الانتخابات التركية والنادي النووي

تكرس دور تركيا كشريك اقتصادي ووسيط في الآن ذاته بعد توقيع اتفاق البحر الاسود؛ لتصدير الحبوب الروسية والأوكرانية عبر ممرات آمنة.

احتفاء تركيا بالمفاعل النووي احتفاء بالاستقلال السياسي والاكتفاء الذاتي معا ورسالة للحلفاء الغربيين بأن النكوص والعودة للخلف أمر من الماضي.

توقيت تدشين المحطة النووية، وتوريد الوقود النووي إليها؛ لم يأتِ عبثاً، إذ تزامن مع انطلاق عمليات التصويت خارج الحدود على رئاسة الجمهورية في تركيا.

* * *

دشن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، عبر تقنية الاتصال المرئي، محطة "أق قويو" النووية في ولاية مرسين، التي يتوقع أن تزود تركيا بـ10 بالمئة من احتياجاتها من الطاقة الكهربائية.

المحطة تدشن التعاون التركي الروسي، فتركيا تعد أحد المراكز المهمة لتصدير الغاز الروسي إلى القارة الأوروبية، وتمثل في الآن ذاته رئة تتنفس منها روسيا اقتصاديا، إذ تكرس دورها كشريك اقتصادي، ووسيط في الآن ذاته، بعد توقيع اتفاق البحر الاسود؛ لتصدير الحبوب الروسية والأوكرانية عبر ممرات آمنة.

توقيت تدشين المحطة النووية، وتوريد الوقود النووي إليها؛ لم يأتِ عبثاً، إذ تزامن مع انطلاق عمليات التصويت خارج الحدود على رئاسة الجمهورية في تركيا، والتي بدأت صباح اليوم في أستراليا؛ لتنتقل إلى كافة أرجاء العالم، إذ يتوقع أن يصوت أكثر من ثلاثة ملايين مواطن تركي مغترب في الانتخابات التي ستفتح صناديقها يوم 14 مايو/أيار المقبل.

الرئيس التركي أردوغان، أكد في هذه المناسبة أن بلاده دخلت نادي دول الطاقة النووية في العالم، في حين أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يمكنه تحديد الأهداف والتحرك نحوها بشكل حاسم، وأن روسيا تدعمه في أسلوبه.

وهي رسائل تحمل دلالات سياسية للعالم الخارجي وللداخل التركي في الآن ذاته، خصوصاً بعد الانتقادات المتكررة لوزير الداخلية التركي سليمان صويلو للغرب، والتي انتقد فيه أمريكا بسبب محاولتها فرض ثقافتها على العالم، والتلميح بمحاولات متكررة للتدخل في الانتخابات من قبل الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص.

احتفاء تركيا بالمفاعل النووي احتفاء بالاستقلال السياسي، والاكتفاء الذاتي في الآن ذاته، وهي رسائل توجهها تركيا للحلفاء الغربيين قبل غيرهم، مفادها بأن النكوص والعودة للخلف أمر من الماضي.

*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي