خطة أمريكية جديدة بموارد أقل لكبح نفوذ الصين في الخليج

السبت 6 مايو 2023 08:52 م

وضعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن خطة جديدة في محاولة استخدام موارد أقل لكبح نفوذ الصين في منطقة الخليج العربي، وفقا لديفيد أوتاواي الخبير في شؤون الخليج بمركز الخليج العربي في "مركز ويلسون" للأبحاث بواشنطن.

أوتاواي أردف، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، أنه يبدو  أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان يحاول على المسار السعودي نيابة عن بايدن. ويصل سوليفان إلى السعودية السبت، وهو أكبر مسؤول أمريكي يزور المملكة الغنية بالنفط منذ يوليو/ تموز الماضي.

وأضاف أن "نفوذ الولايات المتحدة ووجودها في الشرق الأوسط يتراجعان بشدة، إذ تصنع السعودية السلام مع إيران ويعيد الشركاء العرب الأقرب لواشنطن سوريا إلى الحظيرة العربية، وهما دولتان سعت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة إلى إبقائهما معزولتين".

وبوساطة الصين، اتفقت السعودية وإيران في 10 مارس/ آذار الماضي على استئناف علاقتهما الدبلوماسية، ما ينهي إنهاء قطيعة استمرت سبع سنوات بين بلدين يقول مراقبون إنهما يتصارعان على النفوذ في المنطقة عبر وكلاء في دول منها اليمن ولبنان.

وأضاف أوتاواي أن "العلاقات بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وبايدن لا تزال متجمدة، في حين أن العلاقات بين الحاكم الفعلي للمملكة والرئيس الصيني شي جين بينغ تزداد دفئا".

واستطرد: "تجاهلت السعودية بشدة مخاوف إدارة بايدن بشأن ارتفاع أسعار النفط التي بدأت في الانخفاض مؤخرا. وللتو، خفضت المملكة إنتاجها بمقدار 500 ألف برميل أخرى يوميا لدفع السعر فوق 80 دولارا للبرميل، كما أدارت المملكة ظهرها لتحذيرات أمريكية بشأن تبني شبكة الجيل الخامس للهاتف المحمول التابعة لشركة هواوي (Huawei) الصينية".

أعراض الانسحاب

"مؤشر آخر يكشف عن تراجع واشنطن هو التخفيض الكبير في قواتها العسكرية تحت القيادة المركزية الأمريكية (CENTOM) التي تغطي منطقة الشرق الأوسط الكبرى من أفغانستان إلى إسرائيل"، بحسب أوتاواي.

وأضاف أن "قائدها الجنرال مايكل كوريلا قال، في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في 13 مارس/ آذار الماضي، إن وضع القوة الأمريكية تقلص 85% منذ ذروته 2008، منها 15% العام الماضي وحده، ولم يعد هناك الحجم الكبير للطائرات والسفن والقوات التي كانت لدينا في المنطقة قبل خمس سنوات فقط".

وأردف أوتاواي أن "البنتاجون تنقل بعضا من أفضل مقاتلاتها من طراز F-15 و F-16  إلى آسيا (لمواجهة نفوذ الصين المتصاعد) وتحل محلها طائرة هجومية بطيئة الحركة من طراز A-10، كما أنه لا توجد حاملة طائرات في الخليج منذ ستة أشهر قبل انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان".

"المتكامل الأمني"

وتتولى البنتاجون، بحسب أوتاواي، زمام المبادرة في تنفيذ خطة أمريكية جديدة في الخليج العربي لكبح نفوذ الصين بموارد أقل، وتجنب العلاقة الفاترة بين بايدن وبن سلمان، إذ لم يتحدثا مع بعضها البعض من منذ اجتماعهما الفاشل بالرياض في 15 يوليو/ تموز الماضي".

وأردف أن "البنتاجون توصلت إلى وصف جديد لمهمتها في الخليج، وهو "المُتكامل الأمني"، وهو مصطلح استخدمه الجنرال كوريلا في شهادته أمام مجلس الشيوخ، ويعني دمج قوات مجلس التعاون الخليجي في فرق العمل الإقليمية التي تقودها واشنطن وفي التدريبات العسكرية شبه المستمرة".

