إيكونوميست إنتليجنس: سد النهضة وراء دعم مصر لجبهة البرهان في السودان

الأربعاء 10 مايو 2023 03:00 م

سلطت وحدة أبحاث "إيكونوميست إنتليجنس" الضوء على تأثير أزمة السودان على الدبلوماسية الإقليمية لمصر، خاصة فيما يتعلق بموقفها من سد النهضة الإثيوبي، مشيرة إلى أن الاقتتال الذي اندلع بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل/نيسان الماضي، يمكن أن يقلب المصالح الاستراتيجية للقاهرة، لا سيما فيما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي.

وذكرت الوحدة، في تقدير موقف نشرته بموقعها الإلكتروني وترجمه "الخليج الجديد"، أن مصر وقعت بشكل مباشر في قلب الصراع السوداني عندما تم أسر العشرات من جنودها خلال هجوم شنته قوات الدعم السريع على قاعدة جوية في مروي.

وأضافت أن سياسة مصر تجاه جارتها الجنوبية، منذ عزل الرئيس عمر البشير في 2019، تستند إلى تطوير علاقة مع زعيم المجلس العسكري الانتقالي وقائد القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان.

ويبدو أن الجنود المصريين كانوا في قاعدة مروى في هذا الإطار، ليتم القبض عليهم من قبل قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (المعروف باسم حميدتي)، وذلك بعدما انهار اتفاق تقاسم السلطة مع البرهان.

لكن لماذا تدعم مصر البرهان؟ أحد الأسباب الرئيسية لذلك هو النهج المشترك تجاه قضية سد النهضة، إذ تستعد إثيوبيا الآن لمرحلة رابعة لملء الخزان خلف السد، رغم عدم وجود اتفاق ثلاثي حول كيفية تنظيم وإدارة تدفق النيل لمصر والسودان.

ومن شأن الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع أن يقوض جهود مصر لإنشاء جبهة موحدة مع السودان بشأن قضية السد الإثيوبي، وهي جبهة حرجة بالنسبة لمصر، وغالبًا ما تصنفها الحكومة على أنها "وجودية".

ومصر ليست جزءًا من مجموعة البلدان الأربعة التي تشرف على العملية التي وافقت عليها الأمم المتحدة للتسوية السياسية في السودان، والتي تشمل المملكة المتحدة والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ومع ذلك دعمت تحركات البرهان لإشراك ممثلين مدنيين بإدارة السودان، بعضهم ينتمي إلى الجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين.

احتواء الإسلاميين

يأتي ذلك رغم أن نظام الرئيس، عبدالفتاح السيسي، قمع التنظيم المحلي للإخوان في مصر، لكنه يرى أن الفروع السودانية للإخوان أكثر اعتدالًا في طبيعتها.

وعلى النقيض، كان حميدتي دائم التحذير من الإخوان، واتهم البرهان مؤخراً بأنه يمثل "تهديدا إسلاميا"، الأمر الذي يتردد صداه في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، إذ يتمتع قائد قوات الدعم السريع بعلاقات طويلة الأمد مع الدولتين الخليجيتين، بعد أن دعم حملتهما العسكرية في اليمن.

ورغم أن هذه القوى الخارجية ستحجم عن التدخل في الصراع بشكل مباشر، إلا أن مصر ستستفيد أكثر من الحفاظ على النفوذ السياسي للبرهان.

ويثير الصراع الذي طال أمده في السودان خطر انهيار محادثات سد النهضة بالكامل، ولا يوجد أساس للمفاوضات بشأنه دون السودان.

ولذا يخلص تقدير "إيكونوميست إنتليجنس" إلى أن استمرار طول أمد الصراع السوداني، وهو ما يبدو مرجحًا، يرفع احتمال أن تصبح مصر أكثر عدوانية عسكريًا تجاه إثيوبيا، مع تراجع بدائل العمل أحادي الجانب بشأن سد النهضة.

المصدر | إيكونوميست إنتليجنس - ترجمة وتحرير: الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر السودان عبدالفتاح السيسي عبدالفتاح البرهان حميدتي سد النهضة إثيوبيا

لجنة سعودية مصرية للتواصل مع طرفي الصراع في السودان

تحليل: 4 عوامل تضعف فرص السلام في الصراع السوداني

الإمارات والسعودية ومصر.. تباينات إقليمية وحسابات تُعمق أزمة السودان

لا تنقصها أزمات.. مصر تتأهب لضربة اقتصادية من السودان

تحليل: انتصار حميدتي في السودان أسوأ سيناريو لمصالح مصر

مصر وأنجولا توقعان اتفاقية لتبادل المعلومات الاستخبارية العسكرية

تحليل: سد النهضة قد يدفع مصر للتتدخل في صراع السودان

البرهان يصل إلى مصر في أول زيارة خارجية منذ اندلاع القتال في السودان