأوضح: "سنزيد أصواتنا، وليس لأن الناس خائفون، بل لأنهم يعتقدون بصدق أن أردوغان هو الخيار الأفضل (..) إنهم لا يريدون العودة إلى زمن الحكومات الائتلافية مع تحالف المعارضة".

المصدر | ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا أردوغان العدالة والتنمية ألمانيا كليتشدا أوغلو الانتخابات

فايننشال تايمز: ألمانيا ترفض زيادة عدد مراكز الاقتراع التركية.. وأزمة متوقعة مع أنقرة

اللجنة العليا للانتخابات في تركيا.. التأسيس والتشكيل والمهام (إطار)