كلية الدراسات الإسلامية بدبي «وقفية» مضيئة على طريق المعرفة

الأربعاء 10 سبتمبر 2014 08:09 ص

كلية الدراسات الإسلامية والعربية كلية جامعية متخصصة في تدريس الشريعة الإسلامية واللغة العربية وآدابها مقرها مدينة «دبي» في  الإمارات العربية المتحدةوهي كلية أنشأها وينفق عليها السيد «جمعة الماجد» منذ عام 1986، أحد أبرز رجالات الخير والبر والإحسان المشهود لهم محليا وعربيا وإسلاميا كمنارة للعلم ورافد أصيل من روافد التنمية البشرية ليس فقط في الإمارات بل على مستوى العالم عبر مشاريعه الخيرية.

كلية الدراسات الإسلامية والعربيّة بدبي هي إحدى المؤسسات الأكاديمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، يدرس فيها نحو أربعة آلاف طالب وطالبة، لا يتحملون شيئاً من الرسوم الجامعية، وتؤمن الكلية للمحتاجين منهم مكافآت نقدية شهرية، كما تؤمن الطالبات بالمواصلات من سائر مدن الإمارات إلى الكلية ذهاباً وإياباً، وأضحت صرحًا علميًا متميّزًا ليس فقط في الإمارات بل امتد ريعها لدول «مجلس التعاون الخليجي» تمدهم بالكفاءات المؤهّلة تأهيلاً علميًا متميّزًا في برامج الليسانس والماجستير والدكتوراه في تخصصي الدراسات الإسلامية والعربية.

كلية الدراسات الإسلامية والعربية بـ«دبي» كلية خيرية وقفية تعيد للأذهان صورة الوقف الإسلامي الذي عرفه المسلمون على امتداد تاريخهم الطويل، وإسهاماته في إنشاء الجامعات ومراكز العلم الإسلامية العربية الأولى كـ«جامعة الأزهر» بمصر، و«جامعة القرويين» بالمغرب، و«جامعة الزيتونة» بتونس.

كوكبة من أهل الفضل والعلم عاونوا «جمعة الماجد» لإيمانهم  بأهمية العلم وشرفه ودوره في البناء الحضـاري والثقافي لبلدهم، يضطلعون بعبء الإشراف على الكلية ورسم السياسات العامة لها وتنظيمها وتوجيه مسيرتها، ووضع الوسائل واتخاذ التدابير الكفيلة لتحقيقها أهدافهـا، وضمان سير العمل فيها، ومتابعة إصدار وإقرار لوائحها الداخلية التنظيمية والمالية، وتعيين كبار إدارييها، وإقرار الشروط الخاصة بالقبول فيها.

تضم الكلية أربعة أقسام علمية تضيئ بها دياجيير ظلمات المعرفة هي: قسم الشريعة، قسم أصول الدين، قسم اللغة العربية، وحدة المتطلبات الجامعية، فيها قسم للدراسات العليا؛ ماجستير ودكتوراه في اللغة العربية والشريعة الإسلامية، تتبعها مكتبة ضخمة تحتوي على آلاف الكتب والرسائل، وتعمل وفق أنظمة متطورة تسهل عملية البحث العلمي، كما تحتوي على مختبرات صوتية لتعليم القرآن الكريم، ومختبرات لتعليم الحاسوب.

ولم تكتف الكلية بتقديم الدراسات الإسلامية والعربية، على ما فيها من عمق وعراقة وأصالة فحسب بل أضافت إلى ذلك ألواناً من الثقافة الحديثة لترفد القديم بالجديد، وتصل الماضي بالحاضر، وتربط الأصول بكل ما هو نافع ومفيد في الحياة المعاصرة، وعززت ذلك أكثر باتجاهها نحو جودة التحصيل وفتح الباب أمام الحوار الأكاديمي والمناقشات العلمية الجادة في المحاضرات لإحداث التكامل المأمول بين الأصالة والمعاصرة، وبالاهتمام بالبحث العلمي الجامعي كمدخل طبيعي لتوظيف الناتج الأكاديمي لخدمة التراث ومعالجة أطروحات وقضايا المجتمع الإنساني المعاصر من خلال المنظور الإسلامي في نصوصه وروحه ومقاصده.