وفي 25 مايو/ أيار 1981 أُسس مجلس التعاون لدول الخليج العربية ويوجد مقره بالرياض ويضم ست دول هي: السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت وسلطنة عمان.

وتابع أوتاواي أن "القيادة المركزية الأمريكية أنتجت ثلاث قوات من هذا القبيل مرقمة 59 و99 و39، للقيام بدوريات في مياه وسماء البحر الأحمر ومضيقين باب المندب وهرمز الرئيسيين. ويمر عُشر النفط المنقول بحرا عبر الأول وربعه عبر الأخير".

وزاد بأن "الولايات المتحدة ترسل الآن إلى الخليج  الغواصة يو إس إس فلوريدا، وهي تعمل بالطاقة النووية ومحملة بـ 154 صاروخ توماهوك بدلا عن حاملة طائرات".

ومضى قائلا إن "الجنرال كوريلا أخبر لجنة مجلس الشيوخ أنه قام بنفسه بـ14 رحلة إلى المنطقة ومئات من المكالمات الهاتفية والاجتماعات ومؤتمرات الفيديو مع قادة الجيوش المحليين في أول 11 شهرا له في منصبه".

وأضاف أن "البنتاجون تولي اهتماما خاصا للتودد إلى السعودية، أقدم وأقوى شريك خليجي، وقد أرسلت ضابطا لمساعدة بن سلمان في رسم أول استراتيجية دفاع وطني للمملكة على وشك الإعلان عنها".

وأردف: "كما تنشئ الوزارة لأول مرة في الخليج "مركز الرمال الحمراء للتجارب" بالقرب من الرياض بهدف تطوير أسلحة لمواجهة الطائرات بدون طيار، التي أصبحت السلاح المفضل لكل من المتمردين الحوثيين اليمنيين و(حليفتهم) إيران لمهاجمة أهداف داخل السعودية".

اليمن ونووي إيران

و"في شهادته أمام مجلس الشيوخ، صوّر الجنرال كوريلا الصين على أنها تشكل تحديا استراتيجيا متزايدا للشراكات الأمريكية والوصول ووجود القوة والأمن في الخليج، وأن مركز التنافس المتسارع بين الولايات المتحدة والصين هو الخليج العربي وبحر الصين الجنوبي"، بحسب أوتاواي.

واعتبر أنه "من المفارقات أن الصين قد تمتلك مفتاح تحسين العلاقات الأمريكية السعودية، ففي مارس/ آذار الماضي، توسطت في استعادة العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية".

وأوضح: "ويبدو أن هذا يسهل إنهاء الحرب الأهلية اليمنية التي استمرت ثماني سنوات، وهي ساحة المعركة الرئيسية في التنافس السعودي الإيراني على السيادة في الخليج".

وتابع أوتاواي أن "حرب اليمن (الجار الجنوبي للسعودية) أصبحت أيضا العقبة الرئيسية أمام تحسين العلاقات الأمريكية السعودية، مما أدى إلى إنهاء كل الدعم الأمريكي للحرب السعودية (تدعم قوات الحكومة الشرعية) في اليمن، بالإضافة إلى تعليق جميع مبيعات الأسلحة الأمريكية الهجومية، والتي قد يؤدي السلام في اليمن إلى استئنافها".

واستطرد: "وقد يقلل ذلك أيضا من فرص اندلاع حرب خليجية أخرى إذا اعتبرت إيران الانفراج مع السعودية أكثر أهمية من سعيها الدؤوب لامتلاك قنبلة نووية".

وتنفي طهران صحة اتهامات دول إقليمية وغربية، في مقدمتها إسرائيل والولايات المتحدة، لها بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، وتقول إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد الكهرباء.

المصدر | ديفيد أوتاواي/ مركز ويلسون- ترجمة والتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الخليج السعودية الولايات المتحدة الصين نفوذ المتكامل الأمني

شراكات تكتيكية مع الصين وروسيا.. خيار الخليج الأمثل للتوازن في النظام الدولي الجديد

مركز أمريكي: السعودية وإيران منحتا الصين دورا في تقاربهما لإرسال رسالة إلى واشنطن

بتوسع اقتصادي وتواجد عسكري.. الصين تبحر بهدوء في البحر الأحمر