أجرى رئيس النظام السوري بشار الأسد اتصالا هاتفيًا، الأحد، مع رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، عبر فيه عن تقدير دمشق للدور الذي تقوم به أبوظبي من أجل لمّ الشمل وتحسين العلاقات العربية.

يأتي اتصال الأسد مع بن زايد بعد ساعات من قرار مجلس جامعة الدول العربية الأحد، استعادة سوريا عضويتها في الجامعة، بعد اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب في القاهرة.

وحسب بيان صادر عن الرئاسة السورية، فإن الرئيسين بحثا خلال الاتصال "التطورات الإيجابية على الساحة العربية، حيث عبّر الأسد عن تقدير سوريا للدور الذي تقوم به الإمارات من أجل لمّ الشمل وتحسين العلاقات العربية، بما يعزز التعاون العربي المشترك ويخدم مصالح الدول والشعوب العربية".

وتطرق الجانبان إلى العلاقات الثنائية والتعاون بين سوريا والإمارات، وفقا للبيان.

في وقت قالت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" (رسمية)، إن بن زايد تلقى اتصالاً هاتفياً من الأسد، بحثا خلاله "علاقات البلدين الشقيقين، وسبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات بما يخدم مصالحهما المتبادلة".

ووفقاً للوكالة، عبر رئيس النظام السوري "عن تقدير سوريا للدور الذي تقوم به دولة الإمارات من أجل لم الشمل وتحسين العلاقات العربية بما يعزز التعاون العربي المشترك ويخدم مصالح الدول العربية وشعوبها".

ولاحقا، قال المستشار الرئاسي في الإمارات أنور قرقاش، إن عودة سوريا لجامعة الدول العربية "خطوة إيجابية" في سبيل تفعيل الدور العربي في هذا الملف.

وكتب قرقاش عبر صفحته الرسمية على موقع "تويتر": "عودة سوريا إلى الجامعة العربية خطوة إيجابية تعيد تفعيل الدور العربي في هذا الملف الحيوي".

وتابع بالقول: "التحديات التي تواجه المنطقة تحتاج إلى تعزيز التواصل والعمل المشترك بما يضمن مصالح الدول العربية وشعوبها".

وزاد قرقاش: "الإمارات مؤمنة بضرورة بناء الجسور وتعظيم المشتركات بما يضمن الازدهار والاستقرار الاقليمي"، حسب قوله.

وجاء القرار، الذي كان متوقعاً، بعد جهود بدأتها الإمارات قبل نحو 5 سنوات عندما أعادت العلاقات مع "الأسد" ثم انضم إليها الأردن والجزائر ودول أخرى خلال الفترة الماضية، قبل أن تلحق السعودية بالركب بعد زلزال فبراير/شباط المدمر.

وتنتهي بذلك عزلة دبلوماسية فرضتها دول عربية عدة منذ بداية النزاع، في عام 2011، على الأسد، الذي تتطلع حكومته إلى أموال إعادة الإعمار، رغم أن الطريق لا يزال طويلا أمام تسوية سياسية في بلد مقسم، تتنوع القوى المسيطرة فيه. 

في وقت قالت الخارجية الأمريكية إن واشنطن ترى أن سوريا لا تستحق العودة إلى الجامعة العربية، مشككة في رغبة الأسد، بحل الأزمة السورية.

وأودى النزاع المستمر بحياة أكثر من نصف مليون شخص وشرّد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها، وتحولت سوريا إلى ساحة تصفية حسابات بين قوى إقليمية ودولية. 

لكن الأسد بقي في قصره الرئاسي، واستعادت قواته تدريجيا غالبية المناطق التي خسرتها بدعم من حليفيه روسيا وإيران.