استحدثت الكلية مقررات دراسية أضيفت إلى مقرراتها الأساسية، من ذلك مقرر علوم الحاسوب، لما لهذا المقرر من أهمية في زمن الحكومة الالكترونية والذكية التي تنتهجها الإمارات ولوازمها كما أضافت مقرراً آخر من مقررات العلوم الإنسانية باتت مجتمعاتنا بحاجة شديدة إليها وتتمثل في مقرر «علم النفس» لما يوفره من أهمية في فهم أبعاد النفس البشرية، ونوازعها ومتطلباتها وتطلعاتها، كما توسعت الكلية في تدريس اللغة الإنجليزية لأهميتها في نشر الدعوة الإسلامية ودورها الأكيد في التعريف بالإسلام في إطار التداخل والانفتاح العالمي من خلال ثورة الاتصالات الحديثة، ممثلة في الفضائيات والإنترنت وشبكات الاتصال المباشرة، وغير ذلك من مستحدثات العلم المعاصر لتكون قادرة على استيعاب المستجدات ومهيئة لتحقيق رغباتها في التطوير والإصلاح المهني .

من أهداف الكلية أيضا تخريج المسلم والمسلمة الواعين بدورهما في رعاية الأسرة والإسهام في تنمية المجتمع وبنائه بناء إسلاميا قائما على الخلق الفاضل، كما أن مجلس أمناء الكلية يحرص على أن يكون من أهدافها تعليم المرأة بأمور دينها ولغتها العربية التي أصبحت ضعيفة في المجتمعات العربية، ولكي تكون المرأة أما صالحة، إضافة إلى أن في مجتمع الإمارات ظاهرة كثرة الإناث، فعليه من الطبيعي أن تلاحظ كثرة عدد الطالبات في الكلية، لأن فرص العمل ضيقة بالنسبة لهن مقارنة بالذكور، فيلجأن إلى مواصلة تعليمهن.

حظيت الكلية منذ نشأتها بتشجيع من الهيئات العلمية والجامعية والكليات المناظرة في هذا الصدد في فترة مبكرة مرادفة لنشأتها، إذ عقدت الكلية اتفاقيتين ثقافيتين في عام 1988 مع «جامعة الأزهر» وكلية دار العلوم في «جامعة القاهرة»، كما تم اختيارها عضوا في «رابطة الجامعات الإسلامية»، وتمت معادلة الإجازة العالية التي تمنحها «الليسانس» في الدراسات الإسلامية والعربية بالإجازة العالية التي تمنحها كلية الدراسات الإسلامية والعربية في «جامعة الأزهر» في عام 1991، كما أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الإمارات اعترفت بالكلية في عام 1993، ورخص لها بالعمل في مجال التعليم العالي، بموجب قرار وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الإمارات عام 1994.

وتضم الكلية إلى جانب أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، أبناء من دول مجلس التعاون الخليجي من عمان والكويت وقطر والسعودية حيث يوجد فصل كامل في الدراسة بين الطلاب والطالبات في الكلية، ويتم تدريس الطالبات في الصباح، بينما يدرس الطلاب في المساء، وهناك ترتيب محدد بالنسبة للأساتذة، فالأستاذ الذي يدرس في الصباح لا يدرس في المساء والعكس في اليوم التالي عدا الإدارة والموظفين، ولقد استعانت الكلية منذ نشأتها بجهود مجموعة من أساتذة الجامعات المشهود لهم بالعلم والإخلاص والتحلي بالقيم الإسلامية الفاضلة، والتقاليد الجامعية الرفيعة، والذين يمتلكون الخبرة في مجال التعليم الجامعي، بعضهم عن طريق الإعارة، وبعضهم عن طريق التعاقد الشخصي، ويبلغ أعضاء هيئة التدريس الذين يعملون بالكلية الآن 53 عضوا من جامعات المشرق والمغرب العربي، كما يوجد تدريب عملي في مقرر التربية بمدارس الدولة بإشراف موجهين فنيين من وزارة التربية والتعليم في الإمارات.

