بعد الرياض وطهران.. هل تنهي بكين الحرب بين موسكو وكييف؟

السبت 29 أبريل 2023 09:47 م

اعتبر لوسيو بيتلو، باحث ماجستير في الشؤون الدولية بالجامعة الأمريكية في واشنطن العاصمة، أن الصين تمتلك نفوذا على روسيا وأوكرانيا يتيح لها أن تلعب دور وساطة لإنهاء الحرب بين الجارتين تماما كما توسطت بين السعودية وإيران.

وفي 10 مارس/ آذار الماضي، وقَّعت السعودية (ذات أغلبية سنية) وإيران (ذات أغلبية شيعية) اتفاقا لاستئناف علاقتهما الدبلوماسية خلال شهرين، ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات بين بلدين يقول مراقبون إنهما يتصارعان على النفوذ في المنطقة عبر وكلاء في دول منها اليمن ولبنان والعراق.

وتابع بيتلو، في تحليل نشره موقع "أوراسيا ريفيو" وترجمه "الخليج الجديد"، أنه "خلال زيارته لبكين (في 5 أبريل/ نيسان الجاري)، شجع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الصين على لعب دور في إنهاء الصراع في أوكرانيا.. وفي أواخر مارس (آذار الماضي)، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل إن الصين يمكنها تسهيل المحادثات بين موسكو وكييف".

وأضاف بيتلو أن "بكين احتفظت لنفسها بدور مقبول لدى المتحاربين (موسكو وكييف)، وتُظهر خطة السلام الصينية ورحلة الرئيس شي جين بينغ إلى موسكو (في مارس/ آذار الماضي)، والاجتماع الافتراضي المحتمل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، جهود بكين للتوصل إلى حل تفاوضي لصراع قاسٍ".

ومعتبرةً أن خطط كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) تمثل تهديدا للأمن القومي الروسي، تشن موسكو حربا في الجارة أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، ما دفع دولا وتكتلات، في مقدمتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى فرض عقوبات قاسية على روسيا.

أوجه تشابه

و"تحمل الملحمة الإيرانية السعودية بعض أوجه التشابه مع حالة روسيا وأوكرانيا، حيث لعبت التحديات والعزلة الداخلية التي تواجهها إيران ورغبة السعودية في التحوط مع تحويل واشنطن لأولويتها إلى المحيطين الهندي والهادئ (لمواجهة نفوذ بكين المتصاعد) والنفوذ الاقتصادي الصيني (على طهران والرياض)، دورا في حدوث الحوار التاريخي"، وفقا لبيتلو.

وأردف: "مثل إيران، أصبحت روسيا أيضا منبوذة وتعرضت لعقوبات غير مسبوقة وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس فلاديمير بوتين. وكما هو الحال في طهران، فإن نفوذ بكين على موسكو يتنامى بفضل التعاون الاقتصادي".

وأوضح أن "روسيا أزاحت السعودية لتصبح أكبر مورد للنفط إلى الصين،  وفي مواجهة الحدود القصوى لأسعار النفط وقرارات الحظر في أوروبا، ستتجه الطاقة والتجارة الروسية إلى الشرق أكثر".

وتابع: "أخيرا، على الرغم من أن أوكرانيا مدينة بالفضل إلى الغرب لدعمها العسكري الهائل، وعلى الرغم من الهواجس بسبب موقف الصين من الحرب (تنفي اتهامات بتقديم دعم غير مباشر لروسيا)، إلا أن كييف لا تزال ترى بكين كشريك محتمل في إعادة إعمارها".

نفوذ الصين

بيتلو قال إن "الصين ستعني الكثير بالنسبة لدولة (روسيا) تستعد لتحمل العقوبات ودولة (أوكرانيا) ترسم طريقها إلى التعافي بعد الحرب. باعتبارها أكبر مستهلك للغذاء والطاقة في العالم، يعد طلب الصين محركا رئيسيا في سوق السلع، كما ثاني أكبر اقتصاد في العالم هو أكبر مشتر للخام (النفط) الإيراني والسعودي".

وأردف أن "هذا النفوذ (الصيني) ينطبق أيضا في حالة روسيا وأوكرانيا. منذ اندلاع الحرب في العام الماضي، أزاحت الصين الاتحاد الأوروبي لتصبح الوجهة الرئيسية للوقود الروسي، كما أنها المستورد الرئيسي لعباد الشمس والذرة الأوكرانية، وإعادة فتح البلاد (بعد جائحة كورونا) يشير إلى عودة الربيع لمثل هؤلاء المصدرين".

واستطرد: "ومثل إيران والسعودية، فإن روسيا أيضا عضو مؤسس للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، كما انضمت موسكو وكييف إلى مبادرة الحزام والطريق (التنموية الصينية)".

ولفت إلى أن "بوتين حضر الملتقيين الأول والثاني لمبادرة الحزام والطريق في بكين، وكان النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير التنمية الاقتصادية والتجارة الأوكراني ستيبان كوبيف حاضرا أيضا. ودعا شي، في زيارته الأخيرة لموسكو، بوتين لحضور الملتقى الثالث العام الجاري".

ومبادرة "الحزام والطريق" أطقتها بكين عام 2013، وتهدف إلى ضخ استثمارات ضخمة لتطوير البنى التحتية للممرات الاقتصادية العالمية لربط أكثر من 70 دولة، عبر إنشاء حزام بري من السكك الحديدية والطرق عبر آسيا الوسطى وروسيا، وطريق بحري يسمح للصين بالوصول إلى أفريقيا وأوروبا عبر بحر الصين والمحيط الهندي، بكلفة إجمالية تريليون دولار.

المصدر | لوسيو بيتلو/ أوراسيا ريفيو- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الصين الحرب روسيا أوكرانيا السعودية إيران