استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أكثر من 100 عام من تطبيع بعض العرب مع العدو!

الثلاثاء 9 مايو 2023 03:25 ص

أكثر من 100 عام من تطبيع بعض العرب مع العدو!

البعض يبرر للعدو جرائمه ويدافع عنها، وهذا يظهر أن الأمة وصلت مرحلة من الانحدار القيمي والأخلاقي إلى حدود لا يمكن لعاقل أن يتصورها.

لا مفاجأة في التطبيع الرسمي العربي مع الاحتلال الإسرائيلي فهو جزء من سياق رسمي عربي بدأ مع بداية طرح المشروع الصهيوني في فلسطين!

كانت الحركة الصهيونية مبكرا تستميل قادة عرب وزعامات محلية ومناطقية وكبار ملاك الأراضي للسماح بهجرة اليهود وتملكهم للأراضي.

لا صدمة من حجم التطبيع الرسمي وخطورة اتفاقيات أمنية وعسكرية واقتصادية وقعتها حكومات عربية مع عدو يمارس جرائمه بفلسطين دون عقاب أو استنكار.

* * *

لا أجد في التطبيع الرسمي العربي مع الاحتلال الإسرائيلي أية مفاجأة فهو جزء من سياق رسمي عربي بدأ مع لحظات طرح المشروع الصهيوني في فلسطين، ومحاولات الحركة الصهيونية مع القوى الاستعمارية آنذاك للمساعدة في تحقيق الحلم الصهيوني.

وقد توافقت كما نعرف جميعا طموحات الصهيونية العالمية مع طموحات القوى الاستعمارية التي كانت تخوض حروبا فيما بينها وتمثل ذلك بشكل واضح الحرب العالمية الأولى ومن بعدها الحرب العالمية الثانية.

وفي موازاة ذلك كانت الحركة الصهيونية تستميل القادة العرب وقتها وتستميل الزعامات المحلية والمناطقية وطبقة ملاك الأراضي والعقارات في فلسطين للسماح بهجرة اليهود وتملكهم للأراضي، ولا يخفى على أحد أن بعض الملاك وجلهم من عائلات لبنانية قد سربوا بعض الأراضي لليهود بحيث كانت تلك الأراضي النواة الحقيقية للمشروع الصهيوني بإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين.

كل طرف كان يبحث عن مصالحه، النظام الرسمي العربي، بدأ بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية وتقسيم الوطن العربي وفق "سايكس بيكو"، في فتح خطوطه مع القوى المستعمرة للوطن العربي لمساعدته في بناء دول وطنية على أية مساحة متاحة من الأرض، الزعامات المحلية الطامحة للنفوذ وللسلطة، القوى الاستعمارية التي تبحث عن مصالحها، كل هؤلاء ساهموا في عملية التطبيع المبكر بين الصهيونية العالمية وبعض العناصر الموجودة على الأرض العربية.

في موازاة كل ذلك كان هناك وعي كبير لدى قطاع واسع من الشعب العربي والشعب الفلسطيني بخطر الصهيونية وخطر الهجرة اليهودية على فلسطين فقامات على ضوء ذلك المظاهرات والثورات وحركات الاحتجاج ونشر البيانات وكتابة المقالات وغيرها لبث الوعي بين أبناء العربية.

وطوال هذا الصراع الذي يمتد إلى أكثر من 100 عام، كان الخونة يمارسون أدوراهم أحيانا بالسرية وخوفا من انكشاف أمرهم، وأحيانا أخرى بشكل علني دون خجل أو خوف أو مواربة.

لذلك كله لا يجب أن نفاجأ حين نسمع مطرباً عربياً يغني "النشيد الوطني الإسرائيلي" في عاصمة عربية أو غيرها، ولا ينبغي لنا أن نصدم من حجم التطبيع الرسمي العربي وخطورة الاتفاقيات الأمنية والعسكرية والاقتصادية التي وقعتها حكومات عربي مع هذا العدو المجرم الذي يمارس جرائمه في فلسطين دون عقاب ودون حتى استنكار وشجب.

حتى الكلام بخل به بعض العرب على الفلسطينيين، وبعضهم أخذ يبرر للعدو جرائمه ويدافع عنها، وهذا يدلنا أن الأمة وصلت مرحلة من الانحدار القيمي والأخلاقي إلى حدود لا يمكن لعاقل أن يتصورها.

*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

العرب التطبيع الأمة فلسطين الاحتلال الإسرائيلي الانحدار القيمي النظام الرسمي العربي المشروع الصهيوني الحركة الصهيونية قوى الاستعمار

البحرين.. تغيير المناهج الدراسية لصالح التطبيع يفجر غضبا ويجبر ولي العهد على التراجع