استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«بيلافونتي».. الفنان المثقف

الأربعاء 10 مايو 2023 06:22 ص

«بيلافونتي».. الفنان المثقف

«بيلافونتى» كان من أهم النجوم الذين دفعوا لاحقًا ثمن دعمهم لحركة الحقوق المدنية ورموزها.

كان اسم «بيلافونتى» على «القوائم السوداء» فى خمسينيات القرن العشرين بسبب مواقفه الناقدة للسياسة الخارجية لبلاده.

شهرة «بيلافونتى» تأتى من شجاعة مواقفه السياسية منذ زمن حركة الحقوق المدنية وربما قبلها وحتى وفاته منذ أيام عن عمر يناهز 96 عامًا.

ظل «بيلافونتى» داعمًا لحركات التحرر الوطنى حول العالم، بما فيها قضية فلسطين، واعتبر صعود أوغو تشافير للزعامة فى فنزويلا إحدى حلقاتها.

حذر بيلافونتي من أن بلاده لم تعد تملك ترف الوقوع في خطأ آخر، لأن «الخطأ القادم سيؤذن بغرف الغاز» النازية بأمريكا، وأن شبح «هتلر ليس بعيدًا عن أبوابها».

في الخمسينيات كانت المكارثية فى أوجها، وكانت «القوائم السوداء» تضم عشرات من نجوم هوليوود، بهدف إقصائهم وحرمانهم من العمل بدعوى انتمائهم للشيوعية أو التعاطف معها أو أنشطة «مناهضة لأمريكا».

* * *

الفنان الأمريكى الأسود، هارى بيلافونتي، صاحب شهرة واسعة فى بلاده وحول العالم. فهو الممثل صاحب الأدوار المتميزة فى هوليوود، والمطرب صاحب الألبومات المتعددة، والحاصل على جوائز عدة طوال حياته الفنية. لكن شهرة «بيلافونتى» تأتى من شجاعة مواقفه السياسية منذ زمن حركة الحقوق المدنية وربما قبلها وحتى وفاته منذ أيام عن عمر يناهز 96 عامًا.

فبسبب مواقفه الناقدة للسياسة الخارجية لبلاده، كان اسم «بيلافونتى» على «القوائم السوداء» فى خمسينيات القرن العشرين. وقتها كانت المكارثية فى أوجها، وكانت «القوائم السوداء»، التى ضمت العشرات من نجوم هوليوود، هدفها إقصاؤهم وحرمانهم من العمل بدعوى انتمائهم للشيوعية أو التعاطف معها أو القيام بأنشطة «مناهضة لأمريكا». و«بيلافونتى» كان من أهم النجوم الذين دفعوا لاحقًا ثمن دعمهم لحركة الحقوق المدنية ورموزها.

فهو لعب أدوارًا محورية فى دعم الحركة حين كانت محاصرة. فحين ألقت السلطات الأمريكية بمارتن لوثر كنغ، زعيم الحركة، فى السجن، كان «بيلافونتى» هو الذى دفع الكفالة للإفراج عنه. ثم قام بعدئذ بجمع آلاف الدولارات للإفراج عن المئات من رموز الحركة.

و«بيلافونتى» فى اختياره لأعماله السينمائية كان يرفض الأدوار التى تكرس الصورة النمطية السلبية المصنوعة صنعًا للسود بأمريكا. ودوره العام لم يقتصر على حقوق السود وغيرهم من الأقليات فى بلاده وإنما امتد خارجها. فهو كان معارضًا للدور الإمبراطورى لأمريكا فى العالم وعمل فى خدمة القضايا الإنسانية، وخصوصًا فى مجال النهوض بالطفولة خارج أمريكا.

ومواقف «بيلافونتى» الناقدة علنًا للسياسة الخارجية لبلاده فى سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين شملت مناهضته لدعم الولايات المتحدة لنظام الفصل العنصرى فى جنوب إفريقيا والحصار الأمريكى لكوبا.

لكن تلك المواقف لم تقتصر على مرحلة الحرب الباردة. فهو هاجم الغزو الأمريكى للعراق ووجه انتقاداته على وجه الخصوص لكل من كولين باول وكوندوليزا رايس، كونهما من السود، لأنهما خدما فى إدارة بوش الابن التى قامت بالغزو.

وكانا فاعلين فى التنظير لذلك الغزو والتبرير له. وقد ظل «بيلافونتى» داعمًا لحركات التحرر الوطنى حول العالم، بما فيها قضية فلسطين، واعتبر صعود أوغو تشافير للزعامة فى فنزويلا إحدى حلقاتها.

وبسبب دعمه لتشافيز، الذى كانت تعاديه الحكومة الأمريكية حتى وفاته، رفضت هيلارى كلينتون تحية «بيلافونتى» فى حفل كان يتسلم فيه جائزة فنية مهمة.

وعلى عكس الكثير من الرموز السوداء التى فضلت عدم انتقاد باراك أوباما طوال فترة حكمه لئلا يؤثر ذلك على شعبيته، فقد وجه «بيلافونتى» انتقاداته اللاذعة لأوباما فى السياسة الداخلية والخارجية.

لكن الأكثر أهمية من هذا وذاك هى أنه كان أكثر انتقادًا للجماعة السوداء نفسها فى عهد أوباما باعتبارها لم تقم بدورها فى انتقاده كرئيس. وبالتالى تتحمل جزءًا من المسؤولية عن عجزه فى اتخاذ قرارات شجاعة ومصيرية حين لم تضعه تحت ضغوط سياسية تجبره إجبارًا على اتخاذ مثل تلك القرارات.

و«بيلافونتى» لم يتوقف عن الحديث فى الشأن العام حتى وفاته. ونظرًا للاحترام الواسع الذى حظى به الرجل فقد لفتت تحذيراته بشأن فترة حكم ترامب الانتباه حين تولى الرجل الرئاسة.

فهو كان من أوائل من حذروا من الخطر المحدق بالنظام السياسى الأمريكى بوصول ترامب للسلطة. واستخدم وقتها مفردات صار الكثيرون يستخدمونها اليوم. ففور تولى ترامب، قال «بيلافونتى» إن انتخاب الرجل كان «خطيئة» وقع فيها الأمريكيون.

محذرًا من أن بلاده لم تعد تملك ترف الوقوع فى خطأ آخر، لأن «الخطأ القادم سيؤذن بغرف الغاز» النازية بأمريكا، مشيرًا إلى أن شبح «هتلر ليس بالضرورة بعيدًا عن أبواب» الولايات المتحدة.

*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية، باحثة في الشأن الأمريكي

المصدر | المصري اليوم

  كلمات مفتاحية

أمريكا ترامب بيلافونتي المكارثية الشيوعية الحقوق المدنية مارتن لوثر كنغ قضية فلسطين أوغو شافيز