محلل عبري: هل تواجه إسرائيل التهديد الإيراني بمفردها؟

الجمعة 5 مايو 2023 07:33 م

سلط الكاتب والمحلل الإسرائيلي جوناثان سباير الضوء على تحولات الوضع الإستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط، وتداعياتها على إسرائيل.

وقال سباير المتخصص في الشؤون الاستراتيجية في بلاد الشام والشرق الأوسط، في تحليل بموقع جيروزاليم بوست العبري إن إسرائيل قد تجد نفسها في نهاية المطاف مطالبة بمواجهة التحديات الإيرانية المتزايدة في المنطقة بمفردها، وذلك في ضوء نشر طهران للميليشيات والجماعات الإرهابية في المنطقة.

واستشهد الكاتب بتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي وآف جالانت، التي أكد فيها زيادة الهجمات الإسرائيلية تحت قيادته على البنية التحتية الإيرانية بشكل كبير.

قال جالانت: "منذ أن توليت منصبي، ضاعفنا معدل الهجمات في سوريا في الربع الأول من عام 2023.”

ولفت الكاتب إلي أن الإجراءات الإسرائيلية الحالية في سوريا تتم في سياق صورة استراتيجية إقليمية سريعة التغير، حيث أصبحت حتمية مواجهة إيران الجريئة أكثر إلحاحا وتعقيدا على حد سواء.

وفي إحاطة إعلامية لخص جالانت تصورا استراتيجيا واضحا للتطورات في المنطقة، مفادها أن إيران تركز على وحدة الساحات ضد إسرائيل.

واعتبر الكاتب أن هذه العبارة، التي تأتي بشكل متكرر في تصريحات القادة الإيرانيين وفي الدعاية الموالية للنظام الإيراني، تشير إلى استخدام طهران لمختلف الوكلاء والأفرع جمعتها حول إسرائيل في جهد واحد منسق.

ورأي الكاتب أنه لم يعد بإمكان إسرائيل أن تفترض أن التصعيد ضد غزة سيبقى محصورا في نزاع مزدوج بين إسرائيل وسلطة حماس التي تحكم تلك المنطقة.

وبالمثل، فإن العمل ضد الوكلاء الإيرانيين في الضفة الغربية قد ينتج عنه رد من العناصر الموالية لإيران في لبنان؛ وقد يؤدي الاحتكاك في الأقصى إلى رد من غزة، وما إلى ذلك.

وبحسب سباير فإن إسرائيل تدخل عصر التهديدات متعددة الجبهات، ووفقا لوزير الدفاع الإسرائيلي فإن تل أبيب تواجه "نهاية حقبة الصراعات المحدودة نحن نواجه حقبة أمنية جديدة قد يكون فيها تهديد حقيقي لجميع الساحات في نفس الوقت.”

في هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى إفادات بزرع إيران للقدرات الصاروخية بين ميليشياتها في غرب العراق على مدى السنوات الأخيرة. وتجعل الأنظمة المشار إليه وهي صواريخ زلزال وفتح 110 وذو الفقار إسرائيل في مرمى البصر.

على سبيل المثال، يبلغ مدى ذو الفقار 750 كم. المسافة من القائم على الحدود العراقية السورية إلى تل أبيب هي 632 كم.  وإضافة لذلك تعتمد الحكومة العراقية الحالية بقيادة محمد شيع السوداني على دعم ميليشيات الموالية لإيران وتغض الطرف عن أنشطتها.

وذكر الكاتب أن طهران تمتلك اليوم هيكلا متجاورا ومنطقة سيطرة فعلية تمتد على طول الطريق من الحدود الإيرانية العراقية إلى لبنان والبحر الأبيض المتوسط والحدود السورية الإسرائيلية.

وتابع أنه بسبب الاستقرار النسبي للأردن وسيطرة إسرائيل على وادي الأردن، فإن هذه المنطقة ليس لها صلة متجاورة بالضفة الغربية. لكن في كل من غزة والضفة الغربية، تمتلك إيران فروعا متاحة للتنشيط (الهجوم المتعدد).

ولفت إلى أن هذا الأرخبيل من الميليشيات، المدعومة والمسلحة من قبل دولة قوية، هو ما سيتم تفعيله ضد إسرائيل، في حالة نشوب الحرب متعددة الجبهات التي ناقشها وزير الدفاع.

وعقب أنه يبدو أن ادعاء وزير الدفاع أن النشاط الإسرائيلي على الجبهة السورية، قد ازداد منذ توليه منصبه تؤكده الحقائق.

وأوضح أنه في الوقت الحالي تحاول الدول العربية إعادة سوريا للحظيرة العربية، كما أعادت السعودية علاقتها مع إيران، لذلك فعندما حتى عندما تجد إسرائيل أنه من الضروري التصعيد في سوريا، فإن الدول الرئيسية في العالم العربي تتحرك في الاتجاه المعاكس تماما.

وفي غضون ذلك، ستحتاج إسرائيل إلى استخدام قدراتها المادية الفائقة لمواصلة تعطيل وإحباط وردع مشروع إيران الإقليمي. قد يتطلب تحقيق مثل هذه المهمة وإعادة بناء الردع ضد طهران الجريئة اتخاذ إجراءات تتجاوز الحدود المحددة لسوريا.

المصدر | جوناثان سباير/ جيروزاليم بوست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل جبهات متعددة ضد إسرائيل إيران النفوذ الإيراني المتصاعد بالمنطقة

محلل إسرائيلي: إيران منتشية بتنامي نفوذها الإقليمي

إكسيوس: واشنطن اقترحت على إسرائيل خطة عسكرية مشتركة لمواجهة إيران