رفضت تركيا مقترحًا أمريكيًا بتسليم منظومة الصواريخ الدفاعية الروسية "إس-400" إلى أوكرانيا.

وكشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الأحد، في حديثٍ لقناة "خبر ترك" التركية، أن تلك المقترحات تم تقديمها بشكلٍ متكرر من الولايات المتحدة، وأنهم أخبروا أنقرة بأن هذا سيمنحهم السيطرة، وهو ما يؤثر سلبًا على استقلال تركيا، حيث قال: "أين استقلالنا إذن؟".

كما أشار جاويش أوغلو إلى أن تركيا تلقت مقترحات مختلفة بخصوص "إس-400"، مشيرًا إلى أنه "لو كانت تركيا مطيعة، لما واجهت المشكلات مع واشنطن كما هي الآن".

وتابع: "عرض علينا حتى إرسالها إلى أوكرانيا، قلنا إن ذلك مستحيل.. كانت هناك مثل هذه المقترحات".

وهذا أول تأكيد تركي رسمي لهذا العرض، والذي سبق أن كشف قائد القوات الأمريكية السابق في أوروبا الجنرال بن هودجز، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، عن هذا الاقتراح، الذي تضمن عودة تركيا إلى برنامج تصنيع مقاتلات "إف-35" الأمريكية، مقابل تسليم أنقرة لكييف صواريخ "إس-400" روسية الصنع.

وجاء حديث الجنرال الأمريكي عن العرض ليمثل تأكيدا لما ذكرته وكالة "رويترز"، في مارس/آذار 2022، عن عرض الولايات المتحدة لتركيا بشكل غير رسمي.

وقررت تركيا في 2017، شراء منظومة "إس-400" الصاروخية من روسيا، بعد تعثر جهودها المطولة في شراء أنظمة الدفاع الجوية "باتريوت" من الولايات المتحدة.

وفي يوليو/ تموز 2019، علقت الولايات المتحدة شراكة تركيا في مشروع "إف-35" بسبب تسلمها أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية "إس-400".

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق، إن مسألة حيازة منظومة "إس-400" الصاروخية الروسية منتهية بالنسبة للبلاد، ومن غير الممكن أن نقبل الإملاءات بهذا الشأن.

ولم يصدر أي تعليق من قبل الولايات المتحدة حول تلك التصريحات.

وسبق للولايات المتحدة استبعاد تركيا من برنامج الطائرات المقاتلة "إف-35" كعقوبة لشرائها أنظمة الدفاع الجوي الروسية "إس-400".

وأعلن أردوغان في وقت لاحق عن اقتراح أمريكي لشراء مقاتلات أخرى.

وحافظت أنقرة على علاقاتها مع روسيا من جهة وأوكرانيا من جهة أخرى؛ ما مكنها من لعب دور الوسيط في بعض الملفات لاسيما مسألة اتفاق الحبوب، الذي تم بين الطرفين المتحاربين، برعاية أممية وتركية.