اشتباكات جديدة بالخرطوم.. والجيش والدعم السريع يتبادلان اتهامات خرق الهدنة

الأحد 30 أبريل 2023 08:09 ص

شهد عدد من مناطق العاصمة السودانية الخرطوم اشتباكات متفرقة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط تبادل الطرفين المتصارعين على السلطة في السودان الاتهامات بخرق الهدنة الهشة من الأساس.

يأتي ذلك في وقت قال وزير خارجية جنوب السودان دينق داو، إن الرئيس سلفاكير ميارديت تواصل مع قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وأعرب عن أمله بالوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار.

ووفق شهود عيان، فإن الاشتباكات جرت في عدد من مناطق مدينتي بحري وأم درمان، على الرغم من الهدنة الإنسانية التي لا تزال سارية بين طرفي الصراع.

والسبت، دخلت المعارك في السودان أسبوعها الثالث، ولا تزال أصوات القذائف وإطلاق الرصاص تسمع كل يوم.

وأوقعت الحرب ما لا يقل عن 528 قتيلا و4599 جريحا، وفق أرقام أعلنتها وزارة الصحة، السبت، لكن يرجح أن تكون الحصيلة أكبر من ذلك.

ونزح حوالى 75 ألف شخص إلى الدول المجاورة مصر وإثيوبيا وتشاد وجنوب السودان وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فيما تنظم دول أجنبية عمليات إجلاء واسعة.

وفي بيان للجيش السوداني، اتهم قوات الدعم السريع بانتهاك الهدنة المعلنة بين الجانبين وتحويل مستشفى إلى ثكنة عسكرية، معلناً تدمير "أرتال" تابعة لها.

وقال الجيش إنه "رصد تحركات أرتال العدو المتحركة من الغرب إلى العاصمة"، واعتبر ذلك استمراراً في انتهاك الهدنة المعلنة".

وأضاف: "تم تدمير هذه الأرتال فجر اليوم في مناطق جنوب الزريبة والمويلح، كما تم تدمير رتل في منطقة فتاشة كان بصدد إسناد قوة المتمردين المتحركة بشارع الصادرات".

وقال الجيش السوداني، إن قوات الدعم السريع حولت مستشفى شرق النيل إلى "ثكنة عسكرية مدججة بالسلاح ومركز قيادة للعمليات والاستمرار في العمل العدائي بعد إخلائه من المرضى، بما فيهم الحالات الحرجة بالعناية المكثفة".

كما اتهمها بالاستمرار في "القصف العشوائي والاستمرار في نهب الممتلكات العامة والخاصة، بما فيها البنوك والمحلات التجارية ومنازل المواطنين".

وقال الجيش إنه مستمر في "تهيئة الظروف المناسبة لنزول الشرطة تدريجياً إلى الشوارع بالتزامن مع عمليات التمشيط".

كما جدد الجيش دعوة أفراد قوات الدعم السريع إلى "الكف عن الاستمرار في هذه المغامرة الخاسرة والاستفادة من عفو السيد القائد العام بالتبليغ إلى أقرب منطقة عسكرية أو وحدة".

وأضاف أن عمليات إجلاء رعايا الدول ستتواصل من "قاعدة وادي سيدنا التي لا تواجهها أي مهددات حالياً، ولا يتوقع أن تتأثر بأي مهددات".

في الوقت الذي اتهمت قوات الدعم السريع قوات الجيش السوداني بانتهاك الهدنة المعلنة بين الجانبين واستخدام الطائرات الحربية في تنفيذ عدة هجمات.

وقالت قوات الدعم السريع في بيان، إن الجيش واصل انتهاك الهدنة الإنسانية المعلنة، وهاجم "بالمدافع والطائرات مواقع تمركز قواتنا في عدد من المناطق بولاية الخرطوم إلى جانب القصف العشوائي للمدافع، ولا تزال الطائرات تحلق في سماء الخرطوم".

كما اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بالاستعداد "منذ أمس واليوم للهجوم على قواتنا في بحري الحلفايا وأمدرمان والخرطوم جنوب بعد انضمام كتائب الأمن الشعبي بزي شرطة الاحتياطي المركزي" لقوات الجيش في ضاحية الشجرة بالعاصمة السودانية الخرطوم.

يأتي ذلك في وقت قال دينق داو، إن بلاده تؤمن بأن حل الأزمة السودانية بيد السودانيين، مشيرا إلى أنه لم يوضع حتى الآن جدول زمني للقاء بين البرهان وحميدتي.

وأضاف: "الرئيس سلفاكير ميارديت الذي يقود فريق الإيجاد تحدث إلى البرهان وحميدتي، وأبلغهما بأن هناك إلحاحا على أهمية لقائهما في جوبا.. لم نحدد بعد سقفا زمنيا لذلك، لكنه أكد لهما أن المسألة ملحة وعليهما أن يبعثا بممثلين عنهما في سياق حوار سياسي يتطرق لوقف الاقتتال، وهذا شيء جوهري ومهم".

وفي خضم النشاط الدبلوماسي المكثف الذي تقوده عدة أطراف لوقف الاشتباكات، قال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في السودان فولكر بيرتس، إن الطرفين باتا أكثر انفتاحا على المفاوضات.

كما قال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، إن أيا من الطرفين في السودان لا يمكن أن يحقق نصرا عسكريا.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة تعمل مع شركائها على محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار طويل الأمد، منبها إلى أنه لم يتخذ قرارا بعد بشأن المفاوضات بين الجانبين.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الخرطوم السودان اشتباكات السودان البرهان حميدتي

هدنة وراء هدنة في السودان والاشتباكات مستمرة.. ماذا يعني؟