واشنطن تلتفت لموسكو وبكين.. فهل يمكن مراقبة إيران في الخليج؟

السبت 13 مايو 2023 04:57 م

مع تحويل الولايات المتحدة انتباهها عن منطقة الخليج نحو روسيا والصين، فمن غير المؤكد ما إذا كانت توجد أدوات كافية لمراقبة وتتبع تحركات إيران بانتظام في المياه الإقليمية، بحسب أجنيس حلو مراسلة الشرق الأوسط في موقع "بريكنج ديفينس"  (Breaking Defense)  الأمريكي.

أجنيس تابعت، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)  بلندن أصدرا تقريرا أواخر أبريل/ نيسان الماضي تساءل فيه بشأن ما إذا كان التعاون بين دول الخليج العربي والأسطول الأمريكي الخامس (مقره في البحرين) يمكن أن يحقق أهدافا أمنية إقليمية في مضيق هرمز والخليج العربي.

وتتهم دول خليجية وإقليمية وغربية، في مقدمتها إسرائيل والولايات المتحدة، إيران بتهديد حركة الملاحة البحرية وإمدادات النفط العالمية من الشرق الأوسط، وهو ما تنفيه طهران وتحمل المسؤولية للتدخلات الخارجية، لاسيما من طرف واشنطن.

وأكد التقرير أن أنشطة الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع لإيران "ستظل عنصرا مركزيا في تعزيز الأمن الإقليمي، وبينما تمتلك دول الخليج بعض هذه القدرات على المستوى الوطني، تفتقر حاليا إلى الموارد الإجمالية اللازمة لتحل محل تلك العناصر التي تعيد واشنطن نشرها (في أماكن أخرى)".

تعاون خليجي

وقال دوجلاس باري، المؤلف المشارك للتقرير، إن "مقارنة التكنولوجيا بين الأنظمة التي تشغلها دول الخليج والأنظمة القديمة التي تديرها إيران، تعطي الأول ميزة واضحة".

واستدرك: "لكن المهم هو أن تكون قادرا على تطوير أنظمة تلبي المتطلبات، فالوضع هنا هو أنه يمكن استخدام أنظمة غير مكلفة لتدمير أنظمة متطورة باهظة الثمن".

واعتبر التقرير أنه "على الرغم من أن الفجوة التي خلفها نقل أنظمة الدفاع الأمريكية إلى أوكرانيا (حيث تشن روسيا حربا منذ 24 فبراير/ شباط 2022) ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ (لمواجهة نفوذ الصين المتصاعد) كبيرة بالتأكيد، إلا أنه يمكن سدها من خلال التعاون بين دول الخليج".

ولا تزال مخاوف دول الخليج تجاه إيران قائمة، على الرغم من أن عواصم خليجية استأنفت علاقاتها معها، وأحدثها الرياض التي اتفقت مع طهران، بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي، على تطبيع علاقتهما بعد قطيعة استمرت 7 سنوات بين بلدين يقول مراقبون إنها يتصارعان على النفوذ في المنطقة عبر وكلاء في دول منها اليمن ولبنان والعراق.

"محيط رقمي"

على الجانب الأمريكي، قال المتحدث باسم القيادة المركزية للقوات البحرية والأسطول الخامس تيم هوكينز للموقع إن الولايات المتحدة تركز على إنشاء قدرات عملياتية مشتركة.

وتابع: "من المجالات التي نراها فرصة هائلة لتعزيز الأمن البحري الإقليمي هو عملية التشغيل المشترك. وتكامل منصات الذكاء الاصطناعي غير المأهولة والخاصة بالاستطلاع والمراقبة أمر أساسي لتحقيق هذا الهدف".

وأضاف أن "القيادة الوسطى للقوات البحرية الأمريكية (NAVCENT) تعمل جنبا إلى جنب مع الشركاء الإقليميين لبناء أسطول من 100 سفينة صغيرة مسيّرة (بدون طاقم) بحلول نهاية الصيف".

هوكينز أردف أن "تلك السفن المسيّرة، والتي سيتم تشغيل معظمها من جانب دول المنطقة، ستعزز قدرتنا الجماعية للاستطلاع والمراقبة في البحر".

ومضى قائلا إن الأسطول الخامس الأمريكي يتبنى مفهوم "المحيط الرقمي، ما يعني أن كل شريك سيجمع بيانات جديدة تتم إضافتها إلى توليفة ذكية على مدار الساعة تشمل آلاف الصور من قاع البحر إلى الفضاء ومن السفن والأنظمة غير المأهولة وأجهزة الاستشعار تحت سطح البحر والأقمار الصناعية والعوامات والتقنيات الأخرى".

وزاد بأنه "خلال 20 شهرا، أبحرت سفن مسيّرة على سطح كل جانب من (مياه) شبه الجزيرة العربية وتجاوزت 40 ألف ساعة تشغيل (...) والتقدم السريع الذي نحققه سيمكننا من تحقيق الرؤية الرقمية للمحيطات قريبا".

وردا على سؤال بشأن الخطوة التالية للحفاظ على الأمن في المنطقة، أجاب هوكينز: "إنها مسؤولية إيران أن تكف عن سلوكها غير المبرر وغير المسؤول والمزعزع للاستقرار في المياه الإقليمية".

وأردف: "يجب أن تتوقف إيران عن مضايقة السفن التجارية التي ترفع العلم الدولي واحتجازها ومهاجمتها، وسيظل الأسطول الخامس يقظا أثناء التنسيق مع صناعة الشحن لتقديم المساعدة عند الحاجة، والتعاون مع الحلفاء والشركاء الإقليميين لتعزيز قدرتنا الجماعية على مراقبة ما يحدث في البحر". وعادة ما تنفي طهران صحة تلك الاتهامات.

المصدر | أجنيس حلو- بريكنج ديفينس- ترجمه وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران واشنطن الخليج الصين روسيا الولايات المتحدة