من هدف مارادونا إلى تعادل دورتموند.. حكام اعترفوا بأخطائهم

الأحد 30 أبريل 2023 06:04 م

يوسف عامر - الخليج الجديد

اعترف الحكم الألماني ساشا ستيغمان بارتكابه خطأ في مباراة بروسيا دورتموند وبوخوم التي أُقيمت الجمعة ضمن منافسات الجولة الثلاثين من الدوري الألماني الممتاز لكرة القدم.

ساشا قال، في تصريح صحفي السبت، إنه لم يدرك أن مهاجم بروسيا دورتموند تعرض لتدخل قوي كان يستحق الإعلان عن مخالفة.

وأضاف أنه شاهد اللقطة بعد انتهاء المباراة وتأكد من أنه لم يتخذ القرار المناسب، في ظل سرعة الهجوم وعدم تدخل غرفة حكام الفيديو (الفار)، ليخسر بروسيا دورتموند نقطتين ربما تؤثران في تحديد بطل الدوري هذا الموسم في ظل منافسة محتدمة مع بايرن ميونخ.

كما أقر الاتحاد الألماني لكرة القدم، السبت، بأن بورسيا دورتموند كان يستحق احتساب ضربة جزاء لصالحه خلال تعادله 1-1 مع مضيفه بوخوم.

هذا الخطأ وضع ساشا ضمن قائمة حكام اعترفوا بارتكاب أخطاء لكن بعد فوات الأوان، فلا يجوز لاتحاد اللعبة تغيير نتيجة مباراة.

وقال الحكم المصري السابق جمال الغندور لـ"الخليج الجديد" إن "الأخطاء التحكيمية واردة، بل هي جزء من كرة القدم".

وتابع أن "التقنيات الحديثة والمتطورة لم تمنع حدوث الأخطاء، فالبشر يخطئون والأجهزة تخطئ، واتحادات الكرة في كل الدول تهتم بتطوير التحكيم وتدريب الحكام للوصول إلى أعلى المستويات، وهو ما نشهده في معظم دول العالم، ومع ذلك نرى أخطاء داخل الملعب".

الغندور اعتبر أن "الاعتراف بالخطأ شيمة حسنة يجب تعميمها بين العناصر التحكيمية، فالشاشة لا تكذب ومنها يشاهد الجميع أدق التفاصيل سواء مشجعين أو خبراء".

أخطاء عديدة

اعترافات الحكام بأخطائهم في الملاعب تحمل طرافة أحيانا، مثلما فعل البولندي شيمون مارتشينياك في بطولة كأس العالم الأخيرة بقطر 2022، حين أدار مبارة فرنسا والأرجنتين في النهائي.

الفرنسيون اتهموا شيمون بارتكاب أخطاء كثيرة، فاعترف ساخرا بأنه أخطأ فعلا، ولكن عندما احتسب هدف فرنسا الثاني بسبب دخول اللاعبين الاحتياطيين إلى أرض الملعب، في إشارة إلى مطالبة الفرنسيين بإلغاء هدف الأرجنتين الثالث لدخول الاحتياطيين.

اعتراف آخر أفصح عنه الفرنسي المعتزل توني شابرون، حين قال إنه احتسب أهدافا مشكوك بصحتها في أكثر من مباراة.

لكن اللقطة الشهيرة لشابرون كانت في الدوري الفرنسي عام 2018، حين ركل البرازيلي دييجو كارلوس مدافع نانت، ثم طرده دون وجه حق واعترف لاحقا بالخطأ وتم إيقافه 6 أشهر.

كما اعترف الإنجليزي مارك كلاتنبيرج باحتسابه هدفا لسيرجيو راموس رغم تسلله، في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2017 بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد.

سوء التقدير كان اعتراف الإيطالي دانيلي أورساتو، بعد ثلاث سنوات من واقعة اكتفائه بإنذار لاعب يوفنتوس الإيطالي ميرالم بيانيتش خلال مباراة "السيدة العجوز" أمام إنتر ميلان بدلا عن طرده، وهو ما ساهم في تتويج يوفنتوس بالدوري في 2018.

وجراهام بول أفضل الحكام الإنجليز، وفقا للاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء، لم يشفع له تاريخه أمام خطأ في مباراة جمعت أستراليا وكرواتيا في مونديال 2006.

وأشهر جراهام بطاقته الصفراء ثلاث مرات ضد اللاعب الكرواتي جوسيب سيمونيتش ولم يطرده بعد البطاقة الثانية’ لتنهي الواقعة مسيرة الإنجليزي المميزة التي امتدت نحو 26 عاما، حيث جرى منعه من التحكيم.

يد مارادونا

وعربيا، ارتكب الحكم ميروسلاف ستوبار خطأ أدى إلى منعه من التحكيم، حين ألغى احتساب هدف رابع لفرنسا أمام الكويت في مونديال 1982.

وقال الكويتيون إنهم توقفوا عن اللعب حين سمعوا صافرة من المدرجات، وآنذاك نزل رئيس الاتحاد الكويتي الأمير فهد الأحمد إلى أرض الملعب وبالفعل ألغى الحكم الهدف، ما أثار جدلا بين الجماهير وعاقب الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الحكم بالمنع من التحكيم وتغريم الأمير 8 آلاف دولار.

غير أن الواقعة العربية الأشهر كان بطلها الحكم التونسي علي بن ناصر، الذي قاد المباراة الأيقونية الأشهر بين الأرجنتين وإنجلترا في ربع نهائي مونديال 1986.

بن ناصر اعترف بارتكابه خطأ في احتساب هدف مارادونا الشهير رغم إحرازه باليد في المباراة التي فازت بها الأرجنتين، وشدد على أن المسؤولية تقع على عاتق حكم الراية.

وقال بن ناصر لـ"الخليج الجديد" إن "التقنية الآن تختلف عن الماضي، ففي السابق كان الاعتماد كليا على العنصر البشري، وفي هذا المشهد لم تكن اللقطة واضحة بشكل كامل لي، فكان من الطبيعي أن أسأل الحكم المساعد ليتم احتساب الهدف".

واعتبر أن "الواقعة كانت لتمر، إلا أن اليد التي أحرزتها كانت للاعب أسطوري وفي البطولة الأكبر التي يتابعها العالم بأسره، مما أكسبها شهرة وجعل مسماها (هدف يد الرب)".

ولاحقا اعترف مارادونا بأنه سجل الهدف بيده، معتبرا أنها "يد الرب"، على حد قوله.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

كرة القدم أخطاء حكام مارادونا