شهدت مدينة إسطنبول التركية ومدن أخرى تجمعات جماهيرية ضخمة لأنصار الرئيس رجب طيب أردوغان من جهة والمعارضة من جهة أخرى، قبل نحو أسبوع من موعد الانتخابات.
وتجرى في تركيا يوم 14 مايو/ أيار الجاري، انتخابات برلمانية ورئاسية يتنافس فيها الرئيس الحالي أردوغان مرشحا عن تحالف الشعب، وكمال كليجدار أوغلو مرشحا عن تحالف الأمة، بينما يخوض الانتخابات الرئاسية أيضا محرّم إينجه رئيس حزب البلد، وسنان أوغان مرشحا عن تحالف "الأجداد".
ويسعى كل فريق لإظهار قوته الجماهيرية عبر هذه الحشود خصوصا في إسطنبول التي يرى مراقبون أنها تلعب دورا كبيرا في حسم السباق الانتخابي.
وتُعتبر تلك المدينة أكبر خزان انتخابي في تركيا؛ إذ يتجاوز عدد ناخبيها 11 مليون شخص، وهو ما يُمثّل نحو 18% من الناخبين في عموم البلاد، والبالغ عددهم نحو 64 مليون شخص.
كما يُخصص للمدينة، التي تُعد العاصمة الاقتصادية لتركيا، 98 معقداً في البرلمان من أصل 600، ما يعني أن فوز أي من التحالفين بغالبية الأصوات في إسطنبول سيُعزز فرصه للفوز في الانتخابات عموماً.
حشد تاريخي لأنصار أردوغان
في إطار ذلك، شارك أكثر من 1.7 مليون شخص، الأحد، في تجمع انتخابي للرئيس أردوغان بمدينة إسطنبول، تخلله حفل افتتاح المرحلة الأولى من "حديقة الشعب" في موقع مطار أتاتورك.
ما لا يقل عن 1.7 مليون شخص يحتشدون للقاء الكبير مع الرئيس #أردوغان في #إسطنبول قبل انتخابات 14 مايو pic.twitter.com/Klqr0fWqE7
— Anadolu العربية (@aa_arabic) May 7, 2023
وفي خطاب ألقاه أردوغان أمام الجماهير الغفيرة قال: "نعم، الآن أحضروا لي الرقم الرسمي (للمشاركين في التجمع الانتخابي)، الرقم الرسمي مليون و700 ألف".
ومشيرا إلى أهمية إسطنبول في الانتخابات التركية وعن ثقته بدعم غالبية سكانها له في صناديق الاقتراع قال: "أنتم أبناء إسطنبول، إن قلتم نعم، ينتهي الأمر".
Muhteşem İstanbul! 🇹🇷 #TürkiyeSanaEmanet pic.twitter.com/Uf7NZ5ssKj
— Recep Tayyip Erdoğan (@RTErdogan) May 7, 2023
وكانت مدينة إزمير (غرب)، وهي معقل المعارضة، قد شهدت في 29 أبريل/ نيسان المنصرم حشدا غير مسبوق لأنصار أردوغان.
صحيفة "بي بي سي" الإنكليزية: وصل أردوغان إلى مدينة إزمير الساحلية على بحر من الأعلام وحشد كبير من المواطنين كانوا ينتظروه ساعات تحت أشعة الشمس الحارقة. لقد كان إقبالا قويا في معقل للمعارضة، استمر خطابه 40 دقيقة، بصوت قوي، مستهزئًا بالمعارضة، أكد بأنه الوحيد إنه القادر على تحقيق… pic.twitter.com/JrSR0RLneV
— كوزال (@guzel_olalim) April 29, 2023
المعارضة تتحدى
في الجانب الآخر، تداعى أنصار "الطاولة السداسية"، السبت، إلى إسطنبول لدعم مرشحهم رئيس "حزب الشعب الجمهوري" كمال كليجدار أوغلو، بمشاركة عشرات الآلاف.
وقال كليجدار أوغلو في كلمة خلال التجمع: "سيذهب أكثر من 800 ألف شاب في إسطنبول إلى صناديق الاقتراع للتصويت لأول مرة".
وأضاف: "سنستبدل الحكومة الاستبدادية بوسائل ديمقراطية"، على حد وصفه.
قبل أسبوع من الانتخابات الرئاسية.. المعارضة التركية تتحدى #أردوغان بأكبر تجمع في #إسطنبول#العربية #تركيا pic.twitter.com/05lZT1vM6u
— العربية (@AlArabiya) May 7, 2023
كما نظمت المعارضة في 30 أبريل/نيسان الماضي تجمعا ضخما في معقلها مدينة إزمير، بمشاركة عشرات الآلاف.
وخلال هذا التجمع قال كليجدار أوغلو إن "تركيا ستستعيد النور" على حد قوله.
وتابع: "هذه الانتخابات هي انتخابات لإعادة بناء ديمقراطيتنا (..) سنعيد السلام إلى هذا البلد، سأعيد الأخوّة إلى هذا البلد".
حشود المعارضة التركية في منطقة أزمير خلال حفل إنتخابي كليجدار أوغلو,
— Hanzala (@Hanzpal2) April 30, 2023
بعد يوم من حشد لاردوغان في نفس المنطقة. pic.twitter.com/SOTHQj57OR
في علامة على أهمية مهرجاني إسطنبول للتحالفين، سعت كل من الصحف المقربة من الحكومة والمعارضة على حد سواء إلى إظهار قوة التحالف الذي تدعمه.
وبينما وصفت صحيفة "صباح" المقربة من الحكومة المهرجان الانتخابي لأردوغان بـ"مسيرة القرن"، وقالت إنه أظهر مدى الشعبية الواسعة التي يتمتع بها الرئيس في هذه المدينة تحديداً، قالت صحيفة "جمهورييت" المحسوبة على حزب "الشعب الجمهوري" المعارض إن مسيرة المعارضة السبت كانت "تاريخية".
ويبلغ عدد من يحق لهم الانتخاب بالاستحقاق الرئاسي والبرلماني 64 مليونا و113 ألفا و941 ناخبا، وفق اللجنة العليا للانتخابات.
وستكون الانتخابات المرتقبة أول اختبار لولاءات الناخبين في إسطنبول منذ أن استطاعت المعارضة في الانتخابات المحلية عام 2019 السيطرة على رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى وهزيمة مرشّح حزب العدالة والتنمية الحاكم للمرة الأولى منذ عقدين.
وتتوقع استطلاعات الرأي انتخابات رئاسية حامية، يرجح أن تكون الأكثر تقاربا منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم عام 2002.
وبينما يؤكد كل من الطرفين قدرته على الفوز من الدورة الأولى، يرجح ألا يحسم اسم الرئيس إلا بنتيجة دورة اقتراع ثانية تقام يوم 28 مايو/أيار.