انفجاران عنيفان يهزان الخرطوم.. وعدد قتلى الاشتباكات يرتفع إلى 550

الأربعاء 3 مايو 2023 06:29 ص

هز انفجار عنيف وسط العاصمة السودانية، الخرطوم، بالقرب من القصر الرئاسي، حسب شهود عيان لفتوا إلى تصاعد دخان كثيف فوق المنطقة، في وقت ارتفع عدد قتلى الاشتباكات بولايات البلاد المختلفة إلى 550 شخصا.

وتأتي هذه الأنباء بعد اتفاق القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على هدنة لمدة 7 أيام (من 4 إلى 11 مايو/ أيار) وإرسال ممثلين لمحادثات السلام "التي ستعقد في مكان متفق عليه من اختيارهم"، حسبما قالت وزارة خارجية جنوب السودان في بيان الثلاثاء، في حين لم يعلق أي من الجانبين على ذلك.

ووفق وسائل إعلام محلية، سمع دوي انفجارين بالقرب من القصر الرئاسي وشمال الخرطوم بحري، صباح الأربعاء، بالتزامن مع تحليق طائرات حربية.

وواصل سلاح الجو السوداني طلعاته الجوية واستهدف مواقع للدعم السريع في محاور القصر الجمهوري، والخرطوم بحري، وأم درمان، وشرق النيل، في المقابل أطلقت مضادات الطيران طلقات متقطعة من محيط القصر الرئاسي في محاولة لإبعاد هذه الطائرات.

وساد الهدوء ليلة الثلاثاء في أغلب أجزاء العاصمة الخرطوم، بعد معارك عنيفة طوال اليوم بين وحدات الجيش وقوات الدعم السريع رغم الهدنة.

في الأثناء، قال الجيش السوداني في بيان ليل الثلاثاء/الأربعاء، إن "الموقف العملياتي مستقر في جميع أنحاء البلاد عدا اشتباكات متقطعة مع الميليشيا المتمردة (الدعم السريع) في أجزاء من العاصمة نتيجة لخروقاتها المستمرة للهدنة المعلنة، وذلك بمواصلة القصف العشوائي لبعض المواقع بما فيها الأحياء السكنية واستمرار التحركات العسكرية، والارتكاز داخل بعض الأحياء وسرقة ممتلكات المواطنين تحت تهديد السلاح".

وأضاف بيان الجيش، أنه رصد حدوث اشتباك بين قوات الدعم السريع في شرق النيل بالمنطقة الواقعة بين كبرى الكرياب ومرابيع الشريف بسبب شروع مجموعة منهم في الهروب.

واتهم قوات الدعم السريع بالاستمرار في أعمال كسر ونهب البنوك والمحلات التجارية في منطقة محيط أستاد الهلال بأم درمان.

في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بمواصلة خرق الهدنة الإنسانية المعلنة، مؤكدة أنها تصدت في عدد من المواقع بالعاصمة الخرطوم لاعتداءات الطيران والمدافع.

وأضاف البيان أن قوات الدعم السريع تصدت لهجوم "جبان من طيران القوات الانقلابية والفلول" على المعمل القومي (استاك)، متهما قوات الجيش بتجاهل تحذيرات الجهات الصحية من احتواء المعمل على مواد خطرة، "في مسعى لإلصاق التهمة بقواتنا التي تصدت للهجوم ببسالة منعاً لاستهداف المنشآت المدنية والإنسانية".

زيادة في القتلى

من جانبها، أعلنت َوزارة الصحة السودانية، ارتفاع عدد قتلى الاشتباكات بولايات البلاد المختلفة إلى 550 قتيلا منذ اندلاع الاشتباكات في 15 أبريل/نيسان الماضي.

وأفادت الوزارة في بيان، بأن "هناك هدوء في كل ولايات البلاد (18) عدا ولايتي الخرطوم ووسط دارفور (غربي)، حيث مازال هناك حالات إصابة ووفيات نتيجة الحرب القائمة".

وأضافت: "بلغت جملة الوفيات 550، والإصابات 4926 تم تسجيلها بكل ولايات السودان منذ اندلاع الحرب".

وأشارت الوزارة، إلى أن "جملة الولايات التي تأثرت بالقتل بلغت 12 ولاية من أصل 18".

وفي جديد المساعي الدبلوماسية لإنهاء الصراع المسلح في السودان، طالبت الآلية الثلاثية، بعد اجتماعها الطارئ في أديس أبابا، بوقف الاقتتال السوداني بشكل فوري، وشددت على أهمية فتح ممرات آمنة، وتقديم المساعدات الإنسانية.

من جانبه، كشف محمد حسن ولد لبات، مدير ديوان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، عن خطة للاتحاد من 4 نقاط أساسية لحل الأزمة السودانية، تم التفاهم عليها خلال اجتماع الآلية الثلاثية، وأكد أن الحل يجب أن يكون بين السودانيين، وألا يفرض عليهم من جهات خارجية.

اتصالات دولية

وفي هذه الأثناء، قالت الولايات المتحدة إن اتصالاتها مستمرة مع الطرفين سعيا لإنهاء الصراع ومنع امتداده إلى مناطق أخرى.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن وزيرها أنتوني بلينكن ونظيره المصري سامح شكري، ناقشا تمديد وتوسيع وقف إطلاق النار في السودان خلال اتصال هاتفي جرى بينهما الثلاثاء.

وذكر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أن الوزيرين اتفقا على مواصلة المشاورات الوثيقة بين الولايات المتحدة ومصر فيما يتعلق بالجهود الجارية لتحقيق وقف دائم للأعمال القتالية في السودان.

فيما قالت وكالة الأنباء السعودية إن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، أجرى اتصالا هاتفيا برئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، تركز على بحث الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة في السودان، وإنهاء العنف.

كما تطرق الاتصال كذلك للجهود المبذولة لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضها، بما يضمن أمن واستقرار البلاد.

بدورها، قالت حكومة دولة جنوب السودان إن طرفي الصراع في السودان وافقا "من حيث المبدأ" على هدنة لمدة 7 أيام، انتظارا لمحادثات تستهدف إنهاء الصراع الدائر منذ أكثر من أسبوعين.

ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن إدارة رئيس جنوب السودان قولها في بيان إن الهدنة تأتي بوساطة من الرئيس سلفا كير ميارديت، الذي تحدث إلى كل من قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)

وتقول الأمم المتحدة إن القتال في السودان أسفر عن فرار نحو 100 ألف عبر الحدود.

ومنذ 15 أبريل/نيسان الماضي، تشهد عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش و"الدعم السريع"، يتبادل فيها الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن اندلاعها عقب توجه قوات تابعة لكل منهما للسيطرة على مراكز تابعة للآخر.

وبين البرهان وحميدتي خلافات أبرزها حول مقترح لدمج "الدعم السريع" في الجيش، وهو شرط أساسي لاتفاق يهدف إلى عودة الحكم المدني في البلاد، بعد أن فرض البرهان في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، حين كان متحالفا مع حميدتي، إجراءات استثنائية اعتبرها الرافضون "انقلابا عسكريا" على الشركاء المدنيين في حكم المرحلة الانتقالية.

وأُسست قوات الدعم السريع في 2013 لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المسلحة المتمردة في إقليم دارفور (غرب)، ثم تولت مهاما منها مكافحة الهجرة غير القانونية عبر الحدود وحفظ أمن البلاد.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السودان اشتباكات السودان البرهان حميدتي الدعم السريع الجيش السوداني انفجارات