تجلت رؤية الكلية بأن تكون مؤسسة تعليمية رائدة ذات كفاءة علمية وبحثية تسهم في تأكيد الهوية الثقافية للمجتمع الإماراتي، بالتركيز على تعميق الوعي بالعلوم الإسلامية واللغة العربية، والمعارف المحققة لمتطلبات العصر في تفردها عن الجامعات والكليات بمشروع تطوير المناهج الجامعية، وسمي مشروع «الكتاب الجامعي»، وقد تم تكليف اللجان العلمية داخل الأقسام بإعداد كتب جامعية تتطابق وفق ما يعرف بـ«توصيف كل مساق» دراسي، خروجاً من المشكلات التي تعانيها الجامعات من عدم تطابق الكتب المشتراة مع توصيف المنهج العلمي .

والكلية تبنت تطوير طرق ووسائل التدريس، حيث تم تزويد كل واحد من أعضاء هيئة التدريس بجهاز حاسب محمول، بغرض استخدامه في عملية التدريس، كما تم تجهيز القاعات الدراسية بأحدث أجهزة وشاشات العرض التعليمية، بالإضافة إلى المكتبة الفيلمية .

كما أطلقت الكلية برنامج الدراسات العليا في العام الجامعي 1995-1996 كأول برنامج ماجستير في الشريعة  الإسلامية تخصص «فقه - وأصول الفقه» في الدولة، وفي العام الجامعي 2002-2003، طرحت أول برنامج للماجستير في اللغة العربية وآدابها تخصص «اللغة والنحو - والأدب والنقد» في الإمارات ، وفي العام الجامعي 2004-2005 طرحت أول برنامج للدكتوراه في الشريعة الإسلامية تخصص «فقه وأصول فقه»، وفي العام 2006-2007 طرحت برنامج الدكتوراه في «اللغة والنحو - والأدب والنقد».

جميع شهادات الكلية حظيت باعتراف من وزارة التعليم العالي بالإمارات، حيث كانت أول كلية خاصة يتم الترخيص لها في الإمارات، وكانت أول  كلية تطرح برامج الماجستير والدكتوراه، ولديها اتفاقيات علمية دولية مع أكبر الجامعات في العالم، مثل «جامعة الأزهر» بالقاهرة، وجامعات في تونس والأردن والجزائر والسودان و«الجامعة الإسلامية» في ماليزيا، كما أن الكلية عضو فعال في «اتحاد الجامعات العربية» و«رابطة الجامعات الإسلامية»، وعضو في «الاتحاد العالمي للجامعات الإسلامية» بالرباط .

مؤخرا منح الشيخ «محمد بن راشد آل مكتوم» نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أيضاً مبنى جديد للكلية في مدينة دبي الجامعية، وجار حالياً الإعداد لإنشاء المبنى، كما سيتم الإعلان قريباً عن رابطة الخريجين، حيث يتم حالياً التواصل معهم، ولديهم قاعدة بيانات تحتوي على خريجي الكلية وأماكن عملهم.

وتمتلك كلية دبي للدراسات العربية والإسلامية بدبي مكتبة تضم 70 ألف كتاب باللغتين العربية والإنجليزية، و200 دورية علمية وثقافية، 1577 رسالة جامعية على أقراص ممغنطة، و80 رسالة جامعية لطالبات الكلية، و35 رسالة لأعضاء هيئة التدريس، وترتبط المكتبة إلكترونياً مع مكتبة مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث أحد الوقفيات الثقافية والتراثية أيضا لرجل الأعمال «جمعة الماجد» والذي يكنى بـ «أبوخالد».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

وقف عمل خيري