مصر.. مشاحنات الأمن والـ"ألتراس" تزيد من حدة المشهد السياسي

الأربعاء 3 مايو 2023 01:22 م

قال الصحفي الإسباني إنريكي فرنانديز إن المشاحنات الراهنة بين الألتراس (روابط مشجعي كرة القدم) والشرطة المصرية تزيد من حد المشهد السياسي في البلاد.

وخلال الأيام القليلة الماضية، ألقت قوات الأمن القبض على عدد من مشجعي النادي الأهلي، وقررت نيابة أمن الدولة العليا حبس نحو 20 مشجعا، لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات؛ بتهمة الانضمام لـ"جماعة التراس الإرهابية"، وفقا لمنظمات حقوقية بينها "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان" و"الجبهة المصرية لحقوق الإنسان".

وتابع فرنانديز، في تقرير بمجلة "أتاليار" (Atalayar) الإسبانية ترجمه "الخليج الجديد"، أن "ألتراس أكبر فريقين لكرة القدم في مصر حصلوا عام 2011 على لقب "أمناء الثورة"، حيث أشعلوا الشوارع مما أدى في النهاية إلى الإطاحة بالرئيس حسني مبارك (1981-2011)".

وأردف: "شباب ألتراس الأهلي وألتراس وايت نايتس الزمالك شاركوا في معارك شوارع ومواجهات دامية أخرى مع الشرطة.. وبعد سقوط مبارك، كان الألتراس من أكثر الجماعات المستهدفة من الأمن".

واعتبر أنه "لم يتبق اليوم سوى القليل من ذلك الغضب الشبابي العميق الذي قفز من الملاعب إلى الشوارع من أجل الثورة، حيث يتعرضون للمضايقات في الشوارع مع اعتقال المئات وتشويه سمعتهم في الإعلام وإغلاق مساحاتهم العامة في الملاعب".

وفي كتابه "ألتراس القاهرة: المقاومة والثورة في ثقافة كرة القدم المصرية" الصادر عام 2019، قال روني كلوز الأستاذ في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن "الدولة المصرية اعتبرت الألتراس بمثابة تهديد، وكانت من أوائل الجماعات التي تأثرت بالقمع".

وأضاف فرنانديز أنه "بعد ثلاث سنوات من وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى السلطة والدخول في حوار معهم والدعوة إلى دعم الدولة، أعلنت جماعات الألتراس حل كياناتها".

والسيسي فاز عام 2014 بأول انتخابات رئاسية، بعد الإطاحة بأول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا، وهو الرئيس الراحل محمد مرسي (عن جماعة الإخوان المسلمين) في العام السابق حين كان السيسي وزيرا للدفاع. 

وأوضح فرنانديز: "وجاء ذلك بعد أن اكتشفت القوى الثورية على اختلاف انتماءاتها خلال ثورة يناير (2011) أن الجماعة الوحيدة وذات الخبرة التنظيمية والشجاعة لمواجهة الأمن هي الألتراس".

صراع خفي

و"تريد الحكومة استخدام فكرة أن الدولة آمنة ومستقرة لإعطاء الانطباع للسكان والزوار بأنها تمكنت من تثبيت ركائز الدول، لكن الشباب لديهم أفكار وقناعات أخرى، بينها استخدام الحدث (المباريات) للتعبير عن مطالبهم وطموحاتهم"، وفقا لفرنانديز.

واعتبر أنه "من الصعب فصل الصراع الخفي الراهن بين الأمن والألتراس عن وجود دوائر حكومية تنظر بريبة إلى جماعات المشجعين وتعتبرهم تهديدا للدولة داخل وخارج الملعب، ويبدو أن تلك الدوائر أقنعت الأمن بالحاجة الحتمية إلى الضغط على المشجعين ومنعهم من حمل الألعاب النارية واللافتات الهجومية (في المدرجات)".

وتابع أن "الأمن سمح للجماهير بالدخول إلى ملعب القاهرة في مباراة الأهلي المصري والهلال السوداني (في بطولة دوري أبطال أفريقيا يوم 1 أبريل/ نيسان الماضي) بعد أن تعهدت روابط المشجعين بعدم فعل أي شيء غير لائق أو ترديد أي هتافات غير متعلقة بكرة القدم، لكن روابط المشجعين لم تتمكن في النهاية من السيطرة على عناصر متطرفة رفعت لافتات سياسية؛ مما إحراج الحكومة".

وأضاف: "يرتبط الصراع بين روابط المشجعين وقوات الأمن مرة أخرى ارتباطا وثيقا بالتصور المتنامي في دوائر حكومية بأنه يتم استغلالهم سياسيا من جانب التيارات المعادية، مثل جماعة الإخوان المسلمين، عبر تسلل عناصر تهدف إلى تخريب العلاقة بين الجانبين أو إلهام الجمهور للهتاف بطريقة مسيئة وعنصرية من شأنها توريط الحكومة سياسيا".

وأردف أن الشباب يمثلون الأغلبية في مصر بنسبة 60% من سكان مصر البالغ عددهم أكثر من 110 ملايين نسمة، وتم "استبعادهم من الحوار الوطني (بدأت جلساته اليوم الأربعاء) الذي أطلقه السيسي لتعزيز التفاهم مع مختلف القوى الاجتماعية والسياسية".

ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية في 2024، تشهد مصر حالة احتقان سياسي تتزايد حدتها على وقع أزمة اقتصادية متفاقمة وغير مسبوقة.

ومضى فرنانديز قائلا إنه "على الرغم من أنهم (روابط المشجعين) اضطروا إلى إعلان أنه ليست لهم انتماءات سياسية (...) إلا أن ألتراس كرة القدم كانوا أكثر الضحايا غير المتوقعين".

المصدر | إنريكي فرنانديز/ أتاليار - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر مشجعون كرة قدم ألتراس مباريات الثورة